fbpx

جمعة الغضب 25 سبتمبر2020

0 365

دعا رجل الأعمال محمد علي الشعب المصري إلى التظاهر لإسقاط السيسي في العام الماضي لكن الشعب لم يستجب لدعوته، ثم عاد ليدعو إلى حراك آخر يوم 20 سبتمبر 2020، وفوجئ الجميع باستجابة الشعب المصري للدعوة وخرج الناس في مظاهرات ليلية أغلبها في قرى مصر، ومع استمرار التظاهر عدة أيام خرجت الدعوات للتظاهر بعد صلاة الجمعة من مساجد مصر يوم 25 سبتمبر 2020، وبالفعل خرجت المظاهرات بكثافة كبيرة وزاد عدد القرى المشاركة ما أدى إلى تعامل الشرطة معها بقنابل الغاز كان من نتيجة ذلك قتل ثلاثة شبان على يد الشرطة في قرية البليدة بمحافظة الجيزة.

لماذا استجاب الشعب لدعوة محمد علي بالتظاهر يوم 20 سبتمبر 2020 ولم يستجب لدعوته السابقة رغم كوارث النظام منذ الانقلاب، فقد تم تجفيف الحياة السياسية ومنعت الأحزاب واعتقل المعارضون، وحتى النقابات العمالية وجمعيات المجتمع المدني تم السيطرة عليها، أما على صعيد السياسة الخارجية فقد دعم بشار الأسد الذي قتل وهجر الشعب السوري، كما دعم الانقلابي حفتر في ليبيا ضد الحكومة الشرعية.

قام ببيع جزيرتي تيران وصنافير للنظام السعودي ما يعرض أمن مصر للخطر، وتنازل عن حقول الغاز المصرية في شرق المتوسط لقبرص واليونان وأعاد ترسيم الحدود معهما، وكاد أن يعلن الحرب على تركيا في ليبيا، والأخطر من ذلك كله توقيعه اتفاقية جديدة مع أثيوبيا تحرم مصر والسودان من حصتهما المائية في مياه نهر النيل وموافقته على بناء سد النهضة دون شروط.

ومع الجرائم المستمرة للنظام من اعتقال وقتل المعارضين في السجون بالإهمال الطبي أو بالإعدامات، لم تعد مصر بيئة آمنة للاستثمار ما أدى إلى تردي الأوضاع الاقتصادية وزيادة أسعار المياه والكهرباء والغاز بالإضافة إلى زيادة أسعار السلع الأساسية أضعاف ما كانت عليه قبل الانقلاب، رغم الدعم المالي الذي قدمته الدول الداعمة.

مع كل تلك الكوارث، لم يستجب الشعب لدعوة رجل الأعمال محمد علي في المرة الأولى، فلماذا وجدت صدى في المرة الثانية؟ لأن القرار الأخير الذي اتخذه السيسي والذي هدد فيه الشعب بنزول الجيش لهدم المنازل المخالفة في كل قرى ومحافظات مصر وقانون التصالح الذي صدر لتوفيق أوضاع أصحاب البيوت بمبالغ لا تحتملها كثير من الأسر المصرية، وقيامه بالفعل بهدم المنازل أمام أصحابها وأحياناً مع وجود أصحابها بداخلها، أصبح الأمر لا يمكن احتماله، فقد أصاب القرار الشعب المصري إصابة تمسه مباشرة، بيته هو سكنه وستره وستر عائلته فكيف يأتي من يهدمه ولا يجد مقاومة؟

ربما لا يهتم كثير من الناس بما يحدث خارج محيطه الضيق أسرته وعائلته، لا يهمه تيران وصنافير، ولا يهمه حقول الغاز في المتوسط، أما أن تأتي إلى بيته وتروعه وتروع أبناءه وتهدمه عليه، فهذا فوق احتمال البشر، وقد رأينا ذلك حين صرخ الناس في وجه من جاء يهدم بيوتهم وبعضهم منع معدات الهدم من الوصول إلى منزله فعادت من حيث أتت.

ومنذ 20 سبتمبر وحتى الآن المظاهرات تخرج يومياً في قرى مصر، فهل يستجيب النظام لمطالب الشعب خاصة أن حزب مستقبل وطن تعهد بتسوية 25 ألف غرامة وهذا يعني تراجعاً قامت به رئاسة الوزراء حتى لا يبدو السيسي هو من تراجع عن قراره، وهل سيتوقف حراك الشعب بعد هذه الخطوة، أم ستقوم المدن بدعم حراك القرى لتحقيق هدف الثورة المصرية في 25 يناير 2011 وهو الشعب يريد إسقاط النظام.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني