fbpx

عدنان البوش رئيس المكتب السياسي في التجمع الوطني الديمقراطي السوري لـ نينار برس: التجمع يعمل في إطار وطني يتجاوز المناطقية والطائفية والأيديولوجية لاستعادة الوطن

0 274

التجمع الوطني الديمقراطي السوري هو إطار تنظيمي توافقت المجموعات المتحدة فيه على جملة مبادئ وأهداف سياسية تتمحور حول القضية السورية وما تمرّ به.

صحيفة نينار برس أرادت إضاءة واقع هذا التجمع أمام قرائها ومتابعيها، فالتقت برئيس المكتب السياسي فيه السيد عدنان البوش، ووضعت أمامه أسئلتها فكان هذا الحوار.

السؤال الأول:

نشأ التجمع الوطني الديمقراطي السوري من اتحاد مجموعة من التيارات السياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات مستقلة على أرضية بناء سورية الجديدة وفق برنامج عمل وأهداف تعملون عليها.

ما أبرز نقاط برنامجكم السياسي التنفيذي؟ وهل لتجمعكم قاعدة في الداخل السوري بصورة عامة، وفي الشمال المحرّر بصورة خاصة؟

تجمعنا نواةٌ صلبةٌ لعملية التغيير

يجيب السيد عدنان البوش والذي يشغل منصب رئيس المكتب السياسي في التجمع الوطني الديمقراطي السوري على سؤالنا بالقول:

التجمع الوطني الديمقراطي السوري هو من أول التجمعات الوطنية السورية المدنية وذات البعد الوطني، والتي حرصت على انشاء تجمّع يعمل في إطار وطني واسع يتجاوز المناطقية والطائفية والأيديولوجية، لإنه يعتبر أن عملية تحرير سورية هي عملية وطنية تسعى لاستعادة الوطن من هيمنة الحكم الديكتاتوري الشمولي الأقلوي، وطرد جميع المتدخلين في شؤونه، وانتزاع قرار مصيره ليصير بيد شعبه.

ويضيف البوش:

كان للدكتور صلاح وانلي مؤسس التجمع ورئيسه الدور الفعال في تأسيس هذا التجمع، من خلال نشاطه الدؤوب، وعلاقاته الواسعة، وتاريخه النظيف، باستقطاب قوى وتجمعات ونخب وطنية منذ العام 2012، بهدف تكوين طيف واسع من قوى الثورة والتغيير الوطني الديمقراطي، ليكون نواة صلبة لعملية التغيير، من خلال برنامج وطني مرن وواسع لا يقصي أحدا من القوى التي تؤمن بسورية دولة موحدة مدنية ديمقراطية، دولة المواطنة المتساوية لكل مكوناتها، دولة القانون وتداول السلطة، تعتمد على فصل السلطات، وتساهم في وضع دستور يحمي الجميع ويمنع التفرد والاستئثار والاقصاء.

ويوضح البوش:

وفي هذا الإطار، يعمل التجمع من خلال مكاتب وقيادة تسعى لتحقيق هذه الأهداف، وهي لها حضور في داخل الوطن وخاصة المناطق المحررة وكذلك خارج الوطن تعمل بتكامل بالتعاون مع كل القوى المؤمنة بضرورة قيام لقاء وطني جامع، يوحّد قرار الشعب السوري المنتفض ضد نظام الاجرام الأسدي المدعوم من قوى الشر.

السؤال الثاني:

جاء في الأهداف والمبادئ الأساسية لتجمعكم أنكم تعملون على تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة في سورية الجديدة.

هل ناقشتم طبيعة نظام الحكم القادم؟ هل أنتم أقرب إلى المركزية المرنة مع نظام للإدارة المحلية؟ أم أنتم مع نظام لا مركزي إداري موسّع لا يصل إلى عتبة حق الأقاليم بتشكيل حكومات محلية؟ أم أنتم مع نظام فيدرالي يتناسب والبنية الديمغرافية للمكونات الوطنية السورية؟

مع نظام لا مركزي إداري موسع

طبيعة نظام الحكم المستقبلي في سورية يحدّده الشعب السوري عندما ينتخب بحرية ممثليه في جوٍ آمنٍ وتحت إشراف دولي، نحن نسعى َمع بقية القوي الوطنية لعملية التغيير، والكل متفق على إطارها العام، وهو، إقامة دولة سورية موحدة، نظامها برلماني ديمقراطي، دستورها يحمي الجميع، وخاصة الحريات الفردية الجماعية، ويحمي الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية لكل مكونات الشعب السوري، التي تعتبر ثراءً ونموذج تعايشٍ أثبت نجاعته على مدى مئات السنين من تاريخ سورية.

أما عن شكل الحكم الإداري في سورية. يضيف السيد البوش:

من حقّ كلّ القوى المشاركة إبداء الرأي بنَموذجه، وبالنسبة لتجمعنا، فإننا نطرح نموذج اللامركزية الادارية الموسعة، وذلك بقصد إعطاء فرص متساوية لتنمية كل جهات الوطن، وإعطاء فرص لتنشيط الثقافات الَمحلية، وتوزيع الثروة بشكل متساوٍ، مع الحرص على دور الدولة المركزي في التوجهات الأساسية للوطن، كسياسة الدفاع والخارجيةـ ووحدة المواقف من الأحداث الداخلية والإقليمية والدولية.

ويوضح البوش موقفهم من الفيدرالية فيقول:

أما ما يسمى بالنظام الفيدرالي فهو يقوم بين دول وأقاليم منفصلة أصلاً ، أما سورية فهي دولة واحدة موحدة منذ تأسيسها، وتنوعها الديمغرافي متداخل ومتعايش، ولا يمكن لبعض الأصوات المتطرفة من كل المكونات المذهبية والقومية والاثنية أن تؤثر على إرادة الأغلبية الساحقة من الشعب السوري، الذي برفض التطرف والتفرد والاقصاء، ولن يتنازل عن حقه بالتعايش والتكامل والقبول المتبادل، واعتبار تنوعه ثراء ثقافي وتراثي وتاريخي وليس عامل فرقة ، وهذا يتحقق طبعاً من خلال إيجاد تشريعات تحمي حريات التنظيم السياسي والمدني والثقافي للجميع.

السؤال الثالث:

باعتبار أنّ النظام الأسدي يقوم على بنية مغلقة ترفض التعدد السياسي.

هل تتوقعون سقوط النظام بعد رفع الحماية الإسرائيلية والغربية عنه؟ ما نظام الحكم البديل الممكن وفق الوضع السوري الداخلي الهش؟ هل توافقون على مرحلة انتقالية يقودها مجلس عسكري مؤقت؟

بداية نهاية نظام الأسد حانت

الكل يعرف أن نظام الأسد اعتمد على القمع والاستبداد، واستخدام ما يسمى بحزب البعث يافطة شكلية ليس له دور يذكر، واستخدم الطائفية لاستقطاب حاضنة قدم لها فتات من المكاسب، ليورطها في صراع مع أشقائها، ويسوّق شعارات كاذبة أثبتت الأحداث زيفها وبطلانها بقصد حصر الحكم بيد عائلة مارقة بشكل وراثي وبأسلوب العصابات المنظمة، مستخدمة السلب والاتجار بالممنوعات بَتغطية من أجهزة أمنية سرطانية متغلغلة في كل خلايا المجتمع، مستعملة أسلوب التهريب لحماية مكاسب العائلة واستمرارية النظام بقمع أي صوت مخالف وحتى بالرأي، وفي هذا الإطار ساد التصحر السياسي سورية، من خلال تفرد ما يسمى بحزب البعث بالحكم الشكلي وتزويقه مكياج ما سميت بالجبهة الوطنية المشكلة من قبل المخابرات، لتغطية حكم عائلي وراثي يستعمل الطائفية بطريقة مفضوحة، ويحمي أجهزة أمنية قمعية تهيمن على كل مفاصل الدولة والادارة والمجتمع.

ويشرح البوش وضع النظام فيقول:

وفّرت إسرائيل ومن ورائها أمريكا الحماية لهذا النظام وضرورة استمراريته، باعتباره يضمن أمنها الحقيقي ويقوم على تخريب المجتمع السوري ويمنع قيام دولة ديمقراطية وهذا توضح جلياً من خلال َمواقف إسرائيل وأمريكا من الثورة السورية، والعمل على استمرارية هذا النظام ومنع سقوطه.

موضحاً: ولكن بعد أن أتم هذا النظام مهمته في تخريب سورية وتمزيق وحدتها الترابية والاجتماعية من خلال انخراطه بالمشروع الصفوي، الذي أصبح عبئاً على تفرّد إسرائيل بالقوة النووية، وتضارب مشروعه َمع المشروع الصهيوني، فقد تقرّر صهيونياً وأمريكياً وغربياً وبتواطؤ روسي تحجيم هذا المشروع وانهاء دوره من خلال تدمير أذرعه، بدايةً من ذراعه الأكبر وهو حزب الله، على أن تتساقط أحجار الدومينو ومنها نظام الأسد المترنح والمستند على ميليشيات إيران الطائفية، من هذا المنظور نرى أن بداية النهاية لهذا النظام أصبحت جاهزة، بانتظار تحضير البديل، وهنا تكمن المشكلة لدينا، ومن خلال هذا الواقع المنتظر نسعى لإيجاد البديل المستند على بيان جنيف واحد وقراري مجلس الأمن لتأمين مرحلة انتقالية أمنة، تحفظ مؤسسات الدولة، وتمنع الفوضى والانتقام، ولضمان ذلك، لا بدّ من تنظيم مؤتمر وطني جامع، يقدّم هيئات مشاركة في المرحلة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري لتأمين نجاح المرحلة الانتقالية، والتحضير لانتخابات وطنية ديمقراطية شفافة، يشارك بها الجميع وتحت إشراف دولي، لتحدّد معالم سورية القادمة المتجاوزة للنظام الديكتاتوري القمعي، الذي جثم عل صدرها أكثر من نصف قرن.

السؤال الرابع:

حزب الاتحاد الديمقراطي PYD هو ذراع سورية لحزب PKK الكردي التركي المنشأ. هذا الحزب لم يعمل لمصلحة الثورة السورية، وإنما لأجندة عابرة للوطنية.

هل تجمّعكم يقبل التحالف السياسي مع هذا الحزب في ظروفه التي ذكرناها؟ أم لديكم شروط يجب تنفيذها قبل التحالف معه؟ إذا كان الجواب بنعم لوجود شروط، هل يمكنكم اطلاع السوريين على هذه الشروط؟

فكّ الارتباط بين PYD وPKK

يجيب البوش على سؤالنا الرابع بالقول:

إن المكون الكردي هو جزء أساسي من المجتمع السوري، وللأخوة الكرد تاريخ نضالي مشترك معنا، وذلك منذ أيام استقلال سورية إلى يومنا هذا، وبالتالي هم شركاء بالوطن مثل باقي المكونات السورية القومية والاثنية والطائفية، ويجمعنا وطن واحد هو سورية، ونعمل جميعاً من أجل وحدتها وازدهارها، كما أننا لا ننسى الدور النضالي للأحزاب الكردية التي قارعت هذا النظام المجرم، وذاق قادته الشرفاء منه أبشع أنواع التعذيب والملاحقة والقتل، وحادثة اغتيال المناضل مشعل تمو، وقبله الشيخ الخزنوي وغيرهم، هي أمثلة حيّة وقريبة، ولكن أيضاً علينا أن ندرك بأن النظام اخترق هذا المكون من خلال تأسيس الpyd، وإعطاء الهامش للارتباط مع الpkk التركي الانفصالي لتقسيم الصف الكردي، ولاستخدام هذا التنظيم كذريعة لتقسيم صفوف الثورة، وتوظيفه في اللعبة الإقليمية، من خلال منحه الهامش للتسلح وللهيمنة على قرار المكوّن الكردي وملاحقة قادة الأحزاب الكردية الوطنية، وخاصة بعد أن قدّم نفسه ورقة بيد التدخل الأمريكي، وبالتالي ربط نفسه بالمصالح الأمريكية ودورها في لعبة الصراع السورية.

ويتوسع البوش في بيان موقف التجمع الوطني الديمقراطي السوري فيقول:

ومع ذلك نحن في التجمع الوطني الديمقراطي السوري نحثّ الأخوة الأكراد في تنظيم مسد على التخلي عن الارتباط العضوي بحزب العمال الكردستاني التركي، والنظر إلى مصلحة المكون الكردي كجزء لا يتجزأ من المجتمع السوري الواحد، من خلال الانخراط بصفوف الثورة السورية، بالتخلي عن سياسة التفرّد، وفكرة العمل الأحادي، والتعاون الفعلي والحقيقي َمع قوى الثورة السورية، وفي مقدمتها الأحزاب الكردية الوطنية، لإسقاط هذا النظام، الذي يلعب على وتر التناقضات ويستعمل أقذر الأساليب الطائفية والقومية المتطرفة والمناطقية لتفرقة الشعب السوري وتقسيم صفوف ثورته ، وبالتالي موقفنا كتجمع وطني ديمقراطي يتلخص بالانفتاح بالحوار مع اية قوى سورية تعمل ضمن ثوابت الثورة وفي مقدمتها وحدة سوريا أرضا وشعبا وطرد كل المتدخلين الأجانب من بلادنا الذين قدموا للاستثمار لصالح قوى واجندات بعيدة عن ثورتنا ، مع التأكيد على الحفاظ على كل حقوق مكونات الشعب السوري الثقافية واللغوية والمعتقدات الاثنية والدينية وقدرنا ان نتعايش كسوريين ونبني وطننا المشترك ونتخلى عن سياسة التفرد والاقصاء التي يتبعها البعض وتنشيط ثقافة الحوار والابتعاد عن سياسة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح والتي استعملها تنظيم قسد في المرحلة السابقة مستقوياً  بتواطؤ النظام، والدعم الامريكي العابر المؤقت والقابل للتخلي عنهم بأي لحظة، وليدركوا أن مصلحتهم الحقيقية مع شركائهم بالوطن من جميع أبناء الشعب السوري بكافة مكوناتهم.

السؤال الخامس:

الائتلاف الوطني السوري هو الجهة السياسية الرئيسية التي تعترف بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

كيف يمكن تطوير بنية هذه المؤسسة بما يغيّر من دورها لتصير رافعة كل قوى الثورة السورية؟ هل حاورتم كتجمع الائتلاف الوطني السوري؟ وهل ستوجهون له الدعوة في حالة عقد مؤتمر الإنقاذ السوري الذي تشتغلون على عقده؟

ضرورة إعادة هيكلة الائتلاف الوطني

في إجابته على سؤالنا الأخير يقول السيد عدنان البوش رئيس المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي السوري:

كلنا يدرك العزلة التي يعيشها الائتلاف الوطني السوري نتيجة سياسته المغلقة التي أبعدته عن صفوف الثورة، وتشكيل مجموعة مغلقة تتداول على المسؤوليات والمهام وترتهن بمسارات بعيدة كل البعد عن أهداف الثورة، وخاصة مسار أستانا، الذي يعمل على تهميش القرارات الدولية وتعويم النظام، وبما إن الائتلاف هو الهيئة الرسمية الوحيدة التي تعترف بها الأمم المتحدة والكثير من دول العالم كممثلة للشعب السوري ، فإننا في التجمع الوطني الديمقراطي السوري نرى بأن ضرورة إعادة هيكلة هيئات الائتلاف وضخها بدماء وطنية نظيفة تحظى بمصداقية لدى تجمعات وشخصيات قوى المعارضة، من خلال إنهاء دور الشخصيات الَمهيمنة والتي أثبتت عجزها في قيادة المرحلة دون تخوين أو تقريع.

ويعتقد البوش أن ذلك:

ممكن أن يتحقّق من خلال الحوار مع شخصيات الائتلاف وقادة هيئاته، وإقناعها بالانخراط بلقاء وطني جامع نسبياً، يحظى بتمثيل مقبول لقوى الثورة السورية وشخصياتها والخروج بهياكل تمثيلية حقيقية، أهم شعاراتها عدم الارتهان لأي أجندة اقليمية أو دولية، وتهدف للانخراط الفعلي بمسيرة الانتقال السياسي على قاعدة تطبيق القرارات الأممية، ومن هذا المنطلق يوجد تحركات بين قيادة التجمع وأيضاً ائتلاف القبة السورية، والتي يشكل التجمع جسماً اساسياً فيها للتداول بهذه الأفكار، وعلى علمي الاتصالات الأولية بدأت، ونتمنى أن يتجاوب القائمون على هيئات الائتلاف مع هذا المسعى لإثبات وطنيتهم وحسن نواياهم، ويشكلوا جزءً هاماً من مؤتمر الإنقاذ السوري.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني