fbpx

جناحانِ من ريش

2 462

استنزفتنا البلادُ..

سحبت من أجسادنا آخر عِرق ملوّنٍ..

وبِتنا بيضاً أو سوداً.. أو رماديين

بتنا شاحبين..

نختبئ وراء جدرانٍ من الجثث المكدّسة

وأصبحنا نخاف استذكار ماضينا..

نخاف الغصة في القلوب..

أنستذكر كيف انكسرنا؟

كيف ضاعت الهوية منا؟

وما بقي لنا سوى هراء الكتب المقدسة

أستأذنُ يا آنسة..

لم تعلمني كتب الدين كيف أصنع من جسدي جسراً

للعبور لحياةٍ أخرى

ولم تعلمني كتب القوميّة..

كيف أبتلع الهزيمة واحدةً تلو الأخرى

بل علمتني تلك الكتب جميعها..

أن أخضع.. فإن مع العسر يُسرا

ولم تعلمني كيف ألملم كرامتي المدنسة

ذاكرتي راسخة..

وقلبي من صغره انتمى إلى الشارع..

ننتظر فرصةً تجمعنا.. في ساحةٍ أو جامع

يوحدنا الهتافُ..

وألم العقودِ..

والحناجر المدبسة

لم أكن أدري أن لي جناحان من ريش..

وقلب من صنديد

لم أكن أدري أن لي على ضفاف الفراتِ

من هو أقرب إليّ من حبل الوريد

كنت أهتف باسمه من داخل المدرسة

مرت سنون..

كبرتُ وتركت المدرسة وأهلها القذرين

وتوالت الخيبات حيناً بعد حين..

بيضٌ.. سودٌ.. ورماديين

في بلادِ السياط..

والرعب..

والهلوسة!

2 التعليقات
  1. Ward says

    💚

  2. Majed says

    ❤️

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني