خيّل لي أنني عاشق فاشل
عاشق من العصور الوسطى أو القديمة
الفروق واهنة جداً طالما دروبك أفق
وفرسان يقرضون الشعر وهم يتنكّبون السلاح
ويدخلون المبارزة لمجرد أن يقدموا الورود على سيوفهم
وكم فرحت بهذه المبارزات
وقدمت رأسي للمدينة عاشقاً يليق بها
وكم كانت المدن بارعة في امتحاننا
ودفعنا في متاهاتها وزواريبها الضيقة
لتنظيفها وغسل حواريها بالهواء والورود
ومن يأتي متأخراً
أو يصادفه الليل ظلاماً
يعلق رأسه على أحد الأبواب السبعة
قنديل فرح
وكنا نحن نؤبّن فرسان الصبح
كعادتنا
ونقول الصبح قريب
هذا قمرٌ
يليق بلون الفجر
يغمز أن نجوماً تزهر في الشارع
وتشع كخبز طازج
نقتسم اللقمة بالزعتر
ونشدّ الخيل لرهان أخر
أي المدن هذي
تقتلنا بالحب وتشد على أيدينا القيد
وتساومنا
وتطاردنا كالصوص منبوذين
ونحن نحبها
نختلق لها الأعذار
خيلّ لي أنني عاشق فاشل
مازال يحلم برهان دمشق
تلك المرهونة جدائل عشقٍ
جدائل شنقٍ
فرق يا ولدي بين العشق
وبين الشنق
وأنا مشنوق يا ولدي
مصلوب منذ عقود
على أبواب تلك الفاتنة
دمشق
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
Recover your password.
A password will be e-mailed to you.
المقالة السابقة
المقالة التالية