بيلودي يقول إن زيارة ميلوني لأبو ظبي تعد تغيير مهم، فيما وصف كاستيلانيتا الإمارات باللاعب الاستراتيجي في منطقة الخليج..
قال المحلل السياسي الإيطالي ليوناردو بيلودي إنه في عام 2018 اشترت شركة مبادلة للتنمية وهي صندوق ثروة سيادي لحكومة أبوظبي، شركة Piaggio Aerospace الإيطالية حيث كانت تمتلك قبل عقد نحو 5 % من الإنتاج العالمي لمحركات الطائرات التوربينية، وكانت الشركة المصنعة التجارية الوحيدة للطائرات بدون طيار العسكرية في أوروبا.
وأوضح أن الإمارات اتهمت إيطاليا في الماضي بعدم الالتزام بالوفاء بالتزامات الحكومة الإيطالية بتقديم طلبية بقيمة 800 مليون يورو لشراء ثماني طائرات بدون طيار من طراز P1HH، حيث انتهى الأمر بشكل سيء كون الشركة كانت في إدارة غير عادية.
كما أشار إلى عدم التوافق بين شركة الخطوط الجوية الإيطالية (أليطاليا) والاتحاد الناقل الوطني لأبو ظبي، حيث طالب مصفوا شركة أليطاليا بتعويض 500 مليون دولار من الاتحاد وهو طلب رفضه الإماراتيون قائلين إنهم خسروا أكثر من مليار دولار في المغامرة.
وتطرق بيلودي إلى قرار البرلمان الإيطالي في عهد حركة 5 نجوم بمطالبة الحكومة بفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى الإمارات على خلفية الحرب في اليمن، مشيراً إلى غياب تحذير أو اتصال دبلوماسي سابق.
وأكد أن زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني إلى الإمارات مؤخراً جاءت في جو مختلف من عدم التوتر فيما كان هناك محاولة لإصلاح العلاقة في السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأشار إلى تطورات مهمة حول التعاون القضائي، حيث وقعت مارتا كارتابيا، وزيرة العدل الإيطالية حينها اتفاقية تسليم المجرمين مع نظيرها الإماراتي عبد الله النعيمي. وجرى تسليم رافاييلي إمبريالي وهو تاجر مخدرات قوي في كامورا إلى إيطاليا بعد سنوات من هروبه في دبي.
كما أشار إلى تسوية قضية أندريا كوستانتينو، رائد الأعمال التي تم اعتقاله في دبي بتهمة تمويل أنشطة في اليمن.
وفيما يخص قطاع الطاقة، قال بيلودي إن شركة إيني الإيطالية عززت وجودها في الإمارات منذ عام 2018 وتم توقيع اتفاقية مهمة أخرى من جانب الرئيس التنفيذي للشركة الإيطالية كلاوديو ديسكالزي في أبو ظبي.
من جهته، قال جيوفاني كاستيلانيتا، المستشار الدبلوماسي الإيطالي السابق لقصر كيجي والسفير لدى الولايات المتحدة، إن ميلوني كانت بطلة جولة دولية حقيقية.
وأشار إلى زيارة ميلوني إلى أبو ظبي، واصفاً الدولة باللاعب الاستراتيجي في منطقة الخليج.
وشدد كاستيلانيتا على ضرورة الترحيب بنشاط رئيسة الوزراء فيما يخص السياسة الخارجية لإدراكها الحفاظ على دور إيطاليا الدولي وتعزيزه.
وأشار إلى الدبلوماسية البراجماتية التي تهدف إلى تعزيز نقاط القوة في إيطاليا مع اقتصاد موجه بقوة للصادرات وبالتالي يحتاج إلى استغلال المزايا التي توفرها العولمة.
وأكد الدبلوماسي على أهمية العلاقة مع الإمارات، حيث من المقرر أن تستضيف الإمارات مؤتمر COP28 هذا العام وهو مؤتمر الأمم المتحدة التقليدي حول تغير المناخ.
وشدد على أن إيطاليا أيضًا تريد أن تلعب دورها على هذه الجبهة من خلال لعب دور الشريك الاستراتيجي لأبوظبي في القضايا البيئية. وتابع أنه موقع رئيسي في مرحلة حساسة جداً بالنسبة للاقتصادات الأوروبية التي تخاطر بمعاناة على خلفية الآثار السلبية للتحول الأخضر بينما يجب أن تحاول إدارته.