fbpx

كتاب جديد لـ عصام خوري

0 114

جميعنا نعرف الرئيس السوري الأسد لكن من أنا، الذي ذكر في كتاب “Assad and Me”؟

بهذا السؤال المحير بدأنا في تصفح كتاب الروائي والباحث الاستقصائي عصام خوري، الذي وصفه السفير الأميركي السابق لكلتا إدارتي الديموقراطيين والجمهوريين Cameron B. Hume، “بالسوري الوطني والمغترب”، وأضاف ” نحن بحاجة إلى فهم قصته بينما نكافح من أجل السيطرة على الغزو الروسي لأوكرانيا، وإيجاد مسارات لتجنب وقوع كوارث مماثلة في أماكن أخرى”. 

إنه كتاب يخطف الأنفاس وينقلك بين الابتسامة والدعابة نحو الخوف ورعب المعتقلات.

 إنه كتاب غني بتفاصيل الشرق الأوسط وخلافاته الإثنية والعرقية والدينية، بالتأكيد نحن بحاجة لفهم هذه التفاصيل خاصة أنها تبين حجم النزاعات السياسية إقليميا ودوليا في هذه المنطقة الهامة للعالم.  

وبالتأكيد هذا الكتاب، ذخيرة معرفية عالية الدقة حول الخلافات السنية-الشيعية “العلوية” في سوريا، وانعكاساتها على الثورة السورية، التي تحولت لاحقا إلى حرب دينية، بفعل هيمنة الأقلية العلوية على الحكم بدعم من أسرة الأسد.

المؤلف غير متدين ومن أصول مسيحية كما توضح جريدة BUSINESS INSIDER، وهو ما أعطاه مساحة واسعة في تصوير الواقع الديني والعرقي بسوريا بدون تعصب، فحتى في لحظات الانتهاك الديني أو الجسدي ترى طرحا تحليليا للجلاد والضحية بطريقة تجعلك تشفق على كليهما، وتدرك تماما حجم الجريمة التي ألمت بالشعب السوري.

تنخطف الأنفاس في عدة مشاهد من القصة، رغم يقين القارئ أن بطل الرواية لن يقتل، وهذا بالحقيقة براعة في السرد، وقوة في طرح الحبكة القصصية.

هذا الكتاب لكل أفراد الأسرة، ولكنه وبالتأكيد حاجة ضرورية لأي باحث وصحفي يبحث عن الحقيقية فيما حدث بسوريا من مجازر ودمار، ففيه تفاصيل الأحداث اليومية للثورة السورية التي اندلعت في آذار ٢٠١١، وبشكل حصري، في مدن (اللاذقية، بانياس، جسر الشغور)، فخوري أول صحفي محترف غطى أحداث الثورة السورية بصوته، وهو من أدار عملية التفاوض بين مستشاري الرئيس السوري والمعارضين السلميين، لذا هذا الكتاب كنز من المعلومات الاستقصائية.  

 يتطرق الكتاب لتفاصيل سيطرت الدولة الإسلامية على مدينة الرقة، وانعكاسات ذلك الأمر على المعارضة السورية، وفي لبنان نرى تحليلا معمقا لنفوذ حزب الله في الأجهزة الأمنية اللبنانية التي استولت جواز سفر مؤلف الكتاب عام ٢٠١٣.

 وبعيدا عن كل ذلك نرى تعمقا واضحا في ثقافة الخوف من الآخر، التي زرعها النظام السوري تجاه الغرب وتحديدا الأميركيين واليهود، ففي أسئلة المحقق لمؤلف “Assad and Me” يتكرر أكثر من مرة اتهامه بأنه عميل للمخابرات الأميركية.

الرشاوى والفساد، والبيروقراطية الإدارية في سوريا نراها في فصلين من الكتاب، وهي أمور لن تكون مفهومة للقارئ الغربي المتعطش لفهم الشرق الأوسط ونظمه السياسية.    

الكتاب سيرة ذاتية، وسرد تاريخي أكثر من ممتع، اعتمد فيه الكاتب أسلوب التشويق والمفاجأة، ليصبح أحد أهم الكتب التي تناولت سوريا، وثورات الربيع العربي. 

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني