fbpx

لا حلّ بدون لقاء سوري – سوري مع انتقال سياسي وعدالة انتقالية

0 768

الدكتور وليد تامر لنينار برس:

لا حلّ بدون لقاء سوري – سوري مع انتقال سياسي وعدالة انتقالية

 

أجرى الحوار: العقيد الركن مصطفى فرحات

أرادت صحيفة نينار برس أن تتعرف على رأي ناشط سياسي معروف في الشمال السوري هو الدكتور وليد تامر نقيب أطباء الشمال السوري. ووضعت أمامه عدداً من أسئلتها، التي تتعلق بأوضاع الصراع السوري عموماً، وأوضاعه في منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب).

الجانب السياسي مغيّب

يقول الدكتور وليد تامر رئيس المكتب السياسي ل”تجمع العدالة السوري”: الجانب السياسي في الثورة السورية كان مغيّباً، وكان ضعيفاً، بسبب تنامي وتصاعد الصراع المسلّح. و يعتقد الدكتور تامر “أن منطقة الشرق الأوسط لم تشهد عنفاً كما حدث في سوريا”، هذا العنف سببه اعتقاد النظام السوري بأنه يستطيع حسم الأمور عسكرياً لمصلحة استمرار نظام حكمه الاستبدادي.

ويؤكد الدكتور وليد تامر وهو نقيب أطباء الشمال السوري: أن المجتمع السوري كان مغيّباً خلال خمسين عاماً عن أي نشاط سياسي، وهذا برأيه أدى إلى أزمة هوية، وأزمة انتماء وطني.

 وحول غياب نشاط سياسي وطني فاعل خلال مرحلة الثورة يعتقد الدكتور وليد تامر وهو ناشط سياسي: الساحة السياسية السورية كانت ساحة متغيرة، وهذا التغير أدّى إلى عدم وضوح الرؤية السياسية، فهذه الساحة يعتقد الدكتور تامر بأنها غير ثابتة سياسياً أو اجتماعياً أو عسكرياً أو اقتصادياً، وأن ملامح نهاية الصراع بدأت بالظهور منذ قرابة سنتين، ويقف خلف ذلك تقارب مصالح المنخرطين الخارجيين في صراعنا السوري.

ويتابع الدكتور وليد تامر وهو عضو في مبادرة المؤتمر الوطني السوري المستقل: السوريون يدركون أن لا حل للصراع السوري من الخارج، فالخارج برأيه “يسعى إلى حلول تتوافق مع مصالحه، ولهذا من مصلحة السوريين كمكونات وطنية أن يجلسوا إلى بعضٍ لإنقاذ ما تبقى من المجتمع السوري.

ويوضح الدكتور وليد تامر: تنادى بعض السوريين أن يكون اللقاء (سورياً – سورياً) كي يستعيدوا القرار الوطني، ويلملموا الجراح لإيجاد مخرج، وهو يظنّ: أن هذا المؤتمر المزمع عقده هو آخر ما تبقى للسوريين للحديث عن هوية سورية، فإذا لم ينجح الأمر، ستنفتح التطورات على فيدراليات أو غيرها من حلول لا تخدمهم.

تكثّف الصراع في إدلب

وحول مآل الصراع في سوريا عموماً وفي إدلب خصوصاً، يقول الدكتور وليد تامر وهو نقيب أطباء الشمال السوري: من يتابع المشهد السياسي، وحتى العسكري في الفترة الأخيرة من تطور مسارات الثورة السورية، سيكتشف أن التدخلات الإقليمية والدولية بدأت منذ الساعات الأولى للثورة. فكانت هناك دول داعمة وأخرى ممولة لهذا الصراع، حيث تطور المشهد إلى درجة تدمير مدن كثيرة من قبل قوات الأسد، وهو سبّب نزوحاً ولجوءاً خارجياً.

 ويضيف الدكتور تامر: المشهد الأخير في إدلب يمثّل الصراع السوري بكل أبعاده، حيث صارت منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب) هي سورية المصغّرة، وان البلاد قد تذهب إلى نظام حكم لا مركزي إداري بسبب اختلاف النفوذ والسيطرة.

ويعتقد الدكتور تامر أن شمال غرب سوريا سيكون تحت النفوذ التركي، وشمال شرق سوريا سيكون تحت النفوذ الأمريكي، أما ما تبقى من سوريا فسيكون تحت النفوذ الروسي، وبرأيه أن هذا الوضع سيستمر لفترات طويلة، ويبدو أن هناك اتفاقاً دولياً بإخراج إيران من سوريا.

مظلة وطنية للجميع

وسألنا الدكتور وليد تامر رئيس المكتب السياسي لتجمع العدالة السوري عن امكانية تحالف المؤتمر الوطني مع تيارات في المعارضة فأجاب: بالنسبة للعمل السوري – السوري، نحن نتحدث عن مظلة تجمع الجميع، ومن أهم الأفكار المطروحة في ميثاق المؤتمر ” انه تطرق إلى نقاط ما فوق دستورية، أو عقد اجتماعي جديد يشمل كل السوريين دون استثناء بكل مكوناتهم.

ويتابع الدكتور تامر: إذا كان لدى بعض أطراف المعارضة بعض الأفكار أو الآراء تصبّ في المصلحة الوطنية فنحن مستعدون للتعامل معها حسب الميثاق الوطني، ونحن منفتحون على الجميع، وندعو لحوار دائم.

الحلم الروسي بعيد المنال

وسألنا الدكتور وليد تامر عما إذا كانت روسيا قادرة على إعادة انتاج النظام فأجاب: كانت روسيا تراهن على الهدن القصيرة وعلى الزمن، وهي صرّحت بأنها تريد إعادة المناطق السورية لسلطة النظام في دمشق، لكن يضيف الدكتور تامر: هناك تدخل دولي أصبح بموجبه الحلم الروسي بعيد المنال، وهذا ما تحدثت عنه الولايات المتحدة وتركيا وغيرهما، بأن الحل في سوريا سياسي وليس عسكرياً.

ويختم الدكتور وليد تامر حديثه بالقول: الحلول المرحلية يمكن أن تستمر لفترات طويلة لصالح مناطق نفوذ دولية، ولكن في كل الأحوال يمكن القول أن نظام الأسد انتهى لأنه سبب كل هذا الدمار والجرائم ولا أحد يستطيع أن يدافع عما فعله.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني