سوريا.. المجاعة القادمة
أخيراً قام رئيس العصابة بتنحية رئيس مجلس الوزراء عن منصبه واستبداله بأراكوز آخر. وذلك بعد التدهور الحاد والكارثي لسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الذي وصل في بعض التداولات لـ 3500 ليرة مقابل كل دولار.
والذي أدى الى شلل شبه كامل في الحياة الاقتصادية في مناطق العصابة وتضخم شديد وارتفاع حاد في الأسعار وفقدان كثير من السلع الأساسية من الأسواق.
ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمعدل 133 في المئة منذ أيار/مايو 2019، بحسب برنامج الأغذية العالمي.
85% من الشعب السوري تحت خط الفقر.
تسعة ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي
برنامج الغذاء العالمي يخفض معوناته المقدمة للسوريين
انخفاض معدل الحوالات الخارجية للداخل السوري بشكل ملحوظ بسبب كورونا
إغلاق معامل الأدوية بسبب عدم قدرتها على تمويل مستورداتها من المواد الأولية
انخفاض إنتاج سوريا من القمح من 4 ملايين طن 2011 الى 1.2 مليون تسلمت منه الحكومة نصف مليون طن فقط.
خزائن مصرفه المركزي خاوية على عروشها ولا من رامي أو الفوز أو غيرهم يرغبون بمد حبل النجاة للسوق المتعطش للدولار.
قماش عمامة خامنئي لم يعد يستطيع كسوته وكاتيوشا لن تغني له ببلاش.
لبنان بدأت ثورة جياعه ولن تنطفئ.
سيف قيصر استل
الخراف السمان بدأت بالهروب من الحظيرة وكلابه متعبة منهكة لم تعد تقوى على استجلابها.
هنالك ما يقل عن 10% تقريباً من الشعب يعيش في بحبوحة من عيشه، ومثلهم يدبرون أمورهم بحوالة من هنا أو تجارة من هناك. أما الـ 80% المتبقين فقد وصل الحال ببعضهم لبيع أعضائهم وأطفالهم وفراشهم الذين ينامون عليه.
حسب إحصائية النظام هنالك ما يقارب 2.1 مليون موظف في القطاع العام السوري وما يتبعه من أجهزة.
معدل راتب الموظف من الدرجة الأولى 20 $ وأحياناً أقل.
و20$ في دمشق تستطيع أن تتحصل بها على وجبتي غداء ووجبه عشاء وعلبه سجائر إذا كنت مدخناً!.
ناهيك عمن لديه فاتورة دواء شهرية أو اللباس أو التعليم أو المواصلات… إلخ
وعلى هذا يتوقع أن يحجم الموظفون عن الالتحاق بوظائفهم لانعدام المنفعة المقابلة لعملهم وهؤلاء منهم المعلمون والعاملون في القطاع الطبي وما يتبع ذلك من انهيارات كارثية فيما تبقى من تلك القطاعات.
تحتاج الأسرة السورية المكونة من 5 أشخاص الى ما يقارب 300$ للعيش بالحد الأدنى من الكرامة هذا إذا كانوا يقيمون في مدنهم الأصلية أما النازحون والمهجرون فلك أن تضيف عليها قيمة استئجار المنزل والتي تتراوح بين 50 إلى 200 $ كمتوسط.
ومع انسداد طرق التهريب وإغلاق الدول لحدودها وانعدام فرص العمل وتوقف عجلة الإنتاج الصناعي وتراجع الزراعة وقطاع النقل والخدمات لن يتبقى لكثير من المسحوقين سوى الوقوف ساعات في طوابير الخبز والغاز وانتظار فتات علية القوم ليقتاتوا به.
ثورة جياع:
عول الكثير منذ بدايات عام 2013 عليها في مناطق النظام لكنها لم تحدث بسبب القمع الدموي الذي تقوم بها أجهزة العصابة والمليشيات الموالية لها. ولأن الحال لم يصل إلى الوضع الكارثي التي تشهده البلد الآن.
وهاي هي شراراتها انطلقت من السويداء وستمتد إلى بقية المناطق ليس لشيء لكن سيختار الكثير الموت برصاصة على الموت جوعاً هو وأطفاله.
وحتى لو استطاع النظام تجاوز هذه الأزمة الحالية فإنها عائدة بعد أسابيع أو أشهر لا محال.
لا حل سحري قادر على إنقاذ نظامه من الانهيار الاقتصادي ولا بوادر أو ملامح لتحسين قطاعات الإنتاج ولايمكن له أن يقضي على الفساد المستشري حتى النخاع في مفاصل الدولة، باختصار هو الآن كالسيارة القديمة المهترئة ستصل إلى مرحلة لن يقوى أي حرفي على إصلاحها أو مدها بقطع الغيار.
ولا دواء لذاك الداء سوى رحيل العصابة وترك الشعب يقرر مصيره بيده. عندها ستخف القيود وتعود الناس إلى أراضيها ومدنها وتبدأ حركة إعادة الأعمار التي أيا يكن شكلها ستكون محركاً للاقتصاد ومحفزاً للنمو ومنقذاً للشعب.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”