fbpx

قلعة أبو قبيس الحموية.. حصن منيع مسوّر بطبيعة ساحرة

0 337

حين يكون هناك مرور على آثار محافظة حماة، الغنية بمعالمها وقلاعها التاريخية، لا يمكن للمرء أن يغفل عن قلعة أبو قبيس، التي تتربع على أعلى قمة في جبال الساحل الشرقية، وتطل على طبيعة ساحرة ومناظر خلّابة، فأبو قبيس ليست قرية وحصناً فحسب، بل هي مصيف مشهور في سوريا.

تتبع قلعة أبو قبيس وقريتها لناحية اسمها سلحب، وهي إحدى المناطق التابعة إدارياً لمحافظة حماة، حيث يسود مناخ معتدل وجمال طبيعة، ما يجعلها مقصداً للسياح والزائرين.

تطل قلعة أبو قبيس على سهل الغاب السوري، هذا السهل يشتهر بانبساطه، وبتدرجاته اللونية الملفتة للنظر، كذلك يشتهر بتقطيعاته الهندسية الدقيقة، إضافة إلى أنه محاطٌ بالجبال الساحلية، فالقلعة تشرف على مجموعة من القلاع والمواقع المهمة، مثل قلعة سيزر وقلعة المضيق وقلعة أفاميا.

وحول العمر الزمني المفترض لقلعة أبو قبيس، فلا تأكيد حتى اللحظة على الزمن الذي تم فيه بناؤها، ولكن هناك من يقول إن الرومان هم أول من وضع حجر أساس هذه القلعة، ولكنها بصورتها الحالية تدّل على تخطيط بيزنطي وليس روماني، وهذا يعني أن البيزنطيين عملوا على إعادة تقسيم بناء القلعة وفق منظورهم العسكري، فالتقسيم الموجود يشير إلى القرن العاشر الميلادي.

يمكن القول إن طراز قلعة أبو قبيس المعماري هو من نمط العمارة العسكرية، التي عُرفت في سوريا خلال القرن الثاني عشر الميلادي، وهذا يظهر من خلال طريقة التحصين الداخلي والخارجي، وتأكيد مناعة البناء باستخدام الأبراج المربعة والدائرية، وطريقة مرامي السهام.

يظهر هذا من خلال مدخل القلعة وطريقة تحصينه، ويظهر أيضاً في زخرفة غرفة الحراسة الجانبية، المتقدمة على مدخل القلعة الداخلي.

مرت أقوام عديدة على حكم القلعة، فقد حكمها الزنكيون، ثم الأيوبيون ثم المماليك، ثم المغول، الذين قاموا بهدمها.

مسقط القلعة الهندسي هو مسقط بيضاوي منتظم، يحيط به سور خارجي كبير، وفي الداخل منه سور داخلي مرتفع البناء، يأخذ السور الخارجي شكل إطار مثلثي، في كل زاوية منه برج مربع، وكل ضلع من أضلاعه الثلاثة يوجد في منتصفه برج دائري، ونرى في الشرق والغرب برجاً مربعاً يلتصق بآخر دائري.

إذا أتينا إلى مدخل القلعة الأساسي، سنجد أن درجاً حجرياً يتقدمه، يوصل ممره إلى فسحة واسعة، وقد شيّد بناؤه وفق تخطيط مدروس من ناحية التصميم ومواد البناء المستخدمة، فهو يأخذ شكلاً منكسراً بزاوية قائمة، ومزود بمزلاج مع ساتر حديدي، تعزيزاً لمناعته وتحصينه.

من الجهة الشرقية للقلعة، يوجد باب مدخل محصّن ببرجين مربعين وآخر دائري، وهناك فسحة بين السور الخارجي وبناء القلعة الداخلي، هذه الفسحة تضم خزانات وغرفاً.

الدخول إلى القلعة يمر عبر مدخل محصن، وسقوف بقناطر، ويتقدمه برج مربع وغرفة حراسة مزخرفة، ويقود ممره إلى التقسيمات الداخلية التي تضم فراغات وقاعات موزعة على ثلاثة صفوف.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني