fbpx

جمع بين كفاحين “ثوري ودراسي”.. أبو حاتم شقرا ينال شهادة العلوم السياسية

0 95

ليس سهلاً أن يتابع المقاتل في سبيل حرية بلاده من نظام الاستبداد تعليمه الدراسي، حيث يحتاج هذا المقاتل إلى توفير وقت ليس من السهل توفيره، سيما إذا كان المقاتل يشغل موقع قائد فصيل عسكري، أو موقعاً متقدماً في قيادة فصيل عسكري كبير.

هذا الأمر (الجمع بين الكفاح العسكري الثوري وبين متابعة التعلم الجامعي) استطاع نائب القائد العام لحركة التحرير والبناء “أبو حاتم شقرا فعله.

قبل الإعلان عن ولادة حركة التحرير والبناء، التي تشكّلت من اندماج بين أربعة فصائل ثورية هي (فرقة أحرار الشرقية وجيش الشرقية والفرقة العشرون ولواء صقور الشام “قطاع الشمال”) كان أبو حاتم شقرا يقود فصيله الذي ينتمي إلى الجيش الوطني السوري التابع للحكومة المؤقتة، وقد خاض هذا الفصيل الذي تشكّل عام 2016 معارك ضارية ضد ما يسمّى “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، وقد شهد له الأتراك آنذاك بالضراوة في القتال هو وفصيله المنحدر أساساً من محافظته “دير الزور”.

أبو حاتم شقرا كان يحلم من قبل، أن يدرس العلوم السياسية، فهو قال لي في لقائنا الأول عام 2020: “الكفاح الثوري العسكري يكتمل حين يمتلك الثائر معرفة بعلوم السياسة وبالفكر السياسي، وحين قال لي ذلك كان يتابع دراسته في جامعة ماردين كما ذكر لي.

أبو حاتم شقرا ينتمي إلى محافظة دير الزور، بلدة شقرا الواقعة على الضفة اليسرى لنهر الفرات شمال غرب مدينة الزور، هذه البلدة تبعد عن مركز مدينة دير الزور بضعة كيلومترات، وهو من أسرة تعشق العلم والمعرفة، حيث برز من هذه العائلة الدكتور المرحوم علي محمد الهايس، وكان من خيرة وأوائل المناهضين للديكتاتورية والاستبداد السياسي، والمهندس عبد اللطيف الهايس وهو ذو خبرة علمية واسعة في مجاله الهندسي.

دراسة نائب القائد العام لحركة التحرير والبناء للعوم السياسية في جامعة ماردين لم تأت عن مصادفة دراسية، بل كانت خياراً لدى أبو حاتم شقرا، والذي أدرك أن الحرب هي عمل سياسي بأدوات أخرى، ولهذا ضيّق على نفسه كثيراً من النشاطات الاجتماعية ليستفيد من الوقت في متابعة تحصيله الجامعي إضافة إلى متابعة شؤون عمله كقائد عسكري ثوري.

لقد حارب أبو حاتم وفصيله العسكري المليشيات العابرة للوطنية، أي ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وخاضوا ضدها معارك ضارية كانت الغاية منها الدفاع عن سورية دولة موحدة، كما قاتل هو فصيله ميليشيات نظام أسد وحلفائها من ميليشيات طائفية أتت من خارج الحدود السورية لنصرة النظام الأسدي.

إذاً، كان طريق العلم أمام “أبو حاتم شقرا” مرهقاً، ولكن إيمانه بضرورة فهم علوم السياسة أكاديمياً هو الدافع الرئيس لمشواره في التعلم، وقد توّج منذ أيام قليلة هذا الطريق بنيل نائب القائد العام لحركة التحرير والبناء شهادة التخرّج من جامعة ماردين في تركيا كلية العلوم السياسية.

امتلاك المرء الذي لديه طموحات سياسية لخدمة بلاده، يُضطره لدراسة العلوم السياسية أكاديمياً، فهي تساعده في فهم الأحداث وتحليلها، وفهم احتمالات تطورها وآفاقها، وبالتالي الاستعداد لأي تغييرات قد تحدث في حركة الواقع.

بقي أن نقول إن العلم حربٌ ضد الجهل في كل قطاعات وأبواب الحياة، وأن الثورة السورية التي تفجّرت في آذار عام 2011، وكان أبو حاتم أحد شبانها المنخرطين فيها، إنما كانت ثورة لدحر نظام الاستبداد والقهر الذي تفّه العلم والتعليم، وحوّل مقاعد المدارس والجامعات وفصولهما إلى مقاعد لزرع الولاء الباطل له، مما جعل بلادنا تتراجع عن قدراتها العلمية عن بقية البلدان في العالم.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني