fbpx

دير الزور تحت ظلم كورونا والأسد

0 270

دخلت سنة 2020 قوية على رؤوس البشرية التي هللت لها تارة وبكت منها تارة أخرى، خاصة عندما تعلق الأمر بانتشار وباء خطير لم يكن واضح المعالم سوى أنه يخنق مرضاه ويتركهم صرعى وعرف باسم كوفيد-19 ووقع أذاه على الجنسين.

كيف تم الاعتراف؟

بحسب تصريحات نظام الأسد في سوريا فإن الفايروس لم يدخل سوريا باكراً، في وقت كانت فيه الكثير من المعلومات المسربة من قبل ناشطين تحدثت عن وجود حالات إصابة ووفيات إما دخلت من العراق مع دخول القوات الرديفة لبشار الأسد بحربه على السوريين، أو من خلال العناصر الإيرانية بحكم تفشي الفايروس في إيران في وقت مبكر وبشكل كبير.

رفض الاعتراف هذا أدى لتفاقم الأوضاع وزيادة عدد الوفيات، خاصة مع سوء الأوضاع الصحية والاقتصادية وعدم القدرة على شراء الأدوية أو حتى توفرها في الصيدليات نتيجة الإغلاق الحاصل والعقوبات التي يتحجج بها نظام الأسد.

ليصل يوم 23 آذار حيث أعلن النظام عن أول حالة إصابة في دمشق قادمة من خارج البلاد، في الوقت الذي تحدثت فيه وسائل إعلام باكستانية عن وصول حالات قادمة من سوريا أنكرها النظام، وظهور حالات في دير الزور وريفها التابعين للنظام، وقد أعلنت وكالة سانا السورية أن سيدة توفيت بالفايروس بعد دخولها بشكل عاجل لتكون أول ضحية للفايروس معلنة في سورية لسيدة مقيمة في دمشق، الأمر الذي يدفع للتساؤل كيف أثر فايروس كورونا على حياة النساء في سوريا وبشكل خاص مناطق تعتبر نامية ما قبل الثورة كما هو الحال في دير الزور لضعف خدماتها؟ 

ما مدى التأثير على الجانبين الاقتصادي والاجتماعي؟

قالت آ.ع شابة من مدينة دير الزور حاصلة على شهادة جامعية: إنها عانت كثيراً من الناحية الاقتصادية بسبب انتشار الفايروس بمدينتها، وتوقف والدها عن العمل والحاجة لتوفير متطلبات الحياة، وترى آ.ع أن هذا الوضع ينسحب على كثير من نساء المدينة، فتراكم الأوضاع السيئة منذ 2012 التي كانت تزداد سوءاً يوماً بعد يوم أوصل الجميع لنقطة الصفر اقتصادياً، أما من الناحية الاجتماعية عانت كثيراً بسبب تقطع الأواصر الأسرية وعدم القدرة على الخروج من المنزل لفترات طويلة، الأمر الذي خلق مشاكل كانوا بغنى عنها، بينما ترى س.ت وهي سيدة جامعية أيضاً، أن انتشار الفايروس زاد الوضع سوءاً بعد فقد زوجها لعمله وعدم قدرته على الخروج من المنزل للبحث عن عمل جديد، أما اجتماعياً لم تشعر بفارق كبير بالنظر إلى كونها تميل للبقاء في المنزل ولا تفضل الاختلاط بالناس كثيراً.

هذه الآراء تعكس جزءاً من الصعوبة المفروضة على حياة النساء، خاصة اللواتي يعشن في ظروف غير سوية نفسياً بعد الضغوط الهائلة التي مرت عليهم في السنوات العشر الأخيرة.

هل كان الفعل على حجم الحدث؟

تقول س.ع سيدة سورية فقدت زوجها خلال قصف للنظام على بلدتهم التابعة لمحافظة دير الزور: إن ظهور الفايروس وانتشاره وضعاها في دوامة كبيرة خوفاً من الإصابة أثناء التوجه للعمل، لكن هذا الخوف قلّ بعد الحجر الذي فرض لفترة، وتضيف السيدة: إن الخوف الأكبر هو من عدم وجود دواء وعدم محاولة الدولة السورية اتخاذ إجراءات كافية لطمأنة الأهالي، فمثلاً بدل إيجاد آلية مناسبة للحصول على الخبز ومستلزمات البيت، يتدافع الناس في طوابير طويلة قبل أن ينتهي رفع الحظر المعلن، وحتى لا يعودوا إلى منازلهم خاليي الوفاض، حيث ذكرت أنها وقفت في طابور الخبز فترة طويلة ومعها أحد أطفالها لكنها اضطرت للعودة دون الحصول على شيء لأن الصغير تعب من فترة الوقوف الطويلة.

ترى لوكان نظام الأسد عمل على تنظيم بعض جوانب الحياة بعيداً عن فساده المستشري هل كانت النساء لتصل إلى هذا الحد من العجز والعوّز؟

سؤال يترك بلا إجابة لمن يحكم بالحديد والنار ودماء الناس. 

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني