fbpx

عواصف وأزمات تهدد الشمال السوري بكارثة إنسانية

0 397

أزمات متلاحقة تتوالى على الشمال الغربي في سوريا، كان آخرها منخفض جوي رافقته عاصفة ثلجية ضربت الشريط الحدودي، كما سبقها تعرض المنطقة منذ بداية فصل الشتاء الحالي لأكثر من عاصفة مطرية أدت إلى أضرار كبيرة أثرت على الشمال السوري، الذي يفتقر أصلاً للخدمات والبنى التحتية، القاصرة تقديم الخدمات لعشرات الآلاف، فكيف بالملايين، وبالرغم من محاولات الدعم الإغاثي واللوجستي الذي تقدمه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول، إلا أن المعاناة كانت كبيرة على الأسوياء، فما بالك بالمرضى الذين تقطعت بهم كل سبل العلاج بسبب ضعف الإمكانيات وقلة الدعم.

ارتفع عدد المراكز الصحية والمشافي، لكنها لا تتسع لأعداد المرضى، رغم ذلك فإن الدعم بدأ بالتراجع، ومن ثم التهديد بالتوقف، ما يعني توقف عدد كبير من المشافي عن العمل وتقديم المساعدة الطبية والعلاج للأهالي.

الأمر الذي ينذر بكارثة صحية تهدد الآلاف، ما جعل نشطاء المنطقة يطلقون حملة لدعم هذه المشافي، وحسب بيان لمنسقي الاستجابة فإن عدد المشافي التي توقف عنها الدعم بلغ 18 مشفى وهي حسب توزعها الجغرافي:

  1. مشفى الرحمة – دركوش
  2. مشفى السلام – حارم
  3. مشفى العزل كوفيد – كفر تخاريم
  4. مشفى الأمومة – كفر تخاريم
  5. مشفى القنية
  6. مشفى إنقاذ روح – سلقين
  7. مشفى إدلب الوطني
  8. مشفى حريتان – دير حسان
  9. مشفى الرجاء – قاح
  10. مشفى المحبة – عفرين
  11. مشفى السلام – عفرين
  12. مشفى وسيم حسينو – كفر تخاريم
  13. مشفى معاذ – شمارين
  14. مشفى الأمومة – كللي
  15. مشفى النفسية – سرمدا
  16. مشفى اليمضية
  17. مشفى الرفاه – جنديرس
  18. مشفى الإخاء – أطمة

كما أن انقطاع الدعم عن ثمانية عشر منشأة طبية تقدم خدماتها لأكثر من مليون ونصف مدني مقيمين في المنطقة، زاد المخاوف لدى قاطني الشمال الغربي من سوريا وخاصة أهالي المخيمات التي تنتشر على الشريط الحدودي من توقف منشآت أخرى، وفي ذات السياق حذر الناشطون والمنظمات من ازدياد الضغوط على المنشآت الأخرى بعد توقف الدعم عن المنشآت الطبية المذكورة.

وطالب منسقو استجابة سوريا بعودة الدعم إلى تلك المشافي، وخاصة في ظل ما تشهده المنطقة من احتمالية موجات جديدة من فايروس كوفيد-19، وحذرت المنظمات من أن توقف الدعم عن المشافي واستمراره في ظل ما يتعرض له الشمال السوري من سوء الأحوال الجوية والعواصف التي تضرب المخيمات، سيؤدي إلى كوارث إنسانية لم تشهدها المنطقة منذ عشرات السنين، ما دفعهم وعدة منظمات وهيئات إنسانية عاملة في المنطقة لاستصدار عدة بيانات مناشدة، طالبت فيها تقديم المساعدة العاجلة والفورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية الواقعة في شمال غربي سوريا، وخاصةً أن أغلب المنظمات الإنسانية لم تبدأ بتعويض الأضرار السابقة، مع انخفاض شديد في عمليات الاستجابة الإنسانية لتعويض الأضرار التي لم تتجاوز بالمطلق 10%.

كما طالبت المنظمات بالعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً (الأطفال، النساء، كبار السن)، والعمل على إصلاح الأضرار السابقة، ضمن تلك المخيمات وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري، وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام، حيث من المتوقع زيادة نسبة الأضرار بشكل أكبر ليشمل المخيمات كافة في المنخفض القادم.

وتجدر الإشارة الى أن منطقة المخيمات التي يقطنها أكثر من مليون ونصف مدني، قد تتعرض لمنخفض جوي جديد سيؤثر على الشمال السوري وسط تخوف كبير بين النازحين من المنخفض بسبب الرياح والأمطار الغزيرة واحتمالية تساقط الثلوج، لا سيما أن المنخفض السابق تسبب بعدة أضرار في مئة وأربعة مخيمات.

فقد بلغ عدد المخيمات المتضررة بشكل أولي نتيجة الهطولات المطرية خلال الفترة الماضية، سبعة وأربعين مخيماً منتشرة في مناطق شمال غرب سوريا.

كما أن أغلب المخيمات الموجودة في المنطقة تعرضت لأضرار متفاوتة، مع تركز الأضرار الكبرى في مناطق ريف حلب الشمالي ومناطق المخيمات على الحدود السورية التركية، وقد تفاوتت الأضرار بين الجزئي والكلي من حيث نوعية الخيام الموجودة، حيث بلغ عدد الخيام المتضررة بشكل كلي 69 خيمة موثقة وبشكل جزئي 291 خيمة موثقة.

وحتى الآن لا توجد استجابة فعلية أو كاملة للمتضررين من العاصفة الأخيرة، ومن ناحية أخرى ناشد أهالي الشمال، جميع المنظمات والهيئات الإنسانية، المساهمة الفعالة بتأمين احتياجات النازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً (الأطفال، النساء، كبار السن)، وحث الدفاع المدني والخوذ البيضاء على رفع حالة الطوارئ لدى المنظمات والجمعيات كافة العاملة في المنطقة، تحسباً من أضرار جديدة محتملة ضمن المخيمات.

من ناحية أخرى مدد مجلس الأمن الدولي التفويض الخاص بإيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة ستة أشهر أخرى ضمن القرار 2585/2021، وذلك دون تصويت جديد في المجلس بعد أن حاولت روسيا في وقت سابق تعطيل وإيقاف خط المساعدات.

كما أن المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس مع النظام السوري غير كافية ولا تصلح لإمداد المنطقة بالاحتياجات الإنسانية، واستحالة تنفيذها خاصةً مع العراقيل الكبيرة التي يضعها النظام السوري وروسيا على دخول القوافل الإنسانية عبر خطوط التماس، إضافة إلى استغلال المساعدات الإنسانية من قبل النظام السوري في تمويل عملياته العسكرية ضد المدنيين.

كما نؤكد على ضرورة إيجاد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حلاً جذرياً لوقف التدخل الروسي في الملف الإنساني واستخدامه كورقة ضغط سياسية ضد المدنيين في شمال غربي سوريا.

ونشدد على ضرورة قيام المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي على إيجاد حلول بديلة إضافية خلال المرحلة المقبلة، وذلك لغياب أي حلول سياسية للملف السوري حتى الآن، وأخيراً، نوجه مناشدتنا لجميع الجهات المانحة والتي تقدم الدعم الإنساني في مناطق شمال غربي سوريا، المساهمة بشكل عاجل وفوري لمتطلبات احتياجات النازحين ضمن تلك المخيمات والتجمعات.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني