fbpx

جائحة الكورونا تعصف بشمال شرق سوريا وتحصد الأرواح

0 123

مع اقتراب فصل الشتاء، والموجة الثانية من فيروس كورونا.  بدأت مناطق شمال شرق سوريا تقرع طبول الموت، وتطلق نداءات استغاثة بتقديم الدعم للحد من انتشار الوباء، ومعالجة المصابين.  رغم أن الإدارة الذاتية التي تتولى إدارة المنطقة، اتخذت إجراءات وتدابير وقائية لمنع انتقال الفيروس وانتشاره في المنطقة، مع بدء الإعلان العالمي عن ظهوره وانتشاره. حيث قامت بفرض حظر للتجول عدة مرات كان أولها في 23 آذار، ووضع القادمين إلى المنطقة في الحجر الصحي لمدة أربعة عشر يوماً، وإغلاق المعابر مع العراق وإقليم كردستان العراق. تلاها حظر تام بتاريخ 29 تموز لمدة أسبوعين، ثم حظر آخر من تاريخ 6 آب ولغاية 20 آب الجاري، استثني منه محلات بيع الخضار والأغذية، والعيادات الطبية، والصيدليات، والخروج لا يكون إلا للضرورة القصوى. كما أصدرت قراراً بفرض غرامة مالية تقدر بـ 1000 ليرة سورية على كل من يخرج دون ارتداء الكمامة.

ثم مالبثت أن أعلنت افتتاح المدارس والأسواق مع ضرورة الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية. لكن عدم الالتزام من قبل الأهالي، وعدم الجدية في فرض العقوبات من قبل الإدارة، أدى إلى تفشي الوباء، وازدياد عدد الإصابات بشكل هائل. ما دفع الإدارة لإعلان حظر جزئي يشمل الأسواق الكبرى والصالات يستثنى منها المحلات التجارية الغذائية ومحلات بيع الخضار والمشافي والأطباء. وهي الأخرى تغلق بعد الثالثة عصراً بدءاً من يوم الجمعة 30/10/2020 ولمدة عشرة أيام.

(كنان بركات) الرئيس المشترك لهيئة الداخلية في الإدارة الذاتية صرح: “تم فرض جملة من القرارات وتطبيق الحظر الكامل على الأسواق ضمن الحظر الجزئي ولابد من الالتزام التام بالإجراءات والتدابير الوقائية من ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي”.

وتابع بركات: “تم استثناء المدارس والجامعات لأهمية التعليم في نظر الإدارة الذاتية”

الأمر الذي استنكره الكثيرون. فالمدارس والجامعات تشهد ازدحاماً وتجمعات طلابية لتكون خير بيئة لنقل الوباء وانتشاره.

 

ورغم كل ذلك أخذ الوباء بالانتشار بشكل سريع، وبأعداد متزايدة، في ظل نقص الكوادر الطبية، والأدوية الضرورية اللازمة لمواجهة الوباء المنتشر. وبحسب إحصائيات مركز آسو للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، يبلغ عدد المشافي والمستوصفات والمراكز الطبية شمال شرق سورية 127 مشفى ومركزاً طبياً. ويبلغ عدد منافس الأوكسجين الضرورية للحالات من الدرجة الثالثة نحو 100 منفسة، 30 منها في مدينة القامشلي. 10 منها في مشفى القامشلي الوطني، والباقي موزعة على المستوصفات والمراكز الطبية التابعة لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية. وطبيبين مدربين على استخدامها. ووجود 55 سيارة إسعاف عائدة للهلال الأحمر الكردي. أما عدد غرف العناية المشددة /12/ غرفة في المشفى الوطني في كل منها عدة أسّرة. وقد تم إنشاء مشفى (كوفيد-19) من قبل الهلال الأحمر الكردي، بدعم من المنظمات الدولية الذي يحتوي على 150 سرير، ومركزين للعزل، أحدهما في مركز اللؤلؤة والآخر في مشفى القامشلي الوطني، إضافة لمركز الحجر الصحي في فندق السنابل بمدينة الحسكة.

وقد تم وصول عدة طبية وخمسة أجهزة RCP من منظمة الهلال الأحمر الكردستاني/أوروبا إلى مشفى (كوفيد-19) في مدينة الحسكة. وكان رئيس إقليم كردستان العراق (السيد نيجرفان بارزاني) قد أرسل في وقت سابق أربع أجهزة مخبرية للكشف عن الإصابات مع طاقم تدريبي لتدريب الكوادر الطبية في المنطقة على كيفية استخدامها، في ظل فقدان الكثير من الأدوية وغلاء أسعار الباقي وتفاوت أسعارها من صيدلية لأخرى. وقد فرضت الإدارة غرامة مالية تقدر بـ 1000 ل.س على كل من يخرج من بيته دون ارتداء الكمامة وبلغ سعر الكمامة الواحدة 500 ل.س مع عدم توفرها.

هذا وقد بدأ ناشطون بإطلاق نداءات استغاثة لإنقاذ مدينة (ديريك) وإطلاق اسم مدينة يوهان عليها نظراً للازدياد الهائل في عدد الإصابات والوفيات فيها، وهي التي تسجل العدد الأكبر من بين الإصابات اليومية شمال شرق سوريا.  فالأعداد المعلن عنها فاقت الألف إصابة، وهناك الآلاف من المصابين لا يعلنون عن إصاباتهم.  وقد بلغ عدد الإصابات الكلية والمعلن عنها بحسب (جوان مصطفى) الرئيس المشترك لهيئة الصحة 4850 حالة وعدد الوفيات 130 حالة وشفاء ما يقارب 744 حالة.

هذا في ظل النقص الحاد للكوادر الطبية والخدمات والأجهزة فيها.

(جكرخوين علي) طبيب من ضمن فريق كوفيد بمشفى ديرك: “الإصابات بالفيروس في تزايد كبير ومخيف، ونعاني من نقص كبير في الكوادر الطبية والأجهزة والقدرة الاستيعابية للمشفى بخاصة أن الموجة الثانية وهي الأشد والاقوى للوباء باتت على الأبواب.”

(ألان أحمد) مدير مشفى ديرك: “سجلت المدينة أعلى نسبة إصابات في المنطقة في الأيام الماضية وهي في زيادة والوضع أصبح خارج السيطرة مع نقص الإمكانات لدينا”

الإصابات تتضاعف وحالات الوفاة لا تستثني أحداً، وقد حصلت عدة حالات وفاة ضمن العائلة الواحدة لذا تزداد المخاوف والهلع من هذا المارد.  ومع نقص الإمكانات، لا يبقى للأهالي إلا التشدّد في اتباع الإجراءات والتدابير الوقائية لمنع إصابتهم والحد من انتشار المرض في ظل انتظار الفرح.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني