fbpx

رئيسة تجمع السوريات في ولاية آديمن أمل عبد القادر لنينار برس:
المرأة السورية المثقفة في تركيا حوّلت كوفيد-19 إلى فسحة حياة

1 1٬438

المرأة ليست نصف المجتمع فحسب، بل طاقته العظيمة في التربية والتعليم والعمل الخلّاق، وهذا يدفعنا للتذكير بالمادة الأولى من الاعلان العالمي لحقوق الانسان (يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق)، وهذا يقودنا بمناسبة يوم المرأة العالمي، الذي يصادف الثامن من شهر آذار/مارس من كل عام، إلى تسليط الضوء على جهود المرأة السورية اللاجئة في تركيا والناشطة في حقول المجتمع المدني، أو في مجال العمل الإعلامي، أو أي عمل منتج في المؤسسات العامة، فقد ورد في المادة الخامسة والعشرين  أن (للأمومة والطفولة حق في رعاية ومساعدة خاصتين). هذا الحق ينسحب على المرأة من خلال حقها في المشاركة في إدارة الشؤون العامة، وهذا ورد في المادة 21 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان.

صحيفة نينار برس وبالتعاون مع منظمة صحفيون من أجل حقوق الانسان، التقت عبر الشبكة العنكبوتية والهاتفية بالسيدة أمل عبد القادر، رئيسة تجمع السوريات في ولاية أديمن التركية، وهي ناشطة في مجال المجتمع المدني، وربّة أسرة.

كوفيد-19 زاد من مسؤوليات المرأة

تقول السيدة أمل عبد القادر التي تقيم ولاية أديمن في تركيا: “جائحة كوفيد-19 سبّبت إغلاق مراكز العمل والمؤسسات والمدارس وغير ذلك”. وأضافت: كان الأمر مفاجأة غير متوقعة، أمام ظاهرة مرضية، قلّ من استوعب ما يحصل حوله.

لكن السيدة أمل تعترف أن كوفيد-19 كان مؤثراً على الحياة الاجتماعية والنشاط العملي، وحياة الأسرة، ولهذا فهي تقول: “أثّر كوفيد-19 على العلاقات الاجتماعية بين الآخرين، وأثّر على الحالة النفسية للناس، وسبّب تراجعاً اقتصادياً أدى إلى تدهور عام لدى الناس”.

السيدة أمل لم تنس أثر كوفيد-19 على وضع المرأة السورية العاملة الموجودة في الدولة التركية، فهي أشارت إلى ذلك بالقول: “نعرّج على دور المرأة السورية العاملة، وتأثرها بزمن (الكورونا)، فهذا التأثر سواء كان سلبياً، أم إيجابياً، أم كليهما، فقد غيّر كثيراً في حياتها ودورها، من ناحية نفسها أو عملها أو أسرتها”.

وتضيف السيدة أمل: “بعض النساء تعاملن مع الانقطاع عن الخارج والعمل، وحوّلن المشكلة إلى فترة تقرّبٍ من الأبناء والزوج، ما بين جلسةٍ، أو استماع لهم، ومشاركتهم الآراء وطرح الأفكار والحلول لكثير من أمور سبقت، لم تكن تشغلهم سابقاً”.

وتوضح السيدة أمل: “إن كثيراً من الرجال أدركوا تماماً قدر مسؤولية المرأة في التربية وإرشاد الأبناء وإدارة المنزل الاقتصادية، ودورها الهام في بناء الأسرة والمجتمع”. مبيّنةً أن “المرأة المثقفة أطلقت قوانين وقواعد داخل أسرتها، محوّلةً الأزمة إلى فسحة حياة جميلة، بين قراءة وإبداع، بين جلسة حوار ونقاش”.

لكن السيدة أمل تعترف بأن المرأة العاملة، القيادية لم تُجد البرمجة الجدية فحسب، بل عملت على تخطي العقبات بكلّ سلاسة وإبداع مع أسرتها، والحفاظ عليها بعدم السماح للشعور بالإحباط أن يتسلل إلى أسرتها، الذي خيّم على كثير من الأسر، التي تعاملت مع جائحة كوفيد-19 على أنه مشكلة الأسرة والأبناء التي لا حلول لها”.

اعتماد المرأة على ذاتها

وحول المصاعب التي واجهت وتواجه شغل المرأة للمناصب القيادية من موقعها كلاجئة خارج بلادها، تقول السيدة أمل عبد القادر: “تميّزت المرأة السورية بالصبر، والمحبة، والتسامح، وقوة الشخصية، ومكاتفة الرجل جنباً إلى جنب، وخلق البسمة من وهج الألم”.

وتضيف: “هاجرت المرأة السورية محمّلة بأثقال الفراق، وآثار الظلم في القلب والذاكرة، ما دفعها للاعتماد على النفس، وإثبات الذات في كل المجالات، وعلى الصعد كافة “.

وبرأيها: “أن المرأة السورية اللاجئة حققت نجاحاً ملحوظاً في دول المهجر، وذللت الكثير من المعوقات وتجاوزتها، رغم ضعف اللغة وصعوبة الاندماج مع المجتمع المضيف، الذي هاجرت إليه”.

وتعتقد السيد أمل عبد القادر، أن اللغة في البلدان الأجنبية التي تمّ اللجوء إليها، تشكّل عائقاً كبيراً أمامها، كذلك العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية تحدُّ من تقدم المرأة بالنسبة للرجل، وهي تعيش في دولة لا تضع أي فارق بينهما، بما يخصّ العمل والتقدم.

لكنها ترى أن المرأة السورية اليوم في تركيا، حققت نجاحات كثيرة في وضعها الاجتماعي كسيّدة عاملة أو امرأة لها شأن في المجتمع. مؤكدة على أن قوة العطاء والصبر والذكاء توفرت مع استطاعة المرأة السورية اللاجئة الانخراط بالمجتمع الجديد، والحفاظ على أصولها وجذورها التي تحيط بها، وتفرض عليها الالتزام بعاداتها كامرأة شرقية مع دوامها وإصرارها على العمل والعطاء.

نهوض المرأة السورية الجديد

وعن علاقة المرأة السورية اللاجئة في تركيا بالعمل وقوانينه وأثر ذلك عليها، تقول السيدة أمل عبد القادر: “تشغل المرأة السورية اليوم في تركيا، أو في دول اللجوء الأجنبية الأخرى، مناصب مختلفة، منها مناصب قيادية، أو مناصب إدارية”. مبيّنة أن المرأة السورية ترسل رسائل من خلال نجاحها بأن الضعف والقهر يولدان للنجاح.

وتشرح السيدة أمل ذلك بالقول: “بدأت المرأة السورية اللاجئة عملها بأقل الإمكانيات المتاحة، وأثبتت للجميع أنها مؤهلة لتسنّم المناصب القيادية، في شتى المواقع المدنية والإدارية والسياسية”.

معتقدةً أن المرأة السورية اللاجئة استطاعت النهوض والاندماج من خلال عدم التمييز بين المرأة والرجل بما يخصّ العمل والاحترام المتبادل بين الطرفين أنثى أم ذكر، حيث أنهما مكلّفان بالالتزام والتقيّد بقوانين الدولة واحترامها.


وتصرّ السيدة أمل عبد القادر على القول: “عندما تشعر المرأة بالأمان من قبل الدولة المضيفة، سواء داخل منزلها، أو في مكان عملها، أو في تسنمها لمنصب قيادي في منظمتها أو مؤسستها فإنها تستطيع أن تكون ناجحة ومعطاءة”.

نجحنا رغم المصاعب

وحول التجربة الذاتية لها ولتجمع السوريات في ولاية آديمن التركية تقول السيدة أمل عبد القادر: “بدأنا من الصفر، واستطعنا بجهودنا الذاتية جمع مبلغ عشر ليرات تركية شهرياً من كل عضوة من أعضاء منظمتنا التي تحمل اسم (تجمع السوريات في ولاية آديمن التركية).

لكن الأتراك كما تقول السيدة أمل ساعدوا في إتمام الإجراءات الرسمية والقانونية لهذا التجمع، ومنذ عامين قدموا لنا مقراً مجانياً، لكننا كنا نفتقد للوسائل والأدوات الداعمة لعملنا في التجمع.

وتقول السيدة أمل أيضاً: كانت اللغة مشكلتنا الأولى ولا تزال عائقاً نسبياً في الاندماج الاجتماعي مع المجتمع التركي.

كنا نعاني من نقل تصوراتنا وأفكارنا وخططنا للإخوة الأتراك بما يخصّ عمل تجمع السوريات في ولاية آديمن عبر لغتنا، ونحتاج للسانهم اللغوي لنقل ما نريد.

تمّ إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من JHR “صحفيون من أجل حقوق الإنسان”  بتمويل من برنامج عالم كندا Global Affaris Canada

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

1 تعليق
  1. Ahmet Ergen says

    Evet emel hoca çok çaba gösteriyor Türkiye’nin Adıyaman eyaletinde yaşayan Suriyeli kadınlar için mücadele veriyor her kuruma basvuruyor ancak benim belirtmek istediğim şu sadece kadınlar için değil erkekler için de birşeyler yapılması görüşündeyim erkeklerin spor meslek edinme vb gibi alanlarda faaliyetleri çok kısıtlı onların problemlerinin de çözülmesi için çalışma yapılması gereklidir.tesekkurler

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني