fbpx

في الليلة الظلماء يفتقد البدر

0 118

عام على رحيل المناضل الوطني السوري ميشيل كيلو

بسم الله الرحمن الرحيم (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) صدق الله العظيم.

نعم الموت حق لا ينكره أحد، مهما كان معتقده الديني، أين الحق عندما لا يعرف الطفل العصفور والشجرة؟.

أين الحق في ألا يبصر طفل على وجه هذه المعمورة الشمس لمرة واحدة؟

نعم لا تستغرب عزيزي القارئ عندما تقرأ هذا الكلام وتتساءل هل هذا صحيح؟.

نعم إنه صحيح لأنه جرى فيما يسمى “سورية الأسد” التي لا تشبه أي بقاع الأرض. هذا ما رواه المناضل الوطني السوري ميشيل كيلو، الذي أبكى أكثر من أربعمائة مهتم في حقوق الإنسان في جنيف، وهي قصة عاشها عندما كان سجيناً في أحد أقبية مخابرات الأسد، لا لجرم ارتكبه سوى مطالبته بالحرية والعدل، ليس لنفسه بل لشعبه السوري الذي أحبه حتى الثمالة، وحرم من أبسط حق من حقوقه أن يلمه ثرى هذا الوطن.

ميشيل كيلو مناضل سوري، يعرفه السوريون كرمز للنضال والدفاع عن حقوقهم وكرامتهم.

لم تثنه كل السنوات الطويلة خلف القضبان وزنازين الطغاة لدى هذا النظام المجرم الذي مارس كل أشكال التنكيل والتعذيب وقتل وتهجير السوريين المطالبين بحريتهم وكرامتهم.

تاريخ حافل وناصع وذكريات مشرفه نستعيدها في ذكرى رحيله.

شغل ميشيل كيلو منصب رئيس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية، وكان ناشطاً في لجان إحياء المجتمع المدني، وأحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق، وعضو سابق في الحزب الشيوعي السوري، ومحلل سياسي وكاتب ومترجم ورئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين.

ترجم كيلو بعضاً من كتب الفكر السياسي إلى العربية منها كتاب “الإمبريالية وإعادة الإنتاج” و”كتاب الدار الكبيرة”، و”لغة السياسة” و”كذلك الوعي الاجتماعي”.

وُلد في مدينة اللاذقية عام 1940، لم يتجاهل صوت السوريين عندما دقت ساعة الحقيقة وهتف شباب سورية للحرية والكرامة، وهو بعمر تجاوز السبعين عاماً، والسياسي الذي يدرك تماماً ما هو الثمن الذي سيدفعه لقاء ذلك.

وقف مع السوريين في ثورتهم وشد من أزرهم وزودهم بالنصائح وكشف زيف وإجرام هذا النظام، الذي يدعي حماية الأقليات وهو الرجل المسيحي الذي رفض إلا أن يكون من عموم الشعب السوري، لا من أقلياته، لأنه مقتنع بأن في سورية لا أقلية سوى أقلية هذا النظام المجرم، وأن الشعب السوري بكل مكوناته هو الأكثرية التي يجب أن تنتصر.

عام على رحيلك أيها المناضل ميشيل كيلو، كان لغيابك الأثر العميق في نفوس السوريين كل السوريين، وزاد من غربتهم وألم هجرتهم لسبب بسيط، لأنهم أحببوك كما أحببتهم، ولأنك ناصرت قضيتهم وثورتهم.

ولكن وفي خضم هذا الألم والغربة لم ينس السوريون الأُصلاء واجب التكريم، وها نحن اليوم وفي أول إصدار جديد لمجلة حزبنا نستذكر مع شعبنا السوري تاريخ نضالك، وتصديك لأبشع مجرم عرفته البشرية نظام عائلة الأسد.

لروحك السلام والاطمئنان… وعهداً بأننا سنكمل المشوار حتى ينال شعبنا الذي أحببته الحرية الكرامة والنصر.

م. رشيد الناصر

عضو المكتب السياسي لحزب اليسار

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني