fbpx

خطاب الكراهية كعائق في الطريق إلى المستقبل

0 183

أفرز الواقع السوري، بعد انفجار تناقضاته الاجتماعية في عام 2011، الكثير من الظواهر السلبية والخطرة، ومنها تفشي الكراهية على مستوى النخب بصورة خاصة، فأضر ذلك أيما إضرار بقضية السوريين الأساس، ألا وهي التحرر من الاستبداد وبناء النظام الديمقراطي البديل.

ليس المقصود بالكراهية هنا تلك الحالة الطبيعية الموجودة عند كل شخص، وتتعلق بالحالة الانفعالية السلبية التي يبديها الفرد تجاه إنسان أو حيوان أو شيء ما، إنما تلك الكراهية التي يجري نشرها في المجتمع كتيار جارف لا يقل خطره عن الصراعات المسلحة، ويكون المقصود منها تمييع الأهداف وصرف الناس عن مصالحهم الحقيقية المرتبطة بتحقيق الحد الأدنى من الأمان والسلم الاجتماعيين.

يعدّ الاستبداد من أهم أسباب نشر الكراهية بين الناس، كوسيلة تمكنه من أن يسود على الجميع، وبغياب وسائل التعبير عن الرأي، قد تتكثف الكراهية، وتتحول في الظروف الملائمة إلى ظاهرة خطرة تتمثل بتغذية العنف الذي يمارسه الأفراد أو الجماعات، وتصبح الجوائح المرضية بالمقارنة معها مجرد مصائب عابرة.

قد تكون الكراهية ردة فعل على تعسف سلطات مستبدة، لكنها تتحول في بعض الحالات إلى ظاهرة مستقلة تساعد في إنتاج التطرف، وبخاصة عندما تترافق بالصراعات والحروب، والأهلية منها على نحو خاص، وتصل الكراهية إلى أوجها حين تتحول إلى ممارسات عنصرية ترتبط بالإرهاب، فتعززه وتبرره. كما ترتدي الكراهية لبوسات مختلفة، مذهبية وقومية وعرقية وغير ذلك.

من واجب النخب الحاملة للهم الوطني السوري إدانة الكراهية وعدم تبريرها بالمظالم مهما عظمت، والعمل على هدف إنجاز أسس الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة، التي هي الإطار المناسب لحل المشاكل والصراعات الاجتماعية من خلال تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص.

وبعد أن جرب السوريون خطاب الكراهية، الذي سوقته نخب مريضة وقاصرة، يفترض بنا العمل على إدانته والدعوة إلى ثقافة جديدة تساهم في تسريع عملية الانتقال من الحرب إلى ربوع السلام، وسبيل ذلك هو المحبة، نقيض الكراهية، وهذه مسؤولية النخب الحاملة للقيم الوطنية والإنسانية، من خلال نشر ثقافة حقوق الإنسان، والدعوة لتطبيق العدالة والمحاكمة وتجريم الكراهية.

مساهمة الدكتور منير شحود في مبادرة “معاً في مواجهة خطاب الكراهية”, التي أطلقها اللقاء الوطني الديمقراطي وتمّ نشرها في صحيفة نينار برس بالاتفاق مع الدكتور منير شحود

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني