fbpx

رئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة لنينار برس:
مهمتنا الرئيسية تحقيق الانتقال السياسي وفقاً للقرارات الدولية

0 1٬663


أنس العبدة
رئيس هيئة التفاوض السورية

يمكن القول إن ما ورثه السيد أنس العبدة بتسنمه رئاسة هيئة التفاوض السورية، يحتاج إلى تسليط ضوء حقيقي، تظهر معه المهام الجسام، التي تحتاج إلى صبر وحكمة ودهاء سياسي وتفاوضي خبير.

فالنظام السوري يراوغ بشأن السلة الدستورية، والهيئة تصرّ على أمر حاسمٍ وضروري، وهو تزامن السلال الأربع، وبيدرسون يقول بعظمة لسانه أن الحل في سوريا يحتاج إلى تزامن التفاوض حول هذه السلال.

نينار برس وضعت اسئلتها أمام رئيس هيئة التفاوض السيد أنس العبدة، فأجاب عليها.

الروس في مأزق والنظام تحت الضغط 

هل الروس هم تحت ضغط حقيقي دولي، وهذا يستتبعه ضغط روسي على حليفه النظام السوري، أم أن الأمر يجب أن يُرى من زاوية مختلفة، لكن أنس العبدة وهو رئيس هيئة التفاوض السورية عن قوى المعارضة والثورة، يقول: “إن قبول النظام بجدولي الأعمال، جدول الجلسة القادمة، والتي تليها، نابع من ضغوطات كثيرة من بينها الضغط الروسي”، ويرى العبدة: أن الضغط الروسي على النظام، يأتي “نتيجة المأزق الذي تعيشه موسكو في الملف السوري”. مضيفاً: “إن موسكو غير قادرة على تحقيق أي تقدمٍ من ناحية توظيف التقدم العسكري في الرواق السياسي السوري والدولي، كما أنها عاجزة عن الإيفاء بأي التزامات قدمتها لأتباعها السوريين، وللدول الإقليمية والدولية”.

ويعتقد العبدة، وهو رئيس سابق لائتلاف قوى الثورة والمعارضة لدورتين غير متتاليتين، “أن النظام يذهب إلى جنيف تحت الضغوط، وسيحاول ما أمكنه أن يُفرغ الجولة القادمة من محتواها”. ويضيف العبدة: “ونحن اختبرناه في الجولات الماضية، العالم أجمع بات يّدرك أن النظام السوري هو الذي لا يريد الحل، وأن المعارضة تسعى بكل ممكناتها من أجل تحقيق خرق يضمن مستقبلاً ديمقراطياً كريماً حرّاً لكل السوريين”.

الرياض مناسبة للجلسات لوجستياً

وعن إمكانية نقل بعض اجتماعات هيئة التفاوض السورية إلى مناطق الشمال المحرر يوضح رئيس الهيئة الأمر: “إن اجتماعات هيئة التفاوض السورية خارج سوريا لا يعني عدم التزامها بمطالبنا كسوريين”، ويحدد العبدة هذه المطالب ويقول: “هي التطبيق الكامل للقرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 2254، بالشكل الذي يضمن تحقيق مطالب ثورتنا السورية”. ويضيف العبدة: “إن هيئة التفاوض فيها مكونات كثيرة، منها يعيش في الداخل السوري، ومنها في تركيا وأوربا وروسيا ودول عربية مثل السعودية ومصر وغيرها”.

ويشرح العبدة الأمر بصورة شفافة فيقول: “لأن هيئة التفاوض تشكّلت في الرياض، قررت المكونات جميعها أن تكون العاصمة السعودية هي مقرّ اجتماعاتها”.

قضية المستقلين تحت النقاش

وسألنا رئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة، عن قضية استبدال أعضاء مستقلين، عقدت السعودية مؤتمراً لهم، لاختيار ثمانية منهم، بدلاً من المستقلين الموجودين في الهيئة، لكن الخطوة السعودية لم تحظ بالنجاح، فقال: “ما زال النقاش مستمراً بيني وبين بقية المكونات، لقد تقدمت بمقترح من نقطتين، الأولى رفع عتبة التصويت من (50+1) إلى 60%، وبذلك تنتهي كل المخاوف الموجودة عند بعض المكونات، من أن القرار مهيمن عليه من قبل تحالف معيّن”.

ويتابع العبدة توضيح مقترحه فيقول: “النقطة الثانية هي أن ينضمّ أربعة أعضاء جدد من المستقلين الجدد إلى الهيئة، ويبقى أربعة من المستقلين الحاليين”. ولكن يبدو أن الأمر لا يزال في أخذ ورد ومن المتوقع حله في الفترة القريبة التالية كما يقول رئيس هيئة التفاوض مضيفاً: إأن الخلاف الداخلي الحاصل في الهيئة لا يعطّل من عملها، ولا يقلل من وعي أعضائها بضرورة التكاتف من أجل استكمال الملفات الجاري العمل عليها، بما فيها ملف اللجنة الدستورية وملف المعتقلين وملفات أخرى”.

ثقة السوريين وثورتنا هدفنا

“إن عمل أي مؤسسة ثورية هو نابع من مطالب الثورة، وثورتنا السورية منبعها السوريون”. هكذا يقول أنس العبدة رئيس هيئة التفاوض، ويضيف: “إن نشاط هيئة التفاوض يأتي بالتوازي تجاه جانبين، الأول، كسب ثقة السوريين وثورتهم، والثاني تحقيق مطالبهم في أروقة الأمم المتحدة والدول الفاعلة”.

هذه هي استراتيجية عمل أنس العبدة كما يقول، لكنه يوضح: “يساعدني في تنفيذها الزملاء في الهيئة من كل المكونات”. مبيناً أنه “يبذل جهداً كبيراً من أجل تحصين البنية المؤسساتية للهيئة من خلال مقترحه الذي قدمه، ومن خلال ممارسة الشفافية أمام السوريين حول عمل الهيئة، والصعوبات التي تواجهها”.

مهمتنا إدارة العملية السياسية والتفاوضية

هناك من لا يعرف حدود مهام هيئة التفاوض السورية، لكن أنس العبدة وهو رئيس الهيئة يوضح الأمور بصورة بسيطة فيقول: “هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، هي هيئة سياسية منبثقة عن المؤتمر الموسع الذي انعقد في الرياض، ومهمتها إدارة العملية السياسية والتفاوضية وتحقيق الانتقال السياسي في سوريا وفقاً للبيانات والقرارات الدولية ذات الصلة”.

لكن العبدة يشير إلى نقطتين تتعلقان بالأمر: النقطة الأولى هي أن هيئة التفاوض السورية ملتزمة بالتطبيق الكامل للقرار 2254، وليس جزءاً منه. وأن الهيئة لن توقع على أي شيء (اتفاق جزئي)، وذلك تطبيقاً للقاعدة التي تقول (لن يتمّ الاتفاق على شيء قبل الاتفاق على كل شيء)، من هنا يمكننا القول: “إن العمل على الدستور يعني العمل على إحدى سلال القرار، ولن يكون العمل الوحيد، ولن نقبل بأن تكون اللجنة الدستورية هي الحل، بل هي جزء من الحل”.

ويتابع العبدة توضيح الأمر فيقول: “شكّلنا لها فريقاً من الهيئة لمتابعتها والعمل عليها، (يقصد اللجنة الدستورية)، ونتابع عمل الفريق وندعمه، ونعمل على تفعيل بقية السلال، وكل سلة يتمّ تفعيلها، سنشكّل فريقاً لها يكون ملتزماً بمطالب السوريين أثناء عمله”.

أما النقطة الثانية هي، أن الروس لا خيار لهم إلا الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، ودفع النظام من أجل تحقيق تقدم في هذا المسار، لأن روسيا اليوم في مأزق حقيقي، وكل جهودها لن تثمر في تعويم النظام، أو تحقيق ما تريده. 

ويضرب العبدة وهو مؤسس لحزب العدالة والبناء مثلاً عن فشل الروس في مؤتمر إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وبرأي العبدة فإن هذا الفشل هو رسالة دولية لموسكو، أن أي محاولة خارج مسارات الأمم المتحدة لن تنجح، وأن أي تحرك فردي من قبلها هو تحرك في نقطة الصفر.

سياسة أمريكا سياسة مؤسسات 

وحول توقعاته بتغييرات أو تعديلات بالسياسة الأمريكية حيال ملف الصراع السوري بعد مجيء جو بايدن إلى البيت الأبيض يقول رئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة: “إن سياسة الولايات المتحدة في الملفات الخارجية هي سياسة مؤسسات تُبنى وفق مصالح واشنطن الاستراتيجية والجيوسياسية، وهذه ليست سياسة أفراد، بمعنى أن الرئيس لا يبني سياسة بلده وفق تصوراته، فهو لديه مساحة للقرارات، لكن هذه القرارات مبنية على جهود مؤسسات الدولة، لذلك لا نتوقع أن يكون هناك تغيّر جوهري تجاه القضية السورية، واشنطن واضحة في سياستها تجاه سوريا، وهي الدفع نحو تطبيق القرارات الدولية، وليس تسليم سوريا لروسيا أو إيران أو أي دولة ثانية”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني