fbpx

تحليل.. الديمقراطية في تونس بعد استفتاء قيس سعيد

0 103

بحسب ملكانجي (المجلس الأطلسي – جامعة سابينسا)، فإن التغييرات الدستورية التي تعزز سلطة الرئيس التونسي قيس سعيد قد تخلق استقطابًا أكبر داخل تونس. فيما تتراجع الديمقراطية في شمال إفريقيا..

وشارك 27.5 % من التونسيين في التصويت على الاستفتاء الدستوري الذي سيغير شكل الدولة الذي وصلت إليه من 2014 ومن ثم تحويلها إلى نظام رئاسي مفرط ينقل جميع السلطات إلى رئيس الدولة الحالي قيس سعيد. ونتيجة استفتاء الدستور كانت بنعم بأكثر من 90%.

وجدير بالذكر أن تونس كانت مقر مولد الربيع العربي والديمقراطية الوحيدة التي ظهرت بشكل إيجابي على الأقل في مرحلة من تاريخها. فيما تراجع الحماس للديمقراطية تدريجياً بسبب الاختلالات الحكومة وفساد الأحزاب والصعوبات الاقتصادية على خلفية عوامل خارجية كفيروس كورونا أو الحرب الروسية في أوكرانيا.

وقالت أليسيا ملكانجي، أستاذة التاريخ المعاصر لشمال إفريقيا والشرق الأوسط في جامعة سابينزا بروما وزميلة غير مقيمة في المجلس الأطلسي، إن ما يعطي مقياسًا لمستقبل تونس هو الإقبال على الاستفتاء.

واعتبرت أن أجندة سعيد السياسية كانت شعبوية إلى حد ما، فيما يسهل الوصول إليها من قطاعات كبيرة من الناخبين الساخطين ولكن هناك حقيقة واحدة وهي الأزمة الاقتصادية.

وتطرقت إلى العديد من المشكلات حيث تونس واحدة من أكثر البلدان تضررًا جراء أزمة الغذاء الناجمة عن الصراع الروسي في أوكرانيا، مع التدخل المحتمل من قبل صندوق النقد الدولي الذي يدعو إلى حوار واسع بين الجبهات السياسية المختلفة والتقشف، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.

والوثيقة الجديدة المنبثقة عن التعديلات التي أقرها الاستفتاء موضع انتقادات مختلفة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، خاصة بسبب التمسك بالسلطة الرئاسية، فيما لا تزال عوامل التوازن قائمة كالحق في الإضراب لكن القضاء والشرطة والجيش لا يمكنهم تنفيذ هذا الإجراء.

ورأت ملكانجي أن الخطر حالياً يتمثل في استقطاب المجتمع لأنه في حين أن هناك بعض الأشخاص الذين يثيرون ضجة في دعمهم للرئيس هناك الكثير من الاستياء داخل تونس، فالاختبار موجود وفي حال نجح فيمكنه أن يدعي النجاح وإلا قد يتعقد الوضع.

وقالت الخبيرة الإيطالية إنه لفهم ديناميات معينة في شمال إفريقيا ينبغي العودة إلى فترة ما بعد الاستعمار حيث جري التوقيع على الميثاق الاجتماعي داخل بلدان مختلفة في المنطقة.

وتابعت أنه في تلك المرحلة، كان جميع القادة السياسيين الذين قادوا دول ما بعد الاستعمار شخصيات قوية ورموز حركة الاستقلال ورجال يتمتعون بكاريزما وعلى استعداد للقتال إلى جانب الشعب لإعادة إنشاء دولة وفكرة وطنية واقتصاد قادر على دعم احتياجات السكان.

وأشارت إلى أنه على مر السنين ظهرت تصدعات مختلفة (الأزمات الاقتصادية والضغط الاستبدادي) التي كسرت هذا الميثاق الاجتماعي، الأمر الذي أسفر عن عملية طويلة نتجت قبل عقد من الزمان في الربيع العربي حيث عبر الشعب عن مطالبه وطموحاته من خلال حركات احتجاجية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني