fbpx

“جلادو الأسد” يعيشون حياتهم في هولندا.. ما الصعوبات التي تمنع محاكمتهم؟

0 56

كشف تحقيق صحفي هولندي عن وجود العشرات من جلادي النظام السوري يعيشون حياتهم في هولندا بعد أن مارسوا التعذيب وارتكبوا جرائم ضد كثيرين في معتقلات النظام، ورغم ذلك “اتضح أنه من الصعب للغاية محاكمتهم”.

وفي تحقيق مشترك لصحيفة “تراو” الهولندية وبرنامج أرغوس على قناة VPRO التابع لهيئة الإذاعة الهولندية، روى لاجئ سوري كيف فوجئ وأصيب بالذعر عندما رأى أحد جلادي الأسد الذين عذبوه في السجن.

ففي أحد الأيام كان اللاجئ السوري (رينيه اسم مستعار) ينظر من نافذة القطار الذي يُقلّه في محطة أمستردام لكنه فجأة تجمد حين رأى وجهاً يعرفه جيداً لواحد من ثلاثة رجال عذبوه واغتصبوه في أثناء احتجازه في أحد سجون نظام الأسد بسوريا.

ويقول السوري الذي كان حينئذ مقيماً في هولندا قبل 4 أعوام “لقد أصبت بالذعر(..) عدت إلى المنزل ولم أتمكن من فعل أي شيء”.

وبعد أيام قليلة، أبلغ اللاجئ السوري “فريق الجرائم الدولية”، وهو فريق متخصص من الشرطة قرأ عنه في ملف وزعته “منظمة مساعدة اللاجئين”. ويقول رينيه: “قيل إنه يجب عليك إخبارهم إذا كانت لديك معلومات عن مجرمي الحرب”.

وتم الاتصال به بعد محادثة هاتفية واجتمع معهم، ويقول “أخبرتهم بما أعرفه، لكنني لا أعرف اسم السجان.. وقالوا إنهم سيفحصون لقطات كاميرات المراقبة”.

وكان ذلك بحسب اللاجئ السوري في عام 2017 ويضيف “لم أسمع أي شيء منهم بعد ذلك”.

ولم يكن رينيه الوحيد الذي فوجئ برؤية أحد جلاديه، رحاب عبد الفتاح سورية اعتقلت لخمسة أشهر عام 2013 في “الفرع 227” في دمشق، والذي تديره المخابرات العسكرية.

وكانت رحاب تسير في ساحة دام في أمستردام عندما رأت أحد السجانين وتقول: “كل ما حدث في سوريا عاد إلى ذاكرتي، بكيت وهربت”، لكنها لم تجرؤ على الذهاب إلى الشرطة بعد اعتقالها في سوريا لا تزال تشعر بالخوف، وفق صحيفة “تراو”
عشرات الجلادين في هولندا
ويُظهر البحث الذي أجرته صحيفة “تراو” و”أرجوس” أنه قد يكون هناك العشرات من الجلادين الآخرين التابعين لنظام الأسد في هولندا. ويتم التعرف إليهم من قبل ضحاياهم أو تعقبهم من قبل السوريين هناك.

ويقول المعالج النفسي أنطوان فان سينت فييت من مركز Arq ’45 المتخصص في صدمات الحرب، إن الجناة والضحايا أيضا يعالجون من الصدمات.

ويعتقد أوغور أوميت أنجور، أستاذ دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة أمستردام ومعهد (NIODأن “الأمر يتعلق بما يتراوح بين 50 و 100 شخص”.

ويعيش حالياً أكثر من 125 ألف سوري في هولندا وكان آلاف منهم محتجزين في سجون النظام السوري.

وبحسب صحيفة تراو الهولندية، من الصعب تعقب الأشخاص الذين عملوا في السجون السيئة السمعة وإدانتهم.

ولا يمكن للنيابة العامة الهولندية أن ترفع دعوى أمام المحكمة إلا إذا كان الضحية أو الجاني موجوداً في هولندا بحسب “الولاية القضائية العالمية”.

وفي شهر آب من العام الماضي، بدأت القضية الأولى ضد أحد “شبيحة” الأسد.

وبحسب النيابة الهولندية، فإن الرجل كان عضواً في ميليشيا لواء القدس وكان حاضراً عند اعتقال اثنين من المدنيين، وهو متهم بالتواطؤ في اعتقالهم وتعذيبهم من قبل المخابرات الجوية السورية.

يحاكم الادعاء المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مما يعني أن الجرائم جزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد السكان المدنيين.

وفي ألمانيا العام الماضي، أُدين عقيد في مخابرات النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم تعذيب وقتل حدثت في السجن الذي كان يعمل فيه.

وقال فريتز ستريف، محامي حقوق الإنسان في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير: “عندما تتحدث عن جرائم حرب وخاصة عندما تتحدث عن جرائم ضد الإنسانية، فإن الأمر يتطلب تحقيقاً عميقاً لأنه يتعين عليك أيضاً إظهار ما وراء التهم في هذه القضية”.

وتساعد تلك المنظمة غير الحكومية الضحايا السوريين في رفع دعوى قضائية، إذ أبلغت السلطات الهولندية بشأن قضية لواء القدس وسلّمت ملفات تتعلق بخمسةٍ آخرين على الأقل مشتبه فيهم إلى النيابة الهولندية، وقال ستريف: “آمل أن يكون هناك مزيد من الدعاوى القضائية في السنوات الخمس المقبلة”.

وذكرت الصحيفة الهولندية أن النيابة العامة وفريق الجرائم الدولية التابع للشرطة يتلقى كل يوم بلاغات وجزءٌ كبيرٌ منها من سوريين، لكن ليس كلُّها صالحاً للاستخدام.
المصدر: تلفزيون سوريا

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني