لماذا تأجل انعقاد الاجتماع الوزاري الرباعي بخصوص سوريا؟
كشف السفير الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر يفموف، تأجيل عقد الاجتماع الوزاري الرباعي الخاص بسوريا، والذي يضم كلاً من تركيا وإيران والنظام السوري وروسيا، حيث كان موعده مقرراً في 10 نيسان الجاري.
وتباينت التصريحات الروسية والتركية حول موعد الاجتماع، إذ أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، أن موعد الاجتماع الرباعي لم يحدد بعد، مشيراً إلى عدم تلقي إجابة نهائية من الزملاء في إشارة إلى تركيا، التي تحدث وزير خارجيتها بدوره عن احتمالية إجراء اللقاء في مطلع أيار المقبل.
ويشير التباين بالتصريحات التركية والروسية إلى عدم حسم مسألة الاجتماع الرباعي، خاصة بعد عدم حدوث أي تقدم خلال لقاء نواب وزراء الخارجية مطلع نيسان بحسب ما أكدته مصادر خاصة لموقع “تلفزيون سوريا” في وقت سابق.
هل تقبل تركيا بشروط النظام للتطبيع وتسحب جيشها من سوريا؟
خلاف الرؤى بين تركيا والنظام السوري
أكدت مصادر على اتصال مع الخارجية التركية وجود خلاف بين رؤية كل من تركيا والنظام السوري، تتسبب بعدم تعيين موعد محدد للاجتماع الوزاري الرباعي حتى اللحظة.
وأفادت المصادر في حديث لموقع “تلفزيون سوريا” بعدم استجابة النظام السوري لمطالب تركيا المتعلقة بالتقدم في الحل السياسي، واعتبرت تمسك النظام بمطلب انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية عملية التفاف للتهرب من الاستحقاقات السياسية، إذ تطالب أنقرة بإحياء مسار اللجنة الدستورية من جديد بهدف التأسيس لاحقاً لانتخابات عامة.
وبحسب المصادر فإن النظام ومنذ الاجتماع الأمني والعسكري بينه وبين تركيا في موسكو نهاية 2022، يبدي التصلب في المباحثات ويشترط أولاً الحصول على إجابة واضحة حول موعد انسحاب القوات التركية، بالمقابل تربط أنقرة انسحابها بالوصول إلى حالة استقرار مستدام، ولذا تجب مناقشة مساري مكافحة الإرهاب وسير العملية السياسية بهدف الوصول إلى الاستقرار المنشود.
وسعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته الأخيرة إلى أنقرة، إلى إقناع الجانب التركي بعقد الاجتماع الوزاري واستكمال المباحثات رغم عدم توصل اللجان التقنية إلى تصور واضح قائم على أساس مناقشة الحل السياسي، إذ ترغب موسكو في أن يستكمل مسار تطبيع العلاقات وترحيل الملفات الخلافية.
دور سلبي لإيران
أوضحت مصادر مطلعة على أروقة النظام السوري، وجود دور سلبي لإيران، يسهم في عرقلة حصول توافق بين أنقرة ودمشق.
وأكدت المصادر في تصريح لموقع “تلفزيون سوريا” أن طهران تدفع النظام السوري للتشدد في مطلب انسحاب القوات التركية، بالمقابل لا تتبنى روسيا هذا المطلب.
ورجحت المصادر أن إيران غير مرتاحة لفكرة تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، في ظل الانتشار العسكري الرسمي التركي الكثيف على الأراضي السورية، لأن أنقرة تحاول الحفاظ على نفوذها على المعارضة السورية، بالإضافة إلى تعزيز قنوات الاتصال مع النظام، وهذا في نهاية المطاف سيؤدي إلى خلل بالتوازن، خاصة أن طهران تلمس تساهل روسيا في قضية الانتشار العسكري التركي في سوريا، بحكم المصالح المشتركة بين الجانبين وحسابات روسيا الخاصة.
وعلى الرغم من التباين في الرؤى الواضح، تبقى فرص عقد الاجتماع الوزاري كبيرة خلال شهر أيار، خاصة قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية التركية المحددة في 14 من الشهر ذاته، فمن الوارد جداً أن تتخذ الحكومة التركية مثل هذه الخطوة لإظهار جدية أمام الناخبين في مساعيها الرامية إلى التواصل مع النظام السوري بهدف إعادة اللاجئين السوريين، إلا أن إجراء الاجتماع لا يعني بالضرورة تغيراً كبيراً في مواقف الأطراف، لكن ستبقى الحاجة إلى المسار قائمة حتى بعد إجراء الانتخابات الرئاسية بالنسبة لكل من روسيا وتركيا.
المصدر: تلفزيون سوريا