fbpx

حركة التحرير والبناء.. الحفاظ على الرضيعة آية التي وُلدت تحت الأنقاض

0 123

كتب الإعلامي خالد عبد السلام على صفحته في تويتر حول الطفلة (آية) التي وُلدت تحت أنقاض زلزال جنديرس: “إنجازٌ يحسب لأبناء الشرقية (حركة التحرير والبناء)، لحفاظهم على الطفلة “آية”، التي وُلدت تحت الأنقاض، رغم جميع المحاولات للوصول إليها وعلى رأسهم زوجة رأس النظام، ولا تزال الطفلة ضمن جنديرس برعاية أبناء الشرقية”.

يمكن وضع ملاحظتين رئيسيتين حول هذا الحدث الإنساني، الملاحظة الأولى، أن الأقدار شاءت أن تولد (آية) تحت أنقاض بيتهم في جنديرس في الشمال السوري، وشاءت الأقدار أن يتوفى الله والدي هذه الطفلة التي أراد الله لها أن تبقى على قيد الحياة، فامتدت إليها يد إنقاذ حركة التحرير والبناء، ثم وضعت في رعاية أبناء المنطقة الشرقية من سورية حيث تنتمي هذه الرضيعة لأهلها.

الملاحظة الثانية، يحاول النظام الأسدي إظهار نفسه بصورة إنسانية، وهذا حدث حين طالبت زوجة رأس النظام باستلام الطفلة لرعايتها من قبل أجهزة النظام الأسدي.

هاتان الملاحظتان تبيّنان الفروق الجوهرية العميقة والمتناقضة بين فعلين، أحدهما قامت به حركة التحرير والبناء، والثاني أراد النظام الأسدي ارتداء وجه إنساني لا ينتمي له بالمطلق.

حركة التحرير والبناء التي استنفرت كل آلياتها ورجالها لمواجهة كارثة الزلزال الكبير، الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركيا في السادس من شباط/فبراير 2023، إنما كانت تفعل ذلك بكل حيوية ونشاط وجدية لأنها ببساطة تنتمي لسورية الثائرة على طغيان نظامها الأسدي، ولأنها تعبّر عن أخلاق السوريين الحقيقية في المروءة والدفاع عن حياة الناس بصورة عامة، وحياة حاضنتها الشعبية بصورة خاصة.

زوجة رأس النظام أسماء الأخرس، كانت تريد أن تخدع العالم بهذه المطالبات، التي ترتدي قناعاً إنسانياً مزيّفاً، فلو كان جوهر النظام الأسدي جوهراً إنسانياً ما كانت الطفلة (آية) ولدت تحت أنقاض زلزال ابتلع عائلتها، التي هجّرها النظام الأسدي من بلدها وأرضها وناسها.

ثمة تناقض وتباين شديدان بين سلوكين، سلوك حركة التحرير والبناء، التي تنتمي إلى المنطقة الشرقية من سورية، هذه المنطقة، يعرف القاصي والداني أنها حمت كل الناس الذين لجأوا إليها طلباً للحماية من طغيان الظلم، وبين سلوك نظام أسد، الذين لم يتورع عن استخدام كل أنواع الأسلحة الفتاكة، بما فيها السلاح الكيماوي، من أجل إسكات صوت الشعب المطالب بالحرية والكرامة.

إن موقف حركة التحرير هو موقف ينهل من عمق أخلاق الشعب السوري العظيم، الذي رفض الاستبداد والقهر ونظام الفساد والقتل، بينما موقف زوجة رأس النظام، هو موقف دعائي لا قيمة له، لأنه لا ينتمي لسلوك إنساني تمتلكه هذه المرأة أو زوجها أو أجهزة النظام الذي يحكمانه.

(الرضيعة آية) ستشرب حليب الشعب السوري، وتربى في ظل أخلاقه الوطنية والإنسانية الحقيقية، والتي تتحكم بسلوك حركة التحرير والبناء وأبنائها من المحافظات الشرقية من سورية.

فلا حاجة للكذب والخداع على دور تمارسه زوجة رأس نظام لا يملك شرعية في حكم البلاد، فهذا النظام الذي دمّر البلاد والعباد لم يتوان باعتراف مناصريه عن نهب المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى سورية لمساعدة شعبها، وقيامه ببيعها رغم جوع السوريين الواقعين تحت هيمنة ميليشياته وأجهزة أمنه القهرية.

إن حركة التحرير والبناء ومنذ نشأتها، وقبل ذلك أيضاً، كانت على الدوام سياج حماية حاضنتها وشعبها السوري، وهي تفعل ذلك لأنها من هذه الحاضنة، وأخلاقها هي أخلاق هذا الشعب الكريم، الذي لا يسكت على ضيمٍ ولا يغمض عينه عن كرامته وأخلاقه العريقة.

إن فضح سلوك النظام الأسدي هي عملية سهلة، فهذا النظام لا يخجل من أي فعل ناقص بحق الشعب السوري، فهو يحاول استدرار العطف بعد حدوث كارثة الزلزال، والتي لم تصب مناطقه الخاضعة لحكمه سوى بقليل من الأضرار، بينما الكارثة الحقيقية هي ما حدث في جنديرس ومناطق أخرى من الشمال السوري المحرّر.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني