رئيس الائتلاف الوطني يشارك في الجلسة الخاصة بسورية في منتدى الدوحة
خاص: نينار برس
شارك رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة أمس الأحد، في الجلسة الخاصة بسورية التي جاءت ضمن أعمال الدورة الـ 21 من منتدى الدوحة، والذي يستمر ليومين بحضور رؤساء دول ومنظمات إقليمية ودولية.
وحملت الجلسة عنوان “دراسة سبل حل الأزمة السورية”، وشارك فيها إلى جانب رئيس الائتلاف الوطني كل من المبعوث الأممي إلى سورية جير بيدرسون، والمبعوثة الفرنسية بريجيت كورمي، والمبعوثة البريطانية آن سنو، والباحث شارلز ليستر كمدير للجلسة.
واعتبرت الجلسة أن الوقت قد حان للوصول إلى حل سياسي للقضية السورية، وأكد المشاركون أن الشعب السوري واجه تحديات هائلة خلال هذه الفترة الطويلة، إذ تعرض المدنيون لأعمال عنف مروّعة، بما في ذلك القصف المستمر والحصار والهجمات الكيميائية، مما تسبب في خسائر فادحة في الأرواح ودمار هائل بالبنية التحتية والمنازل والمستشفيات والمدارس.
وقال رئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة خلال الجلسة إن نظام الأسد عرقل جميع الحلول والمبادرات التي طُرِحَت للوصول إلى حل سياسي في سورية، مشيراً إلى أن هذا النظام يعيش على الأزمات ويفتعلها ويسعى لبقائها ليبرر وجوده في الحكم.
وأوضح البحرة أنه في مفاوضات جنيف في العام 2014 طرحت المعارضة خارطة طريق وخطة واضحة للحل عبر تنفيذ بيان جنيف، لكن النظام رفض الاستماع والانصياع إليها واستمر في وضع العقبات أمام أي حلول، مشدداً على أنه ما لم يضغط المجتمع الدولي على نظام الأسد فسيستمر في عناده وقتاله وحربه على الشعب السوري.
وأكد البحرة أنه لا يمكن التوصل إلى حل مستدام في البلاد، ما لم يُؤْخَذ بالاعتبار مطالب الشعب السوري لتحقيق الانتقال السياسي نحو نظام ديمقراطي يحقق العدالة ورحيل النظام، وضرب مثالاً على ذلك ما يحصل في درعا والسويداء، مضيفاً أن نظام الأسد يمكن أن يبقى قائماً في السلطة، لكن سورية كدولة تآكلت وقد تنهار.
وحذّر البحرة من تحول الأزمة الإنسانية في سورية إلى كارثة فعلية، في أعقاب إعلان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة برنامج تقليص مساعداته في جميع أنحاء البلاد، وطالب المجتمع الدولي بـ “إيجاد كيفية لمنع المجاعة والكارثة الإنسانية”، مضيفاً: “نحن بحاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي لدعم الإغاثة في سورية”.
فيما شدد المبعوث الأممي جير بيدرسون أن هناك حاجة إلى تدخل دولي عاجل في سورية، مشيراً إلى أن العملية السياسية وصلت إلى طريق مسدود.
وعبّر بيدرسون عن أمله في تغيير الوضع الراهن في أقرب وقت ممكن، محذراً من أنه ما لم يحدث ذلك “سنفقد فرصة أخرى للمساعدة على إنهاء الصراع السوري بطريقة تفاوضية”، ونبه إلى أهمية استئناف العملية السياسية بين الأطراف السورية عبر رعاية أممية.
من جهتها أكدت المبعوثة الفرنسية إلى سورية بريجيت كورمي ضرورة الحصول على دعم سياسي أوسع وتعاون دولي لإنهاء المأساة السورية المستمرة منذ عام 2011 وتطبيق آليات فعالة لضمان تنفيذ القرارات الدولية وتحميل النظام المسؤولية عن هروبه من هذه القرارات لا سيما بعد أن وصلت العملية السياسية إلى طريق مسدود، ودعت إلى ضرورة البحث عن حلول للتعامل مع النظام الذي يتجاهل أية حلول يمكن التوافق عليها.
أما المبعوثة البريطانية إلى سورية آن سنو، فقد أكدت أن “الأزمة السورية لم تنته ولا تزال قائمة، وهناك حالة إنسانية ملحة يجب مراعاتها عبر الحرص على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والضرورية للسوريين المتضررين من الحرب وخاصة شمال غربي البلاد”.
وأشارت سنو إلى أن “الأزمة السورية قد دخلت عامها الـ 13، وأنها تركت آثاراً مدمرة على الشعب السوري، حيث تسببت في مقتل مئات الآلاف، ونزوح ولجوء أكثر من 13 مليوناً، وتسببت في دمار واسع النطاق في البنية التحتية والاقتصاد السوري.”
من جهة أخرى أشار رئيس الإئتلاف إلى المعوقات الأساسية التي واجهت جهود تحقيق السلام في سوريا منذ العام ٢٠١١ مذكرًا بفشل الجهود التي بذلتها الدول العربية في مبادرتيها الاولى والثانية وكذلك فشل جهود الامين العام الأسبق الراحل كوفي عنان وخطة النقاط الستة التي طرحها في العام ٢٠١٢ وبعد ذلك فشل المجتمع الدولي بتأمين الضغوط الفعلية لتنفيذ بيان جنيف الصادر في العام ٢٠١٢، وكذلك العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف منذ انطلاقها في العام ٢٠١٤، حيث قال “ان الجميع يعلم سبب فشل كل تلك المبادرات والجهود، والطرف المسؤول عن إعاقتها وفشلها، وهو نظام الأسد، الذي ينخرط للإعاقة وليس لتحقيق تقدم يؤدي إلى الحل” وتابع ليقول ” ان صياغة بيان جنيف والقرارات الدولية بلغة الغموض الدبلوماسي أتاحت للنظام التهرب من الاستحقاقات ، حينما وضعت صيغة التوافق المتبادل كوسيلة للاتفاق” وتابع ليقول “ان عدم التوافق الدولي حول ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ادى إلى عدم امكانية تحقيق تقدم” ، حيث أشار إلى ” ان الجميع يقول ان العملية السياسية هي عملية سورية-سورية، بينما الواقع عكس ذلك تمامًا، فهناك دوًلا فاعلة ومنخرطة في الحرب في سوريا، وتضارب مصالح هذه الدول وعدم اتفاقها على ضرورة تحقيق الحل السياسي وفق القرار ٢٢٥٤، يعيق نجاحه ، بالتالي لا بد من انخراط هذه الدول بمباحثات جدية للتوصل إلى حل”، وتابع البحرة في مداخلة أخرى ليقول”كما انه لا يمكن لأي حل يتجاهل مظلومية الشعب السوري وتطلعاته ان يكون قابلًا للاستدامة، وهاهي درعا شاهدًا على فشل الحلول المنتقصة او التي تحاول التهرب من الالتزام بالقرارات الدولية، ومن كان منكم يتوقع انتفاضة السويداء، ومطالبها التي توافقت مع تطلعات الغالبية الساحقة من الشعب ومطالبه”،
كما اكد على ان الأوضاع في سورية وبعد ما يقارب ال ١٣ عامًا باتت تملك دينامكية ذاتية لا يمكن لاي طرف ان يتحكم فيها.