حاضنة حزب الله تحتفل بالنصر
خرجت قطعان حزبالة تحتفل وكأنها حققت الانتصار الإلهي المزعوم، علماً بأن فقرات اتفاق وقف إطلاق النار تشكل هزيمة منكرة وإذلالاً لا مثيل له والمتمثلة بفكّ ارتباط وقف النار بالجنوب عن الحرب في غزة، وهذا ما كان يدعيه قادة الحزب ومشغليهم الإيرانيين
الانسحاب لما وراء الليطاني بكافة أسلحتهم وجنودهم ومؤسساتهم،
حراسة الحدود اللبنانية لعدم دخول أي سلاح لهم قادماً من إيران.
حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. وانتشار الجيش اللبناني على الحدود ليس ضد إسرائيل بل لمنع جماعة الحزب من التسلّل أو التواجد في الجنوب.
إرغام الحزب الَمعطل لانتخاب رئيس جمهورية بأوامر إيرانية لقبول استكمال الانتخابات بأسرع وقت.
تتمة الفقرات هدف إسرائيل بعودة سكان الشمال الإسرائيليين لبيوتهم السليمة بينما الجنوب اللبناني دُمّر بشكل كامل بالإضافة للبقاع والضاحية.
فماذا حقق حزبالة بهذه المغامرة غير تدمير لبنان وإبعاد الأنظار عن الوضع في غزة، ومنح نتنياهو فرصة النصر لاستعادة شعبيته، والتهرّب من استحقاقاته الداخلية والدولية، التي أعطته طوق النجاة من العزلة.
هذه الحرب عرّت النظام الإيراني، الذي أثبتت كل مواقفه وتصرفاته بأنه يشغّل أذرعه لمصلحة مشروعه وتحريكها على توقيته ويدفعها للانتحار على قربان ملفه النووي، وإن ما يسمّى بتحرير القدس، ورمي إسرائيل في البحر، هي مجرد شعارات تشكّل جواز سفر لخداع الشعوب العربية المتمسكة بالحق الفلسطيني.
فهل استوعب اَلمخدوعون الدرس وفهموا حقيقة المشروع الإيراني التدميري، والدور الحقيقي لأذرعه في توجيه الصراع في منطقتنا إلى صراع طائفي مذهبي في حقيقته، متغطياً بتحرير فلسطين، الذي يمرّ كما يدعون كذباً من بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.