خبير إيطالي يستعرض تطور التهديد الإرهابي في منطقة البحر المتوسط
مانشيولي يقول إن منطقة الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تشهد نموا قويا في الإرهاب…
تحدث أندريا مانشيولي، خبير الإرهاب والمدير الحالي للعلاقات المؤسسية في مؤسسة ميد أور الإيطالية، عن العمل الذي قام بتحريره “العدو الصامت: وجود وتطور التهديد الجهادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط الموسعة”.
وأشار مانشيولي إلى تراجع الاهتمام العام بالظاهرة الإرهابية، لكنها استمرت في التحرك والزحف، وبصورة أقل وضوحًا مما كانت عليه في عام 2016، كالهجمات الكبرى مثل هجوم باتاكلان في فرنسا.
والتقرير كان محط أنظار ندوة عبر الإنترنت نظمها معهد الشرق الأوسط في واشنطن، وحضرها أبرز خبراء الإرهاب في العالم، مثل إيميلي بلوت الباحثة في التقاطع بين الإعلام والأمن القومي، وتشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا التابع لمنظمة مي، ولورنزو فيدينو، مدير برنامج التطرف التابع لمركز الأمن السيبراني والداخلي بجامعة جورج واشنطن.
وجدير بالذكر أن التقرير جرى تقديمه رسميًا في الخامس من أكتوبر، قبل يومين من الهجوم الوحشي الذي شنته حركة حماس الفلسطينية ضد إسرائيل.
ومثل الهجوم الذي يجمع بين العمل التكتيكي والإستراتيجي، أحد الاحتمالات التي افترضها التقرير، فيما عاد الإرهاب إلى الاهتمامات الرئيسية المتعلقة بالأمن القومي الأميركي، حتى على مستوى أكثر عمومية.
وقال الخبير الإيطالي إن منطقة الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تشهد نموا قويا في الإرهاب بسبب تغير المناخ، لأنه أدى إلى إفقار الظروف المعيشية في المنطقة، مما خلق تأثيرا وجوديا أدى، وخاصة لدى الشباب، للوصول إلى التطرف وإيجاد مصادر للدخل والاستجابة للصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها الجماعات المسلحة.
وباتت الهجرة نحو أوروبا نوع من الدخل، كما تتعلق بسلسلة الاتجار بمختلف أنواعه التي تتسم بها المنطقة، مثل المخدرات التي تنطلق من أمريكا الجنوبية لتصل إلى موريتانيا، وتمر عبر أراضي الساحل، ثم تدخل أوروبا من البلقان.
وحول البلقان، ألقى التقرير الضوء على سوق الأسلحة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا والروايات المختلفة المرتبطة بالصراع التي تؤدي إلى تنشيط الخلايا الشيشانية، ما يسفر عن التطرف في المنطقة الممتدة من آسيا الوسطى إلى القوقاز والبلقان، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وقال إن حلف الناتو يتعرض للضغوط، لأن الدعاة يتغذون على الاستياء الذي يستمد أيضًا من فترة الحرب في يوغوسلافيا السابقة، ويلعبون على الروايات التي يتم الترويج لها أيضًا من خلال التضليل الروسي.
وشبه ذلك بما يحدث في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، وهو مرتبط بتدخل التحالف في ليبيا للإطاحة بنظام معمر القذافي.
كما تطرق إلى تأثير ما يحدث في غزة على التبشير، مضيفا: يأتي هذا في سياق معقد تدمج فيه الجماعات الإرهابية التقليدية مصالحها وأنشطتها مع عصابات التهريب، وتستمد جذورها من الاستياء التاريخي وتغذيها المعلومات المضللة.
واعتبر مانشيولي أن التطور السلبي الحقيقي هو ظهور شباب يعيشون في “العالم الجهادي” على الإنترنت، حيث على الرغم من بعض إجراءات التناقض والمنع التي تنفذها الشبكات الاجتماعية، لا يزال هناك الكثير من المواد الدعائية متاحة.
وشدد على أن القمع وحده لا يكفي، بل هناك حاجة إلى الوقاية. وستكون هناك حاجة إلى سجل تشريعي مزدوج. وتابع: القانون القمعي ضروري لأولئك الذين يرتكبون جريمة، ولكن أيضا إمكانية اتخاذ إجراءات وقائية.
واختتم قائلاً: أوروبا تقع في قلب هذه الأنشطة، وتحيط بها الأزمات الجيوسياسية على الحدود، مثل الحرب في غزة وأوكرانيا، وديناميات مثل الهجرة وهجمات الدول المنافسة على مستوى التضليل الإعلامي.