• الطبيبة التركية سلمى مفتوأوغلو “وجود فيروس كورونا المتحور في تركيا في بدايته ومكافحته بالإجراءات الاحترازية ذاتها للبروتوكول الصحي”
• الصحفية التركية ياسمين أسان “زيادة وعي الشعوب في اتباعهم النصائح الوقائية يقابلها تغلبهم على الخوف من هذا الفيروس”
• رجل الأعمال التركي إسماعيل أوزدمير “من حق الدول فرض إجراءات صارمة من أجل الالتزام بالبرتوكول الصحي حفاظاً على الأرواح”
في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استمرارية برنامج التلقيح بعد توريد اللقاح الصيني إلى تركيا ومتابعة تطورات الأوضاع فيما يتعلق باللقاحين الروسي والبريطاني، وموافقتها على اقتناء 4.5 مليون جرعة من اللقاح الذي طورته شركتا “فايزر” الأمريكية و”بيونتيك” الألمانية، بدأ ظهور فيروس كورونا المحتور على مستوى 17 ولاية تركية، ورغم ذلك صرح الرئيس التركي نهاية الأسبوع المنصرم بالقول “سنبدأ برفع حظر التجول نهاية الأسبوع في الولايات التي تشهد انخفاضاً ملحوظاً في عدد الإصابات بالفيروس”، وذلك ضمن خطة استراتيجية صحية اعتباراً من الفاتح من آذار/مارس المقبل والعودة إلى الحياة بشكل تدريجي وفق معايير محددة على أربع مراحل ومستويات للخطورة وبقرارات تتخذها لجان حفظ الصحة برئاسة الولاة الأتراك عبر اعتماد خريطة جديدة بمؤشرات لونية للولايات التركية بحسب معدل الإصابات فيها وعلى هذا الأساس يتم تشديد أو خفض القيود في الولايات.
سلمى نبيل مفتوأوغلو
طبيبة تركية
وقالت الطبيبة التركية سلمى نبيل مفتوأوغلو، اختصاصية أطفال وقسم الطوارئ في مركز هوزور الطبي huzur tıp merkezi الموجود في منطقة تشوزلوا في مدينة اسطنبول التركية في حديث خاص إن الالتزام الكامل بالبروتوكول الصحي واجب للوقاية لا غير، لأن احتمال تفشي الفيروس المحتور قد يكون أكبر من سابقه، وإن وجوده في تركيا كان مؤخراً ولا يزال في بدايته مستندة لتغريدة وزير الصّحة التركي فخر الدّين قوجة عبر حسابه الرسمي على تطبيق التواصل الاجتماعي (توتير) الذي أكد أن عدد المصابين بالسلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا في تركيا وصل لـ 128 شخصاً مصاباً يتوزعون على 17 ولاية تركية، وأضاف كذلك إن التحور الحاصل في فيروس كورونا لا يؤثر في الوقت الحالي على مشروع اللقاح، منبهاً إلى أن الطفرات الجديدة من الفيروس قد تؤدي إلى صعوبات مستقبلاً، مؤكداً على إشراف 436 باحثاً تركياً على 17 مشروعاً لتطوير لقاح مضاد للفيروس التاجي.
وأكدت الطبيبة التركية أن المصابين بفيروس كورونا المتحور أكثر عرضة للإصابة بأعراض السعال واحتقان الحلق والشعور بالإرهاق، بالمقابل يقل لديهم احتمال فقدان حاستي التذوق والشم ولا يوجد دليل حتى الآن على وجود اختلاف في الأعراض الخاصة بالجهاز الهضمي أو ضيق التنفس أو الصداع، إن السلالة الجديدة يمكن أن تصيب أشخاصاً أصيبوا بكوفيد من قبل وكذلك يمكن أن تصيب الأطفال، منوهة إلى أن الفيروس إذا واجه لقاحات معينة سيحاول تغيير تركيبته الجينية حتى يستطيع أن يتفادى اللقاح، والطفرات هي جزء من دورة حياة الفيروسات.
مضيفة، إن تركيا اعتمدت في المجال الصحي بالخصوص على استراتيجية من عدة مراحل للسيطرة على فيروس كورونا، إلى جانب عدد من القواعد الصحية التي اعتمدتها القيادة التركية وذلك بحظر التجوال في الولايات الكبرى – 31 ولاية – ومنها إسطنبول وأنقرة وبالأخص في أيام العطل ومنع من تزيد أعمارهم عن 65 عاماً وتقل عن 20 عاماً من الخروج من منازلهم مع منحهم فرصة الخروج بين وقت وآخر، أما الأطفال فقد منحت لهم ثلاث ساعات الظهيرة فقط للخروج من منازلهم وإن هذه الاجراءات ضمن البروتوكول الصحي مفيدة جداً لحماية الأفراد والسيطرة على الوباء، ومن المؤكد أنه سيتم فرض ذات الاجراءات أو زيادتها في حال تفشي فيروس كورونا المتحور لا سمح الله.
كما أكدت أن النموذج التركي في إدارة أزمة جائحة كورونا إلى جانب جهود وزارة الصحة التركية والإجراءات الحكومية الأخرى حال دون وقوع كارثة أكبر بالنظر إلى حال الدول الأوربية، وكذلك مع عدد السكان البالغ اثنين وثمانين مليوناً في تركيا التي شهدت أعداداً كبيرة في الإصابات وحالات الوفاة، وأضافت الطبيبة التركية سلمى مفتوأوغلو، إن القطاع الصحي التركي في عموم البلاد يقوم على مدار24 ساعة بإجراء أكثر من 100000 فحص للكشف عن الأشخاص المصابين، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا، منذ بداية عملية التطعيم حتى اليوم أربعة ملايين وثمانمئة وثلاثة وسبعين ألفاً وأربعمئة وواحداً وأربعين شخصاً.
ياسمين أسان
صحفية تركية
هذا وقد أكدت الصحفية التركية ياسمين أسان من جريدة يني شفق التركية في حديث حصري لنا، أن الإجراءات الحالية ضد الفيروس المتحور في تركيا، هي نفسها الإجراءات الوقائية السابقة لكن الفرق يكمن في زيادة الوعي لدى المواطنين الأتراك والمقيمين في مواجهتهم هذا الفيروس والحرص على حياتهم باتباعهم للبروتوكول الصحي، مؤكدة أن زيادة وعي الشعوب لأهمية اتباعهم النصائح الوقائية يقابلها تغلبهم على الخوف من هذا الفيروس ومحاولة مقاومته بكل الوسائل المادية والنفسية، وبغض النظر عن زيادة أو نقص أرقام الإصابات في تركيا من فيروس كوفيد-19 أو المستجد التي لا ترى فيها تعتيماً حسب ما يذاع،– تضيف الصحفية ياسمين – من المؤكد أن هناك وعي ضد الفيروس ومقاومته والبشرية جمعاء تتقاسم حل هذه المعضلة لدى دول العالم ومحاولات النجاح في حربها ضد كورونا، وإن التغطيات الإعلامية المكثفة مع خبراء الصحة والمجالات ذات العلاقة لها دور فعال في رفع الوعي لدى الأفراد، ولعل عدد حالات الشفاء من الفيروس التاجي في تركيا ونسبتها المرتفعة هي أهم البيانات التي تُظهر نجاح بنية القطاع الصحي التركي في مواجهة كورونا، فقد تعافى نحو 80% من الحالات المصابة، وهي نسبة مرتفعة عند مقارنتها بمثيلاتها في دول مثل الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا.
وأضافت الصحيفة التركية ياسمين أسان، إن وزارة الصحة التركية تقوم بمراقبة وتتبع فيروس كورونا في صفوف المواطنين المصابين ومستوى الإصابة لديهم إلى جانب تطبيق “الطبيب” وهو موقع إلكتروني طبي، يعتبر الأول في تركيا، إذ يقدم استشارات طبية عبر الإنترنت للمقيمين والزائرين بلغات مختلفة، لتسهيل عملية الوصول إلى الخبرات الطبية من مختلف المدن التركية، مضيفة: إن الفيروس المستجد لن يرعب العالم الذي سيقاوم، وبرغم من تأثر الحياة بالفيروس التاجي إلا أن هناك قطاعات عرفت انتعاشاً كبيراً مثل الصناعات الطبية والحرف اليدوية والتجارة الإلكترونية بما فيها التسويق الافتراضي وخدمة التوصيل، أما من سلبياته على الحياة اليومية هي العزلة الاجتماعية وزيادة الاهتمام بالألعاب الإلكترونية.
وفي ختام حديثها أشارت الصحفية ياسمين أسان إلى ضرورة التزام الأفراد بالبروتوكول الصحي للحفاظ على حياتهم راجية من المولى رفع هذا البلاء عن البشرية.
إسماعيل أوزدمير
رجل أعمال
ومن جهته قال رجل الأعمال التركي صاحب سلسلة مطاعم وفندق المدينة الشهير بمدينة إسطنبول التركية “إسماعيل أوزدمير” والد الشيف الشهير “بوراك” في حديث خاص وحصري لنا
إن من حق الدول فرض إجراءات صارمة من أجل الالتزام بالبرتوكول الصحي بما في ذلك غلق المحلات والمطاعم لأن هذا الأمر من شأنه حماية الأرواح ولو ترتب على ذلك خسائر مادية، لكن لن تكون لها قيمة أمام حياة الأفراد، وأكد أن مطاعمه قدمت خدمات التوصيل لزبائنها، والقائمون عليها اتخذوا جميع الإجراءات الاحتياطية والاحترازية في التعامل مع الزبائن أثناء قدومهم لاستلام طلباتهم من سلسلة مطاعم المدينة أو أثناء عملية التوصيل حيث تم اللجوء –حسب قوله – لطرق مبتكرة للحد من التواصل المباشر مع العملاء مثل تشجيعهم على الدفع من خلال بطاقات الائتمان دون تلامس والطلب من خلال التقنية الحديثة الخاصة بقوائم الطعام، والتزام جميع أفراد طواقمه من العمال والطباخين الحرص على التعقيم المستمر والإجراءات الوقائية لحماية المستهلك.
مضيفاً: “لقد أتممنا جميع استعداداتنا، من أجل سلامة زبائننا كي نحافظ على الالتزام بالإجراءات الصارمة الوقائية لحماية عمالنا وزبائننا الكرام وفق المعايير الصحة العالمية وما أقرته الحكومة التركية، وقد اجتزنا اختبار النظافة وحصلنا على شهادة Güvenli turizim belgesi وهي أعلى شهادة معترف بها تصدر عن وزارة السياحة التركية، ونستطيع بموجبها تقديم الطلبات للزبائن وفقاً لمعايير الصحة الدولية وقريباً ستكون الأوضاع بإذنه تعالى أفضل، وتركيا ستكافح وستنجح بإذن المولى“. مؤكداً أن الظروف الحالية صعبة وأن أزمة فيروس كورونا لا يمكن الإحساس بعمق تأثيرها النفسي والاجتماعي إلا بعد جولات ميدانية في شوارع المدن التركية التي أصبحت شبه خالية مع مطاعم خالية التي أصبحت تعمل بنظام التوصيل فقط مضيفاً: إنه من المؤلم فعلاً مشاهدة المطاعم والمقاهي خالية خاصة أنها قلب وروح المدن التركية، ويضيف أن الفيروس المتحور لن يكون تأثيره أقل من سابقه لأن الوعي زاد في الفترة الأخيرة الأمر الذي سيخدم سبل مكافحته.
وختم رجل الأعمال التركي إسماعيل أوزدمير حديثه بالقول “إن الرحمة ستنزل على المؤمنين جميعاً إن شاء المولى وعلينا التحلي بالثقة والدعاء لزوال البلاء وأتمنى أن تكون تركيا والعالم العربي بخير، وأتمنى الفرج لإخواننا في المخيمات”.