fbpx

مسؤول العلاقات الخارجية أمين سرّ التجمع الوطني الديمقراطي السوري عامر عبد الله لـ نينار برس: تجمّعنا يسعى لعقد مؤتمر إنقاذ سورية بالتشارك مع الكتل الفاعلة على الأرض

0 258

يسعى التجمع الوطني الديمقراطي السوري إلى عقد “مؤتمر إنقاذ سورية”، هذا المؤتمر كما يقول التجمع، ستشارك فيه قوى سياسية واجتماعية وثورية فاعلة، غايتها تأطير القرار الثوري والمعارض من أجل إنجاز الحل السياسي وفق مرجعية القرارات الدولية الخاصة بالصراع في سورية، وتحديداً القرار 2254.

نينار برس تواصلت مع السيد عامر عبد الله مسؤول العلاقات الخارجية أمين سر التجمع ووضعت أمامه أسئلتها التالية، فكان هذا الحوار.

السؤال الأول:

واضح لكل مراقبي الوضع السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط أن مرحلة قطع أذرع إيران وأذرع حلفائها في هذه المنطقة قد بدأت من خلال الحرب الساحقة على حركة حماس والحرب الواسعة المدمرة على حزب الله اللبناني. هل لدى تجمعكم رؤية محددة للاستفادة من هذا الصراع بما يخدم القضية السورية؟ كيف يمكن للتجمع الوطني الديمقراطي السوري توظيف صراع إسرائيل ضد ما يسمى محور المقاومة والممانعة دون أن يكون طرفاً فيه؟

تجمعنا منسجم مع ثوابت ثورتنا

يقول السيد مسؤول العلاقات الخارجية أمين سر التجمع الوطني الديمقراطي السوري في إجابته على سؤالنا الأول:

أشكرك على هذا السؤال المهم. 

نحن كأعضاء في التجمع -مكونات ثورية ومستقلون- نتدارس دائماً كل ما يحدث على الساحة الإقليمية وفي الداخل السوري. ومن الطبيعي أنْ نتخذ مواقف من الأحداث بما ينسجم مع ثوابت الثورة السورية، بعيداً عن الارتهان للأجندات المشبوهة. كما نحاول ألا نُضيّع الفرص الإيجابية في الوقت المناسب.

ويتابع عبد الله إجابته فيقول:

أما سؤالك فيما إذا كنا نستفيد من هذا الصراع الذي يعصف في المنطقة بما يخدم قضية الثورة السورية، وتوظيف صراع إسرائيل ضد ما يسمى محور المقاومة والممانعة دون أن نكون طرفاً فيه؟ فهذا سؤال جَدليّ، لأنَّ هدف التجمع هو السعي لإنقاذ سوريا من الأزمة الراهنة بكل الوسائل المتاحة. لذلك نكرس جهودنا إلى تكثيف اللقاءات مع الفعاليات الإقليمية والدولية على السواء، لإيصال رؤية الوطنيين الذين يصونون الثورة ويدافعون عن حقوق السوريين في استعادة الديمقراطية وإنهاء نظام الحكم الشمولي الذي ساد البلاد منذ أكثر من ربع قرن. التجمع يؤمن بإيجاد صيغة للحل عبر اللقاءات والحوار مع جميع الفرقاء المنغمسين في رمال سوريا المتحركة، واقناعهم بأنَّ الحل سياسي هو السبيل للوصول إلى تفاهمات. كفانا حلول عسكرية ونظام استبدادي مع وجود شرذمة من المرتزقة من دول وعصابات تحتل الجغرافيا السورية.

السؤال الثاني:

لنفترض أننا في ربع الساعة الأخيرة من رحيل النظام الأسدي عن السلطة في سورية. ماذا هيّأتم أنتم وباقي قوى الثورة من استعدادات لملء الفراغ السياسي؟ هل لديكم ولدى باقي قوى الثورة القدرة على إدارة مرحلة الانتقال السياسي ووضع دستور جديد؟

سورية مليئة بالكفاءات الوطنية

يقول السيد عامر عبد الله في إجابته على سؤالنا الثاني:

الإجابة على الشق الأول من سؤالك حول استعداد التجمع وقوى الثورة لملء الفراغ السياسي بعد سقوط النظام، أحب التنويه أنَّ الأكذوبة الرائجة على لسان الغرب: هل لديكم بديل عن الأسد؟ ماهي إلا سيناريو يستغلونه بسبب وجود تفرقة بين قوى الثورة الوطنية وبين من يسمون أنفسهم المعارضة السورية. في الحقيقة، سورية زاخرة بالقامات الوطنية ذات الكفاءة بقيادة سورية دون حدوث فراغ بعد سقوط نظام الأسد بكثير. لذلك اعتمد التجمع في سياسته على استقطاب هذه الكفاءات الوطنية والنخب السياسية الجيدة القادرة على تحمل المسؤولية بمختلف الاختصاصات. ودائماً نجري حوارات مكثفة مع الشخصيات التي نتوسم بأنها قادرة على سد الفراغ في مختلف النواحي السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإدارية.

ويضيف عبد الله:

ليس من مشروع وطني مستقبلي أو خارطة طريق لمستقبل سوريا تنادي به بعض المكونات الوطنية إلا نتفاعل معه، ونتشارك في نشره وتحقيقه.

موضحاً: إنَّ التجمع قادر على التكاتف مع قوى الثورة على حمل المسؤولية، وليس من أحد يستطيع التفرد في هذا الشأن، لأنَّ في ذلك ظلماً وإجحافاً لباقي المكونات. نحن على مدى سنوات الثورة استطعنا غربلة هذه الشخصيات، وتحديد أعضاء الصف الأول والثاني والثالث في كافة الاختصاصات.

أما الإجابة عن الشق الثاني من السؤال يقول السيد عبد الله:

 بما يخصّ الدستور واللجنة الدستورية ومتاهة السلال الأربع ما إلى ذلك، يرى التجمع أنَّ موضوع الدستور هي خطة خبيثة انتهجتها ثعالب السياسة الغربية، غايتها إطالة عمر نظام الأسد، وإنهاك الثورة السورية، بإدخال الثوار في متاهات السياسة إلى فترة زمنية معينة محددة من قبل صانعي القرار في العالم، للوصول إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد.

ويوضح السيد عبد الله رأيه: الدستور السوري لا يحتاج إلا لتشكيل لجنة مصغرة من القانونيين، تدرس دستور سورية الحالي ودستور الخمسينات، وتقوم بتعديل فقرتين أو ثلاث تخدم حقوق الشعب.

السؤال الثالث:

تطرحون في التجمع الوطني الديمقراطي فكرة عقد مؤتمر إنقاذ وطني. هل يمكنكم بيان تصوّر تجمعكم لعقد هذا المؤتمر من حيث القوى التي ستحضره، وأوراق التوافق التي ستكون على طاولة المؤتمر؟ ما أولوياتكم السياسية وفق أهميتها؟

هدف مؤتمر الإنقاذ توحيد الصفوف

يجيب السيد مسؤول العلاقات الخارجية أمين سرّ التجمع الوطني الديمقراطي عامر عبد الله على سؤالنا بالقول:

نعم إن التجمع الوطني الديمقراطي السوري يسعى -حالياً- بالدعوة لعقد “مؤتمر إنقاذ”، يشارك فيه عددٌ من الكتل السورية التي لها تأثيرٌ فاعلٌ على الساحة السورية. هدف المؤتمر الرئيس هو إعادة الثقة، بأنَّ يتمّ توحيد صفوف الثورة ولقاء قادتها المتمترسين وراء ثوابت الثورة وأهدافها. هؤلاء هم الأمل في متابعة مسلك الثورة للوصول بالسوريين كافة بمختلف أطيافهم وعروقهم إلى بر الأمان، ولبناء دولة تكون نموذجاً يحتذى به في جميع دول العالم، بعيدين عن العنصرية والطائفية. أفلا تستطيع هذه الثورة العظيمة الخروج من حالة الترهل والتبعية والخضوع التي وسمت جميع المؤسسات المعترف عليها دولياً في تمثيل الشعب السوري؟ 

ويضيف عبد الله:

أما ما يخصّ العدالة الانتقالية، فالتجمع ينظر إلى جميع مكونات الشعب السوري بنظرة واحدة، وإن كل مواطن يجب أن يسترد حقه الكامل من أي اعتداء عليه، سواءً كان اعتداءاً على النفس أو الأملاك مهما كان ديانته أو مذهبه أو عرقه.

موضحاً:

 نؤمن أنَّ الجميع متساوون أمام القانون، وسنقوم بتشكيل محاكم جنائية مختصة للنظر في جميع الدعاوى والانتهاكات المقترفة من قبل جميع الأطراف – النظام وأزلامه والفاسدون من المعارضة – وهذه المحاكم ستكون منصفة وعادلة، لأننا لا نريد للشعب السوري الدخول في صراعات داخلية وعشائرية وطائفية، بسبب ظلمٍ أو اعتداءٍ قد ألَّم بهم. لذلك ستكون هذه المحاكم منصفة للجميع.

السؤال الرابع:

يقال، أنكم توافقون على دعوة حزب PYD لحضور المؤتمر بشروط محددة. ما هي هذه الشروط؟ وهل تتوقعون موافقة PYD على شروطكم؟ ما الأسباب الموضوعية والذاتية وفق بصوركم التي ستدفع هذا الحزب وميليشياته لقبول شروطكم لحضوره مؤتمر الإنقاذ؟

شروطنا لحضور PYD مؤتمر الإنقاذ

يجيب السيد عامر عبد الله على سؤالنا الرابع والأخير بالقول:

بالنسبة لدعوة حزب pyd لحضور المؤتمر بشروط محددة، هذا أمر بديهي ما داموا من الكرد السوريين. لقد ولدوا وعاشوا وشاركوا في الدفاع عن الأرض السورية في نضالهم ضد الفرنسيين، وكانوا في كل الحروب ضد العدو الإسرائيلي. ولا بد من التنويه أن هناك فئة من الكرد الغرباء دخلت إلى سورية، من جبال قنديل، وقسم من إيران، وقد بدأوا بنشر الفكر الانفصالي، والدعوة لإنشاء دولة كردية.

لذلك وضعنا شروطاً أهمها: 

  • التصدي لأصحاب الفكرة الانفصالي وتشكيل دويلة داخل دولة سوريا.
  • طرد أي شخص إلى الانفصال أو العداء للدولة السورية إلى حيث أتى. 
  • يتوجب على أي شخص كردي التعهد والالتزام بالقانون والدستور السوري -الجديد- الذي لن يكون فيه انتقاص حقٍ أو ظلم على مواطن. وأما من قدم من خارج سورية ورغب بالعيش على أرضها وهو ملتزم بالقانون والدستور ستمنحه الدولة حق اللجوء الإنساني على غرار باقي الدول. 
  • في حال إنشاء “الإدارة الذاتية” في مناطق تواجد الكورد، عليهم الالتزام بتقاسم الثروات السورية من نفط وغيرها مع السوريين كافة.  والتهجير القسري
  • إنهاء حالات الاعتقال والكف عن خطف المواطنين من العرب السوريين في المناطق التي يسيطرون عليها حالياً.
  • الامتناع عن فرض مناهج دراسية لا تتناسب مع البيئة ومع المجتمع السوري.

حضور PYD ضروري بعد قبول الشروط

 ويوضح السيد عامر عبد الله موقف التجمع من حضور حزب PYD مؤتمر الإنقاذ فيقول:

أما الاجابة عن الشق الثاني من سؤالك حول التأكد من حضورهم. نأمل منهم الحضور بعد الموافقة على الشروط المذكورة. سيكون حضورهم ضرورياً لأنهم سوريون والدم الذي يجري بعروقهم هو دم سوري. وكذلك لأنَّ آبائهم -ولهم أيضاً- بيوتاً وأراضي وأرزاق يمتلكونها كسوريين. 

ولن أخفي القول، بأنَّ النقاشات والحوارات التي جرت معهم أشارت إلى وجود تقارب كبير في وجهات النظر ربما تصبح مثمرة مستقبلاً.

أما بالنسبة لموعد عقد المؤتمر الآن نجري بعض الاتصالات الداخلية والدولية وسنقوم بتشكيل لجنة للتواصل مع الدول الفاعلة، وعند انتهاء هذه الجولات سيتم الإعلان عن موعد المؤتمر وأعتقد أنه سيكون في مطلع العام المقبل إن شاء الله.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني