fbpx

شعوبنا ضحية لمخططات القوى الدولية والإقليمية

0 90

قلوبنا وعقولنا مشدودة إلى أبناء غزة إلى أطفال ونساء هذه البقعة العربية المحتلة الذين يبادون من قبل الأداة الصهيونية المتوحشة بدعم دولي سافر وصمت عربي ومزاودة إيرانية مقاوماتية سوى بعض الزعبرات هنا وهناك.

وننحني إجلالاً أمام أبطال غزة الذين يصارعون المحتل الصهيوني والذين بالفعل قلبوا معادلات الصراع لصالح قضية فلسطين بينما إسرائيل تغرق في مشاكل عميقة لم تشهدها من عقود طويلة، والمجتمع الدولي يتحول تدريجياً الى جانب عدالة القضية الفلسطينية تحت تأثير الإعلام المناصر لحقوق الشعوب وتحت تأثير التظاهرات الشعبية ومواقف العديد من النخب المعروفة في العالم الذين بدؤوا بجرأة يتحدثون عن حقيقة قضية فلسطين بأن اليهود الصهاينة جاؤوا إلى بلد اسمه فلسطين واحتلوها بل اغتصبوها وبدؤوا تدريجياً بترحيل أهلها بالقتل والتخويف ليغادروا أرضهم وأرض أجدادهم مثلما فعلت عصابة الأسد بالشعب السوري.

وأن المحتل الصهيوني يريد تركيع من تبقى من الفلسطينيين أو قتلهم أو تهجيرهم والسلطة الوطنية الفلسطينية للأسف الشديد منخرطة في المشروع الصهيوني والدليل أنهم يتفرجون على ذبح أبناء غزة وهم صامتون. وبصراحة السلطة الفلسطينية في رام الله لا تختلف أبداً عن أي نظام عربي متواطئ وتابع ومسلوب الإرادة ومعاد لشعبه. والدليل الآخر على تواطؤ السلطة هو موقف “أبو مازن” ودعمه للمجرم بشار الأسد.

صحيح أن حماس تتلقى الدعم من إيران لكن تذكروا أن حماس كانت على عداء مع إيران والأسد في بداية الربيع العربي ومقاتلون من حماس دعموا الثورة السورية ولكن الموقف العربي السلبي من حماس جعلهم يرجعون إلى إيران فهم يحتاجون للدعم العسكري والاقتصادي.

عندما ندعم فلسطين ومقاتلي غزة، يجب أن نميز بينهم لأنهم أصحاب قضية، وبين من يقدم لهم الدعم وهو النظام الإيراني المجرم.

لكن برأيي وكما أعتقد أن الوقت غير مناسب أبداً بل يعتبر نوع من الخيانة أن ننتقد حماس في مقاومتها للاحتلال الصهيوني المجرم. مع أني لا أتفق مع حماس أيديولوجياً، و”الله يلعن الأيديولوجيا ما جابتلنا غير المصائب”. وبنفس الوقت علينا ألا ننسى أن مواقف الأنظمة العربية المتخاذلة والمتواطئة جعلت النظام الإيراني يسرح ويمرح ويتوسع في المنطقة.

كم هو المشهد معيب ومخز، أن من يتحدث عن غزة هم فقط طهران وأذنابها بينما العرب صامتون وأقول العرب ولا أقصد فقط الأنظمة وحتى أغلب الشعوب العربية، تتذكرون كيف أبادوا الشعب السوري والأنظمة صامتة ولم تخرج أي مظاهرات تذكر في أي بلد عربي للتضامن مع الشعب السوري.

الإعلام له دور كبير، ولكن من جانب آخر محور الممانعة والمماتعة يتفرج لأن المعلم في طهران لن يدخل الحرب وأمريكا لن تحارب إيران وبينهم تفاهمات استراتيجية وقد يختلفون على التفاصيل.

النظام الإيراني هو الوجه الآخر للميدالية مع إسرائيل، والهدف هو تحطيم الشعوب العربية والإسلامية التي تريد الحرية وحتى الصامتة منها.

إسرائيل = أمريكا في الجوهر، ويعملون على مشروع الشرق الأوسط الجديد وإيران تنافسهم في تحقيق من المصالح والنفوذ ولكنهم ليسوا أعداء حقيقيين.

بداية انتفاضة 7 تشرين الأول، أعلنت أمريكا أن إيران غير متورطة بالعملية، يعني أرادوا تبرئة إيران وأبعادها عن الصراع وأيضاً كيلا تحرج إيران. إنه يا إخوتي صراع حضاري بامتياز بين مشروع غربي صهيوني وبين شعوب الشرق التي تتحكم بها أنظمة مرتبطة وتقمع شعوبها كيلا تتحرر ولا تتقدم. تذكرون صدام حسين بالرغم من “تخبيصاته” لكنه رفع دور العراق وزاد قدراته التكنولوجية والعلمية ولذلك اجتمعت إيران وأمريكا وإسرائيل وحتى دول الخليج للقضاء عليه، بينما بشار الأسد كلهم حموه ودافعوا عنه بينما يقتل شعبه.

حتى نفهم ماذا يجري يجب أن نرجع دائماً للتاريخ، الغرب منذ قرون يبحث عن طريقة للهيمنة على الشرق ووضعه تحت رقابته وهو ينجح إذا ما نظرنا لطبيعة الحكام العرب، كل الحثالات والأقزام أصبحوا حكاماً على شعوبهم، لذلك لا يوجد طريق غير التكاتف بين أبناء كل شعب على حدة وبين الشعوب مجتمعة. يعتقد الحكام العرب أن إسرائيل ستقضي على غزة ويرتاحون من الإسلاميين وكأن صلاح الدين الأيوبي حرر القدس تحت راية غير راية الإسلام.

فمادامت راية التحرير من المحتلين فمرحب بها.

ولكن الحقيقة أنه أكلتم يوم أكل الثور الأحمر، والدور قادم عليهم واحداً واحداً وشعار إسرائيل الكبرى لم يختف والمشروع الصهيوني/الصليبي لا يستثني منكم أحداً.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني