fbpx

عن الحرب والحب وزهرة الرمان..

0 85

قدماي متعبتان وروحي بلا أشرعة وأنا أغذ السير في هذا المدى الواسع من ازدحام الخائفين ومن فتك الرصاص بالصمت أريد الخروج من شرنقة الحصار المطبق على براعم دمي.. لكن شمس الصباح لم تبث حنين يديها على أزهار الأصص الرابضة على شرفات نوافذ البيوت القديمة.. ولم تلثم شفاه أزهار الرمان ما جعل الورد يمتنع عن البوح بعطره فبقي الرصاص يئز كنحل مجنون فقد جهات زهره.. لم أفكر لحظتئذ كيف امتزجت الظلمة بالنور وغاب وجه البلاد الأليف عن باصرتي.. لكن ما يقلق الأشجار في بساتين قلبي هو كيف تكورت الغيمات وغدت تلالاً من وجع الفقد.. وكيف بحت دون جدوى بأسرار خوفي لعابرة عرفت في المدى اللاحق إنها اللعنة الأبدية التي تطاردني.. وأفكر متى ينتهي نحيب الروح ويصعد قمرالقلب إلى الشرفة ليهمس لليل قصائده المنيرة.. ربما كنت موهوماً وأن الوهم طقس روح خسرت منذ شتاء المظاهرات الأول بهجة الهتاف للفتى حمزة المرمي خلف دمه وموته المقدس في حوران.. لم يك بطلاً ذلك الأحمق المعجون بماء الكذب وصلف القتل.. كان يخاف من النار لذا همس لظله أنا جرذ أتنفس الرعب وأغرق في معمعة المذبحة. كان الأحمق يرى أصابع النار تلتهم المسافات نحو عنقه وما تبقى من قدميه.. قلت آنذاك لروحي وأنا أتمعن بسيل المتظاهرين أنا الوهم العتيق فلا تغضبي أيتها المرأة العابرة.. إني أمنحك مدى منسوجاً من همس القصب النهري للرمل.. ومن تأوهات الحور الفراتي لرعشة الماء ومن تململ السنديان الجبلي لاختفاء القمر.. أمنحك زفرات منداة بعشق امرأة عشقت ذات صباح نبال الريح ولهاثاً يطارد رعشتها البرية أمنحك الوقت واحمرار أزهار الرمان وأمنح نفسي ما تبقى من جثث وحرائق أحدثها عدوان الغرباء وشيئاً من بحة ناي لاتزال تردد صداها سهوب بلادي.. فلا تمضي وحيدة بلا زوادة.. ولا ترقصي كمخمورة في تيه الشهوة الأولى انزعي عن دمك وعن جبين التراب قيد الشوك فلربما نبتت قطرات الندى ذات فجر على شفاه الشجر.. لا تمضي وحيدة بلا قلبي فالجهات تغلق الأبواب أمام من نسي روحه خلف الحرائق الجليلة وأتى بذهوله يتقمص الشمس وأغنيات الرعاة وهدير آلات الموت وهي تعلن انتهاء المرحلة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني