fbpx

قسد أداة تغييرات ديموغرافية تسعى إسرائيل والولايات المتحدة لتحقيقها

0 661

الباحث مهنّد الكاطع لنينار برس:
قسد أداة تغييرات ديموغرافية تسعى إسرائيل والولايات المتحدة لتحقيقها

مهند الكاطع

الجزيرة والفرات، اسم جغرافي لمنطقة عريقة، شهدت تتالي حضارات، وتشهد الآن عملية تغيير ديموغرافي، لصالح حسابات استراتيجية خارجية، هذه العملية يقوم بها تنظيم عسكري يدعى “قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي يديرها حزبا PKK وذراعه السوري PYD. نينار برس التقت بالباحث السوري مهند الكاطع وهو ابن هذه المنطقة، ومتخصص بالتاريخ الاجتماعي للجزيرة السورية والمسألة الكردية، ووضعت أمامه أسئلتها.

الدعم الأمريكي لقسد تكتيكي

يقول الباحث مهند الكاطع: “سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه منظمة العمال الكردستاني في عهد بايدن لن تختلف عن سياسة سلفه ترامب”. وبرأيه فإن السياسات الخارجية الأمريكية لا تتغيّر كثيراً بتغيّر الرؤساء، بل يمكن أن تتلقى الميليشيات الكردية دعماً أكبر، ولكن سيبقى هذا الدعم في الإطار التكتيكي.

ووفق رؤية الكاطع، وهو كاتب معروف باهتماماته السياسية والاجتماعية، بخصوص منطقة الجزيرة السورية، “فإن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت ميليشيات حزب العمال الكردستاني ممثلة بـ “قسد” لإحداث تغييرات ديموغرافية عبر تهجير ممنهج في المنطقة”. ويعتقد الكاطع أن هذه التغييرات التي تعمل عليها قسد “تخدم أهدافاً بعيدة لأمريكا وإسرائيل”، والشماعة في ذلك هي داعش.

لكن الكاطع يذهب إلى القول “إن داعش صنيعة استخباراتية عالمية، كان هدفها خلق ذريعة إحداث تغييرات كبيرة في خارطة المنطقة”. لكنه يستنتج “أن مستقبل ميليشيات العمال الكردستاني في الجزيرة والفرات على المحك”. ويفسّر ذلك بالقول: إن هذا المستقبل رهن أي تطورات على صعيد الحل في سوريا، الذي يرتبط بشكلٍ رئيسي بتفاهمات أكبر بين الدول الرئيسية اللاعبة في الساحة السورية، وعلى رأسها أمريكا وروسيا وتركيا.

تحالفنا نقيض الانفصالية الكردية  

يقول الكاطع المتخصص بقضايا اجتماعية وسياسية، من الضروري: “أن ندرك الواقع العشائري في المنطقة، وألا نتخيّل أن العشيرة اليوم هي مثل العشيرة قبل 70 عاماً” فهو يرى “أن العشيرة اليوم لا تشكّل وحدة اجتماعية، ذات سلطة مركزية، يمثلها الشيوخ والوجهاء”.

ويؤكد رؤيته حين يقول: “المواقف السياسية لا تخضع لإرادة عشائرية جماعية اليوم، بل قد تكون متباينة ضمن الأسرة الواحدة”. ولهذا يفسّر الكاطع أن مواقف شيوخ العشائر لها دلالة رمزية، يتم استغلالها سياسياً وإعلامياً للمتلقي الخارجي، دون أن يكون لذلك أثرٌ داخلي على الأرض”.

الكاطع يضيف: “التحالف العربي الديمقراطي في الجزيرة والفرات، ظهر كحاجةٍ ملحّة، مستجيباً للمتغيرات التي فرضتها سلطات الأمر الواقع في المنطقة”. لهذا يمكن القول إن التحالف العربي الديمقراطي هو حالة سياسية سورية منسجمة مع أهداف الثورة السورية ومطالبها، ومتمسك بوحدة سورية أرضاً وشعباً، ومحافظ على هويتها وعمقها العربي الإسلامي، وفق قول الكاطع.

هذه الحالة يصفها الكاطع بأنها “متناقضة مع المشاريع الانفصالية الكردية، وجميع المشاريع التي لا تتقاطع مع المصلحة الوطنية، أياً كان مسمى هذه المشاريع قومياً أو دينياً أو طائفياً”.

ويرى مهند الكاطع وهو أيضاً كاتب في الشأن السياسي: “أن التحالف العربي الديمقراطي (الذي ينتمي إليه) يسعى للدفاع عن مصالح أهالي الجزيرة والفرات، والوقوف بوجه المشاريع التي تستهدف مستقبل المنطقة وهويتها وديموغرافيتها”. ولهذا يجد الكاطع أنهم في التحالف العربي الديمقراطي: “صوت وطموح أهالي المنطقة وعشائرها، وهم يسعون لكسب جميع فئات المجتمع من كل الأطياف، وليس النخب فقط”

28% نسبة الأكراد في الجزيرة

وعن سؤال عما إذا كانت هناك أرقام إحصائية صحيحة تبيّن نسب المكونات الإثنية في منطقة الجزيرة (محافظة الحسكة) يقول الباحث مهند الكاطع: “نعم هناك إحصائيات تقريبية واقعية، قام بها التجمع الوطني للشباب العربي عام 2012م، تخصّ محافظة الحسكة”. مبيناً أن التوزع الديمغرافي الإثني فيها يعتمد على طبيعة القرى الزراعية، التي من السهل معرفة انتماءات سكانها القومية، بل والعشائرية.

وتوضح الإحصائية أن نسبة الأكراد لا تتجاوز 28% على أبعد تقدير. ويضيف الكاطع: “قمت بتطوير الدراسة وبحثت في توزع الأكراد في باقي المحافظات السورية، كذلك خصصت فصلاً في كتابي (أكراد سوريا: التاريخ – الديمغرافية – السياسة) وكانت نتيجة ذلك أن نسبة الأكراد لا تتجاوز 5.23% من عدد سكان سوريا.

تجاذبات المعارضة الإقليمية

وسألنا الباحث الكاطع عن واقع المعارضة في المرحلة الحالية فقال: “مؤسسات المعارضة للأسف تعيش تجاذبات إقليمية، بسبب تبعيتها للأطراف الإقليمية”.

ويعتقد الكاطع: “أن ذلك ناتج بسبب ضعف وشرذمة الواقع السوري”. ولهذا فهو يرى: “أن التغلب على هذه الحالة لا يكون بالرغبة بالحوار وحدها، بل يجب أن يكون هناك استعداد لدى قوى المعارضة لتغليب المصلحة الوطنية على مصالحها الضيّقة والشخصية، وتوحيد الموقف أمام المجتمع الإقليمي والعربي والدولي، وعد البقاء كمنصات وشماعة تمرر من خلالها الدول مصالحها، على حساب استمرار الضياع الوطني”.

مهند الكاطع كاتب سوري وباحث في التاريخ الاجتماعي والسياسي
مواليد 1982 يحمل شهادة ماجستير في الهندسة الكيميائية صدر له كتاب بعنوان (التوزع الديمغرافي لأكراد سورية)
له بحوث ومقالات كثيرة منشورة في مواقع عديدة

مهند الكاطع

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني