fbpx

تحرير الشمال السوري بوابة تحرير سورية

0 219

مع تطور العلوم الاجتماعية، ودخولها إلى مخابر العلوم التطبيقية سارت نظريات علماء الجيوبوليتيك إلى التبني، والتنفيذ من قبل دول أصبح لها تأثير واضح في العلاقات الدولية. فأنشأت الأساطيل البحرية، وبنت الجيوش القوية، وأصبحت دول عظمى لها وزنها الثقيل، وتأثيرها القوي في السياسات الدولية من أجل السيطرة على جزيرة العالم، وصولاً إلى قلب العالم حيث التحكم بالموارد الزراعية، والثروات الحيوانية، والباطنية. وبالتالي السيطرة على المعمورة.

إنَّ من ينظر إلى الخارطة الجيوبوليتيكية لسورية يرى أن من يستطيع السيطرة على الشمال الشرقي لسورية (الجزيرة السورية) هو من سيتحكم في سورية باختيار نظام الحكم، والدستور، واتخاذ القرارات. لهذا دأبت منظومة الدول الراعية للإرهاب على تثبيت ثقليها العسكري، والأمني في هذه المنطقة محاولةً اقتطاعها مراتٍ عن سورية الأم من قبل داعش حيناً، وقسد أحياناً أخرى بدعمٍ مستمرٍ لا متناهٍ. معززةً ذلك في بناء قواعد عسكرية، وجيوش، وميلشيات، وتجنيد مرتزقة لإضعاف سورية، وصعوبة تحريرها.

فالقرار الصائب الذي يجب أن نتخذه كثوار بمفردنا من دون مساندة أحد، أو وصايته؛ هو تحرير شمالنا السوري من كافة الدخلاء، والميلشيات، والجيوش. يتبعه قرار إسقاط حكم أسد لهدفين أولاهما: تطهير المنطقة المذكورة من الغزاة لتحصين خاصرتنا من كل من يتبع لدول، وأجهزة مخابرات، ويكون مهدداً عبر سلاحه المأجور لمنع وصول الثوار للسلطة. وثانيهما السيطرة على كافة الثروات الباطنية التي تعود بريعها لسيادة الدولة السورية المستقلة من أجل دعم الاقتصاد نظراً لما تمتلكه هذه المنطقة من موارد يعود ريعها للدولة، وإعادة توزيعه على الشعب السوري لتعويضه عن خسائره، وإعادة بناء البنى التحتية التي دمرتها حمم الإرهابي بشار أسد.

لهذا يجب علينا كثوار أن نُفشل المخطط القذر الذي ينتظر السوريين والذي يهدف إلى تكريس التقسيم، والتخلص من الثوار، وتثبيت التوطين، وإنهاء الثورة، وربما تقديم من قاموا بهذه الأخيرة لمحاكمات عسكرية يشرف عليها جلادو أسد. وللإشارة أنَّ ما تمَّ ذكره أعلاه لا يُقصد به التبرير لأي عمل قتالي بمشاركة دول مقابل تنازلٍ في مكانٍ آخر. بل يعني خوض معارك التحرير عن طريق الثوار بقرارهم، وباستقلاليتهم، وإجلاء كل دخيلٍ، وأجنبيٍ، وغازٍ من دون مقايضات معهم لتبقى سورية حرةً، عزيزةً، كريمة..

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني