fbpx

تغريدات رئيس الائتلاف الوطني سالم المسلط رسائل إلى الأشقاء العرب

0 212

تغريدات الشيخ سالم المسلط رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بشأن دعواتٍ تُطلق من هنا أو هناك حول عودة النظام الأسدي إلى الحضن العربي إنما تُعبّر عن رؤية استراتيجية للثورة السورية حول خطر هذا النظام الذي يلعب دور التابع المنفّذ والحارس الأمين لسياسات ملالي طهران، والتي تريد تحويل البلدان العربية إلى بلدانٍ تخدم مشروع الهيمنة الصفوية اقتصادياً وسياسياً وإيديولوجياً.

كتب الشيخ سالم على صفحته في تويتر: “نثق بالنوايا الصادقة لأشقائنا وأصدقائنا تجاه الشعب السوري ونقدّر مواقفهم، لكن نؤكد أن سورية لا يمكن إعادتها إلى حاضنتها العربية إلا بتنقيتها من الأجندة الصفوية الحاقدة، التي يحملها نظام الأسد، لا يتحقق ذلك بالتقارب، ولن يتحقق ذلك بوجود هذا النظام الوظيفي المجنّد”

ويرى الشيخ سالم أن النظام يعتبر أن العلاقة بينه وبين نظام طهران علاقة مقدّسة، وإن التقارب منه لن يعيد سورية إلى حاضنتها العربية، إنما سيزيد من نفوذ إيران ودورها الحاقد على دولنا الشقيقة وشعوبها”.

هاتان التغريدتان تكثفان موقفاً يتسم بالكشف عن بنية النظام الأسدي العميقة، فهذا النظام الذي يعتمد على وسائل وأدوات غير شرعية في حكم البلاد يعرف تماماً أنه لن يتمكّن من البقاء في قمة السلطة بدون تبعية لإيران مبنية وهماً وتضليلاً على مفهوم (الشيعية السياسية) والتي تخفي خلفها مطامع صفوية ببناء إيران الكبرى على حساب شعوب المنطقة العربية.

تدرك قوى الثورة والمعارضة أن إعادة النظام الأسدي لن تخدم استعادته من الهيمنة والسيطرة الإيرانية عليه، وهذا يتعلق ببنيته التي لا يمكن تغييرها، فهي بناء فوقي بُني بالقوة العسكرية من خلال انقلاب نفّذه الديكتاتور حافظ الأسد، ولا علاقة عضوية تبادلية بينه وبين الشعب السوري.

لذلك من الضروري القيام بأكبر نشاطٍ إعلامي بصورة موضوعية وحازمة تُظهر أن عودة نظام أسد للجامعة العربية لا يمكن أن تخدم الدول العربية وشعوبها لأسباب كثيرة. من هذه الأسباب أن عودة نظام أسد إلى الجامعة يعني أولاً إغماض العيون عن جرائم كبرى ارتكبها هذا النظام، ولا تزال آثارها باقية في الدمار الهائل في المدن السورية التي خرجت بمظاهرات سلمية تطالب بالحرية والكرامة.

إن الدفع من بعض الأطراف العربية لعودة النظام الأسدي إلى الجامعة العربية يعني بالضرورة القفز فوق دماء مئات آلاف الشهداء ممن قتلهم الأسد ببراميله، وتعني تناسي جرائم القتل والاغتصاب والتصفية البدنية في معتقلاته بحقّ المعتقلين من الجنسين.

وإن عودة نظام أسد لن تخدم الترابط العربي بشيْ بقدر التمهيد لتغلغل إيراني في بنى الأنظمة والبلدان العربية بوسائل مختلفة ومحاولة السيطرة على ثروات هذه البلدان وشعوبها.

لهذا كيف لا يفكّر قادة الدول العربية بخطر عودة نظام أسد إلى ما يطلقون عليه الحضن العربي؟ فهل هم على قناعة تامة أن بمقدورهم اجتذاب نظام استبدادي قهري غارق بالجرائم خارج نفوذ ملالي طهران الذين هم من أرسلوا الميليشيات الشيعية الطائفية لقتل الشعب السوري الأعزل، وهم من أمدّ بالسلاح والمال والنفط نظام أسد ليبقى واجهة وقناعاً للهيمنة المتدرجة على سورية وباقي البلدان العربية من بعدها؟

لا يفكّر بهذه الطريقة غير من يعمل أي شيء مقابل الحفاظ على وجوده في قمة سلطة بلده، حتى لو تعامل مع الشيطان، وهذا للأسف هو ما طفى على السطح منذ ما قبل الزلزال الذي ضرب تركيا والشمال السوري بسنوات.

ليس المطلوب فحسب من قيادة قوى الثورة والمعارضة السورية الاكتفاء بتغريدة هنا أو هناك، فهذه القيادة مسؤولة أمام الشعب السوري عما تقوم به من دور سياسي واسع في التصدي لمحاولات إعادة نظام أسد إلى الجامعة العربية، وكأن شيئاً لم يحدث خلال اثني عشر عاماً.

المطلوب من قيادة قوى الثورة والمعارضة التحصّن بالحاضنتين الشعبية والثورية، من خلال تأطير عمل هاتين الحاضنتين عبر المظاهرات والاعتصامات وعبر اختيار أسلوب فاعل يمنع عودة عميل إيران لتمثيل السوريين الذين يرفضونه في الجامعة العربية أو غيرها من مؤسسات دولية.

فهل ستضع قوى الثورة والمعارضة بالتوافق مع التيارات والأحزاب والشخصيات السورية الرافضة لأي تطبيع مع النظام برامج عمل يجبر اللاعبين الصغار على عدم القفز فوق دماء شعبنا السوري؟ ننتظر ذلك ونشير إن عدم وضع هكذا برامج يعني بالضرورة تحميل ملفاتنا لغيرنا والذي لن يخدمها قبل تحقيق مصالحه وغاياته.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني