جو بايدن، أثناء حملته الانتخابية كان من أشد المناصرين للكرد، حيث بنى الكرد آمالاً كبيرة على تصريحاته التي استشفّوا منها نية بايدن بتوفير دعم أمريكي مستقبلي أكبر لهم في المنطقة بعد أن كان ترامب أسوأ رئيس أمريكي تعاطياً مع القضية الكردية، وظهر ذلك جلياً في انسحابه من سوريا وهو ما كان سبباً في دخول الجيش التركي والفصائل الموالية له إلى كل من عفرين ومنطقة الشريط الحدودي الممتدة بين رأس العين وتل أبيض واستمرار القلق والتهديد لباقي المناطق التي يسيطر عليها الكرد، أما بايدن فعلى ما يبدو من تصريحاته فإنه يشجع لإنهاء الحرب في سوريا عامة ولا يستبعد محللون عقد صفقات مع كل من النظام السوري وطهران وحتى مع روسيا في سبيل ذلك.
إن ما قام به ترامب في المنطقة قد لا يتغير في الفترة المقبلة لكن تداعيات قراراته في المنطقة وكان جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا قال: إن نتائج الانتخابات الرئاسية أياً كانت لن تؤثر على الوجود الأمريكي العسكري في المنطقة ولا في العقوبات على النظام السوري.
وكان جيفري قد أشار إلى أن بلاده تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وأضاف: نريد أن نرى خروج وحداتهم من سوريا إذ يعد وجودها سبباً رئيسياً لتوتر العلاقات مع تركيا.
نواف خليل مدير المركز الكردي للدراسات في ألمانيا يرى أن الوجود الأمريكي ووجود قوات التحالف الدولي ساهم في دحر داعش وأسهم في استقرار المنطقة، واعتبر خليل أن هذا الوجود واستمراره سيؤدي إلى منع أي هجوم إقليمي أو دولي على المنطقة وسيكون مساهماً في تقديم الدعم العسكري والتدريب لقوات قسد والمنظمات المدنية وأكد على ضرورة لعب الجانب الأمريكي دوراً في تمثيل الكرد في المجتمع الدولي فيما يخص حل الأزمة السورية وأكد خليل أن الكرد مستعدون للتعاون والتعامل مع الرئيس الأمريكي الفائز معتبراً أن سياسة بايدن تجاه سوريا والكرد تختلف عن سياسة ترامب.
مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية في تصريح له أكد على استقلالية القرار العسكري والسياسي لكرد سوريا في إدارة مناطقهم ويعتبر ذكر عبدي لهذه النقطة رداً على طلب جيفري برغبة أمريكا بخروج عناصر حزب العمال الكردستاني من سوريا.
ورأى عبدي أن وصول بايدن للبيت الأبيض سيساعد في تحقيق السلام بين تركيا وكرد سوريا وأكد أن القوات الأمريكية في سوريا ضمن بقاء قوات التحالف ستزيد من تعداد قواتها لحين الوصول لحل سياسي شامل في سوريا.
تصريحات عبدي أظهرت تفاؤل الكرد بوصول بايدن للبيت الأبيض ولا يخفى على أحد أن فوز بايدن أثار موجة تفاؤل كبيرة في الاوساط السياسية والشعبية الكردية على حد سواء فبوصول بايدن تزداد الثقة باستقرار الوجود الأمريكي ووجود التحالف الدولي في المنطقة ويعزز دور الكرد كقوة عسكرية في محاربة داعش وحماية أمن المنطقة ويخفض من فرص حصول هجمات جديدة على المنطقة ويعتبر كثيرون وصول بايدن صديق الكرد كما يوصف فرصة لتعزيز الدعم الأمريكي للكرد والمساعدة في الوصول إلى سلام يحقق الاستقرار والأمن للمنطقة.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”
