قلق أميركي بشأن احتمالات تفاقم العنف في مالي
عبرت الولايات المتحدة، الأربعاء، عن قلقها العميق إزاء احتمالات تفاقم العنف في مالي، وعزت ذلك إلى تعرض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لهجمات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن “الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة غير مقبولة”.
وأضاف “نحن نندد بمثل هذا العنف والتهديد الأوسع الذي تشكله الجهات المسلحة الناشطة في جميع أنحاء مالي. ونقف مع شعب مالي لدعم مستقبل يسوده السلام والأمن والازدهار”.
وكانت “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن هجوم استهدف قوات تابعة لبعثة الأمم المتحدة (مينوسما) في شمال مالي، الأحد، أثناء خروج العناصر من معسكراتهم في إطار انسحاب كامل من البلاد، بحسب موقع سايت.
وأصيب أربعة من عناصر قوات حفظ السلام جراء الهجوم الذي وقع على الطريق الرابط بين تمبكتو وبير، بحسب ما ذكرت “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” على منصة “الزلاقة” الدعائية، وفقًا لموقع “سايت” التابع لمنظمة غير حكومية أميركية متخصّصة في رصد الجماعات المتطرفة.
كذلك أعلنت “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” في المنشور المؤرخ، الاثنين، مسؤوليتها عن هجوم آخر، الأحد، استهدف موقعا للجيش المالي بالقرب من كوريوميه جنوب تمبكتو، أسفر عن مقتل جندي بحسب ما نقل موقع سايت عن الجماعة.
وتزامن الهجوم ضد قوات حفظ السلام مع انسحاب مينوسما من معسكر بير أحد عشرات المعسكرات التي ستغادرها.
ويعكس تعقيدات يواجهها الانسحاب الذي يستمر حتى 31 ديسمبر.
وكانت مينوسما بدأت من خلال تسليم معسكر أوغوساغو (وسط) مطلع أغسطس تطبيق قرار مجلس الأمن الذي اتخذ في نهاية يونيو الماضي بإنهاء مهمة البعثة الأممية استجابة لرغبة باماكو. وسيطر العسكريون على السلطة في مالي في انقلاب عام 2020.
وتشهد منطقة بير توترات بين الجيش المالي ومجموعة فاغنر الروسية من جهة، و”تنسيقية حركات الأزواد”، وفق هذا التحالف الذي يضم في غالبيته مجموعات من الطوارق تسعى لحكم ذاتي أو للاستقلال عن الدولة المالية.
والتنسيقية هي أحد الأطراف التي أبرمت اتفاق سلام وقع في الجزائر مع الحكومة المالية في 2015.
والخميس، أعلن انفصاليون طوارق سابقون مغادرة جميع ممثليهم باماكو لأسباب “أمنية” ما عمق الهوة مع المجلس العسكري الحاكم الذي تتهمه التنسيقية بالسعي إلى نسف اتفاق الجزائر.
كما تتهم التنسيقية العسكريين بأنهم أصدروا في يونيو دستورا جديدا يقوض الاتفاق.
وأعلن الجيش المالي، السبت، مقتل ستة من جنوده في هجوم “جهادي” وقع الجمعة في بير (شمال).
وأوضحت مينوسما، الأحد، أنها “انسحبت من بير في وقت مبكر بسبب تدهور الوضع الأمني في المنطقة والمخاطر الكبيرة التي يشكلها ذلك على جنودنا”.
وتدهورت علاقات مالي مع الأمم المتحدة بشكل حاد منذ أتى انقلاب عام 2020 إلى السلطة بنظام عسكري أوقف أيضا التعاون الدفاعي مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.
وتحالف المجلس العسكري مع روسيا واستعان بمجموعة فاغنر المسلحة.
ومنذ عام 2012، تشهد مالي أزمة أمنية عميقة بدأت في الشمال وامتدت إلى وسط البلد وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.
المصدر: الحرة