fbpx

سحب عمال النظافة إلى خدمة العلم الاحتياطية حول اللاذقية لمدينة مليئة بالقمامة

0 134

لا يقتصر تردي الأوضاع الخدمية في مدينة اللاذقية على صعوبة تأمين الخبز أو انقطاع الكهرباء أو حتى ما يعانيه الأهالي في ظل غياب الأمان وارتفاع الأسعار بل تعتبر مشكلة انتشار القمامة وغياب النظافة من أصعب وأخطر هذه المشاكل التي يعود السبب الأساسي فيها إلى ما قام به النظام من سحب الموظفين في دوائر الدولة الحكومية ومنهم قطاع النظافة والبلديات إلى القتال معه على الجبهات وضمهم إلى صفوف الجيش من خلال أداء الخدمة الاحتياطية. إذ تم تقليل عدد العاملين في هذا القطاع إلى الربع وبقي من هم في أعمار كبيرة أو يعانون من بعض الأمراض التي تمنعهم من الالتحاق بالجيش والقتال في المعارك والبقاء على خطوط الجبهات. هذه الحال انعكست على الواقع في المدينة التي توافدت إليها مئات الأسر النازحة من خارجها ما جعل الخدمة لا تتناسب مع الكثافة السكانية.

الوضع حالياً: 

تنتشر القمامة في الشوارع بشكل عشوائي حتى باتت جزءاً من منظر المدينة التي اعتاد عليها السكان وحتى أنهم نسوا فكرة الاعتراض أو محاولة تقديم أي شكوى للجهات المسؤولة.

يبين “ف ن” وهو أحد سكان حي قنينيص لنينار برس أن القمامة تتكدس لعدة أسابيع دون إزالتها ويتم وضعها بالقرب من المكان المخصص لرميها وذلك بسبب امتلاء الحاويات ما يجبر الأهالي على رمي القمامة بجوارها ومن ثم تمتد الأكياس كلما طالت المدة الزمنية لإزالتها، مشيراً إلى أن السبب الأساسي في هذا الوضع هو عدم الاهتمام بما يعيشه الناس من أوضاع سيئة وإعطاء الأهمية للمعارك والحرب التي تضمن بقاء النظام في السلطة والتي يخوضها على حساب المواطنين في الأصعدة كافة، معتبراً أن هذا الأمر يشكل مخاطر كبيرة بداية من سوء المنظر العام وصولاً إلى الأمراض التي من الممكن أن تنتج عن هذه القمامة وانتشار الحشرات والأوبئة، ففي ظل انشغال العالم بالتعقيم والتنظيف والوقاية من فايروس كورونا، تنتشر القمامة في اللاذقية في كل مكان وفي كل زاوية.

حلول من قبل الأهالي: 

يلجأ الأهالي في بعض أحياء المدينة إلى تنفيذ المبادرات والحلول لتخلص من القمامة بعد تراكمها بكثافة ولا ينتظرون العاملين في هذا المجال لأن الأمر ممكن أن يطول كثيرا منها بحسب “ع س” وهو أحد أصحاب المحلات التجارية في حي الأشرفية فهم يقومون بحرقها رغم ما يمكن أن ينتج من مخاطر وأضرار جراء ذلك، مؤكدا أن محله يقع في مكان قريب من الحاوية ويعاني بشكل كبير من الروائح وهذا ما يدفعه بالتعاون مع جيرانه لحرق القمامة للتخلص من هذا الأمر فضلاً عن منظرها السيء.

كذلك يسعون في بعض الحالات لرميها في أماكن بعيدة لا توجد فيها محلات أو منازل وعندما تبدأ سيارات النظافة بترحيل القمامة تأخذها من هناك. 

أضاف: إن التقصير واضح بشكل كبير في هذا المجال فعدد الحاويات قليل ولا يتناسب مع الحاجة وهناك أخطاء في أماكن وضعها فغالباً توجد بشكل عشوائي وفي منتصف الرصيف وعند امتلائها يصعب على الناس المشي قربها وتتجمع حولها القطط والكلاب، مؤكدا أنه رغم كل هذه الأمور لا يوجد أي حلول جدية من قبل الجهات المسؤولة ولا أي اهتمام أو مبادرة عدا ما يتم الحديث عنه في بعض الحالات عبر الصفحات الموالية عن قيام مجموعة من المتطوعين بحملة لتنظيف أحد الشوارع أو الأحياء ومعظمها تكون كاذبة بهدف الترويج الإعلامي وبهدف التقاط بعض الصور.

عاملات في مجال النظافة

بينما يعيش سكان اللاذقية ضمن هذه الأوضاع السيئة يتم الحديث عن تدريب عاملات نظافة للعمل في هذا المجال، مهمتهن تكون متعلقة بجمع القمامة وتنظيف الشوارع وهو ما يعتبر أمراً جديداً بالنسبة للأهالي في المدينة خصوصاً وأن هذه المهنة كانت حكراً على الرجال سابقاً ويعود السبب في حال تطبيقه كما بينت الناشطة المدنية المعارضة “بيان عبد الكريم” وهي من أبناء اللاذقية لنينار برس إلى أن قلة عدد الرجال في المدينة وانخراطهم بالحرب بشكل واسع – فأبناء الأحياء المعارضة أما هربوا خارجها أو تم اعتقالهم وأبناء الأحياء الموالية إما قتلوا أو أصيبوا أو يقومون بالخدمة حالياً – هذا الأمر دفع النظام للتفكير بشكل جدي بإشراك النساء في الأعمال حتى التي لم تكن ضمن اختصاصهم سابقاً وذلك لتسيير أمور الحياة خصوصاً إذا استمر الوضع كما هو عليه لفترات أطول وباتت المشاكل تتفاقم، فمثلاً في مجال النظافة بات واضحاً أن السبب يعود إلى عدم وجود عاملين يسدون الثغرات الموجودة، متحدثة عن أنه من الممكن أن نجد العاملات خلال فترات قريبة فمثلاً بمدينة طرطوس بدأت سائقات باصات النقل الداخلي تمارس عملها.

يذكر أن مشكلة القمامة يعاني منها أهالي المدينة منذ عدة أعوام وتتفاقم لا سميا خلال فصل الصيف ويتم الحديث عنها بشكل متكرر عبر الصفحات المحلية التابعة للمدينة وسط مناشدات للجهات الحكومية من أجل إيجاد ووضع حلول للأمر لكن لا يوجد أي رد أو اهتمام بهذه المنشورات.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني