fbpx

قلعة المرقب.. عين على البحر وأخرى على الجبال

0 250

إلى الشرق من مدينة بانياس السورية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، تقع قلعة المرقب الأثرية، وهي حصن منيع يبعد عن 5 كم عن المدينة، وتعتبر القلعة من الآثار العائدة لمحافظة طرطوس.

يعود بناء القلعة إلى زمن حكم هارون الرشيد (789-809)م، وأعيد بناؤها عام 1062م على يد رشيد الدين الإسماعيلي.

قلعة المرقب عُرفت باسم (ماركابوس ماركابان) في العصر اليوناني، ولكن هذه التسمية تغيرت في العصر البيزنطي فعُرفت باسم مارغانت ماركانوس، ولكن تسمية المرقب باللغة العربية، تعني الحارس.

تُشرف قلعة المرقب من الشرق على سلسلة جبال الساحل السوري، ومن الغرب تُشرف على مدينة بانياس والبحر الأبيض المتوسط، والقلعة محاطة بجبال وغابات، ويحيط بها خندق يمر عبره درجٌ قائمٌ فوق جسر إلى مدخل القلعة.

تناوبت أقوام كثيرة على احتلال القلعة واستخدامها كحامية عسكرية هامة في الشريط الساحلي السوري، فقد سيطر الصليبيون عليها عام 1117م، واستلمها الاسبتازية وجعلوا منها حامية عسكرية لهم عام 1186م. ولهذا أصبحت من أهم المواقع الحصينة في هذه المناطق.



استعاد السلطان قلاوون السيطرة على قلعة المرقب عام 1285، لكنه في عملية تحريرها واجه صعوبات كبرى، فاحتاجت للتحرير إلى معارك عنيفة، وحصار طويل بسبب ارتفاع القلعة وموقعها ومناعة أسوارها.

يحيط بقلعة المرقب سوران، داخلي وخارجي، يحتوي الخارجي على 14 برجاً دفاعياً منيعاً. ويوجد في القلعة مرافق كثيرة منها مبانٍ ومنها قاعات مثل قاعة الفرسان والقاعة الملكية وكنيسة تعود للقرن الثاني، ومرافق وخزانات وممرات الأسوار والأبراج..

في القلعة لوحات جدارية تمثّل العشاء الأخير، وهذه اللوحة ملونة رائعة تضم 12 شخصاً وكذلك توجد لوحة بطول ستة أمتار وارتفاع ثلاثة، تحتوي مشهدين، الأول يمثل جهنم، والثاني يمثل الجنة، وفي القلعة أيضاً من جهتها الشرقية لوحة تمثل مقتل القديس يوحنا.


قصفت القلعة بالمنجنيق عام 1285م، حتى انهار البرج الخارجي المعروف ببرج الأمل.

يوجد في القلعة كذلك مسجد، حيث تمّ بناؤه بعد تحريرها من الإفرنج، وقد استخدم برج الفرسان كمدخل ثانوي إلى جانب مدخلها الرئيسي.

في الجهة الجنوبية للقاعة يوجد المجمع العثماني، وهو عبارة عن مجموعة من الغرف. أما الكنيسة فهي أكثر أبنية القلعة ارتفاعاً.

صارت القلعة في العصور العثمانية سجناً، أما في عصر الاحتلال الفرنسي فقد أصبحت مركزاً للقوات الفرنسية، وبعد استقلال سوريا عام 1946 صارت متحفاً تابعاً لوزارة الثقافة، تشرف عليه المديرية العامة للآثار والمتاحف.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني