fbpx

“دار الحياة”.. جهود لدعم مرضى السرطان السوريين جنوب تركيا

0 159

معاناة السوريين لا تنتهي، فبعد التهجير والنزوح واللجوء إلى المخيمات، شبح المرض وقلة الخدمات الصحية، وانعدامها في بعض الحالات يلاحقهم في الشمال السوري ومخيماته.

يضطر مرضى الشمال السوري القدوم إلى تركيا لتلقي العلاج اللازم لحالات استعصى علاجها في أماكن إقامتهم أو في المخيمات، وخصوصاً مرضى السرطان وغيره من الأمراض التي تحتاج علاجات لا تتوفر هناك.

يحتاج هؤلاء المرضى لإقامة خلال فترة تلقي العلاج وزيارات المشفى المتكررة، قد تطول وتقصر حسب العلاج ونوعه، وهو أمر مكلف يزيد من أعباء المريض.

نينار برس تواصلت مع مرضى من الشمال السوري لمعرفة ظروف إقامتهم في تركيا والصعوبات التي يعانون منها.

السيدة “رحيل القاسم” تقيم في مخيمات جنديرس في الشمال السوري، جاءت لعلاج طفلتها المصابة بورم دماغي وبحاجة إلى جراحة. تقيم السيدة القاسم حالياً في دار الحياة في مدينة الريحانية وحدثتنا عن إقامتها هناك: “الإقامة في الدار مريحة ومجانية لكننا نعاني من نقص في الأغذية وحليب وحفاضات الأطفال، والمعاناة الأكبر هي ارتفاع تكاليف التنقل والمواصلات، ليس بمقدورنا أن ندفع هذه التكاليف المرتفعة فنحن أصلاً من سكان المخيمات”.

السيدة “سميرة ضرير” مريضة تصلب لويحي من الشمال السوري تقيم خلال فترة علاجها في دار الحياة أيضاً حدثتنا عن معاناتها: “الإقامة جيدة في دار الحياة وأتوجه بالشكر للسيد أبو موسى مدير الدار، لكننا نعاني من نقص شديد في الطعام، لكن الأهم من ذلك صعوبة التنقل، فأنا أحتاج إلى واسطة نقل تقلني من باب الدار إلى باب المشفى، كوني لا أستطيع التنقل، حالي كحال جميع المرضى وخصوصاً مرضى السرطان”.

السيدة “زاهدة حاج عبدالله” من إدلب في الشمال السوري، تعاني من سرطان الغدة الدرقية، تحدثنا عن إقامتها في “دار الحياة”: السيد أبو موسى يقوم بما يستطيع، لكننا نعاني من نقص كبير في الغذاء كمريضات سرطان، إضافة إلى أجور المواصلات المرتفعة، فأنا أحتاج إلى السفر إلى ولاية أضنة لمرتين في الأسبوع الواحد ما يحملني أعباء لا طاقة لي بها، واضطر أيضاً إلى شراء أدوية على نفقتي الخاصة، لأنني من حملة الكمليك السياحي ولا يوجد ما يغطي نفقات هذا العلاج”.

نينار برس التقت مدير “دار الحياة” عبد الله موسى المنصور، ليحدثنا بشكل أوسع عن الدار ونشأتها والخدمات التي تقدمها للمرضى القادمين من سوريا: “الخدمات التي تقدمها الدار للمرضى تأتي من فاعلي الخير ومن المنظمات التي تساعد الدار”.

وقال المنصور: “نحن لا نتبع لأية جهة، تأسست الدار منذ عشر سنوات، والمعاناة مستمرة منذ ذلك الوقت، وهي شح الدعم، لا توجد جهة تتبنى الدار بشكل رئيسي، هناك نقص من الطعام، نحن نقدم وجبتين يومياً، إضافة إلى الكهرباء والإنترنت، ووسائل الإقامة من برادات وغسالات وأسرة، علماً أنها أصبحت قديمة جداً وبحاجة إلى تجديد ونعاني نقصاً فيه”.

وأضاف: “الدار تستقبل المريض خلال فترة علاجه فقط، ولا نستطيع زيادة فترة إقامته نظراً لضيق المكان، نحن الآن نستأجر ثلاثة أبنية ويقيم فيها المريض عندما يكون بحاجة لمراجعة المشافي واستكمال العلاج”.

وأكمل بالقول: “يدخل يومياً بحدود أربعون مريضاً عبر معبر باب الهوى، وكلهم بحاجة إلى مكان إقامة في تركيا، ومعظمهم لا يستطيع تحمّل نفقات إقامة في الفنادق أو استئجار منزل، وهذه المبادرة وفرّت كثيراً على المرضى”.

وأشار إلى أن سبعين بالمئة من الحالات التي تأتي إلى الدار هم من مرضى السرطان، “ونفقد منهم الكثير للأسف”.

وبحسب المنصور، ومع وجود عدد كبير من المرضى، حالياً تضم الدار مئة وسبعين مريضاً في الأبنية الثلاثة وقد خصص المبنى الثالث لمريضات السرطان، تعاني الدار من صعوبات كثيرة، منها عدم وجود كادر لرعاية المرضى، لذلك يقوم بعض المرضى بالتطوع رغم مرضهم لإنجاز مهام تحضير الطعام والتنظيف والغسيل.

كما يواجه المرضى صعوبة كبيرة في شراء الدواء، ولا تستطيع الدار تأمين ذلك لعدم وجود تمويل كاف، والمعاناة الأكبر هي تكاليف النقل، بعد زلزال فبراير خرجت كثير من المشافي من الخدمة في الريحانية ويضطر المرضى إلى السفر لولايات أخرى، أضنة أو غازي عينتاب، وطبعاً لا يملكون المال الكافي لذلك خصوصاً أن أجور النقل ارتفعت كثيراً، وفق المدير.

ويختم بالقول: “بعد زلزال فبراير تضررت الأبنية بشكل كبير، تم إصلاحها بفضل مساعدات أهل الخير، لكن الأثاث الموجود في الدار تعرض للتلف وأصبح بحاجة إلى تجديد، نحن بحاجة إلى أسرّة ووسائد وأغطية كي نؤمن على الأقل نوماً مريحاً للمرضى، إضافة إلى الأدوات الكهربائية (البرادات والغسالات)، والأهم من ذلك أن التمويل على قلته أصبح أقل نتيجة مغادرة قسم كبيرة من المنظمات إلى الداخل”.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني