منذ دخول الأقوام الأخرى إلى الإسلام بدأت العربية تنتشر في أصقاع الأرض وراح المسلمون من العجم يقبلون على تعلمها بل إن منهم من برع بعلومها وصار عالماً بها وبأسرارها وقواعدها.
والأتراك كسائر الأقوام الأخرى المسلمة احتفوا بالعربية وأقبلوا على تعلمها حتى أنها كانت اللغة السائدة في المدارس والجامعات في زمن العثمانيين.
ثم تراجع الاهتمام بالعربية في تركيا، وحتى وقت قريب كان مقتصراً على بعض الجمعيات والأوقاف الإسلامية والهدف الأساسي منها كان مساعدة الدارسين على قراءة القرآن.
ولكن في السنوات العشر الأخيرة بدأ الإقبال على العربية يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في تركيا وانتشرت المراكز التي تعنى بتعليم العربية في كل الولايات التركية ولعل التقارب التركي مع المنطقة العربية لعب دوره بذلك كما أن فتح تركيا أبوابها للاجئين السوريين ساهم في إيجاد فرص وأسباب لتعلمها.
خلال عملي في تدريس العربية عن بعد للطلاب الأتراك توجهت لهم بالسؤال لماذا يتعلم الأتراك اللغة العربية وكانت إجاباتهم على النحو التالي:
يقول أوغور وهو محاسب يقيم في أنقرة:
إن العلاقات الثنائية بين تركيا والعالم العربي والفعاليات التجارية في السنوات الأخيرة كانت من دوافع تعلم العربية بالنسبة لي.
وتقول سعادات وهي مقيمة في إزمير:
كون العربية هي لغة الدين الإسلامي فإن الأتراك يقبلون على تعلمها بالإضافة إلى أمور أخرى تتعلق بالعمل والتجارة.
وبالنسبة لبنيامين وهو إمام في مدينة بايبورت الهدف من تعلمه للعربية هو فهم القرآن الكريم.
أما مصطفى الذي يعيش في إسطنبول علق بالمثل التركي (bir lisan bir insan).
وهو يعني أن الإنسان يصبح أكثر قوة بتعلم لغة أخرى وكأنه يصير أكثر من إنسان وأضاف إلى ماسبق من دوافع دينية الرغبة في الاطلاع على ثقافة أخرى، كما أن عشق العربية وتمكنه من بعض القلوب هو سبب لتعلمها أيضاً كما قالت حمراء وهي تتحدث العربية بطلاقة:
الناس يتعلمون العربية لأسباب كثيرة أما بالنسبة لي فالأمر مختلف أنا أعشق العربية.
نأمل أن يستمر ازدهار الضاد وأن يكتب لها الانتشار في كل دول العالم وتحمل قيمها الخيرة إلى جميع قلوب البشر، ونأمل أن تحظى العربية بمن يدعم تعليمها ويسعى للحفاظ على أصالتها بين أبنائها أيضاً.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”