fbpx

تأملات رمزية لواقع عصر الجنون

0 63

يعيش عالمنا ومنذ عقود قديمة في بوتقة اللامنطقية والتقلبات والتغييرات الظرفية المكانية والزمانية وضمن مضمار التسابق المصلحي للدول والقوى العالمية المؤثرة. وما نشهده في هذه المرحلة هو امتداد لطبيعة ديناميات تلك العقود مع بعض الإضافات الناجمة عن تسارع التغييرات وتضارب المصالح وعدم ثبات في توازنات العلاقات الدولية.. وقد كانت النتيجة هيمنة اللامنطقية أكثر. بل صرنا أقرب لعالم يحكمه جنون المصالح ويقوده الخيال. وتشابهت به الرمزية والواقعية.

فبتنا بالغالب ومن خلال رمز أو كناية أو تشبيه نعرف المدلولات والمقصود وكأنها مسار موجه بعقل جمعي.

وسنحاول الاقتراب وتوضيح هذه الفكرة من خلال بعض الأمثلة المتجسدة في هذه المرحلة

فالبنسبة للانتخابات الأمريكية فسواء فاز بها الحمار الديمقراطي أو الفيل الجمهوري فلن يكون هناك تغييرات جوهرية في الإستراتيجية الأمريكية العامة وبوصلتها الأزلية (مصلحة أمريكا ثم مصلحة أمريكا) وإنما سيكون التغيير في الإستراتيجية الآنية التي تختلف وتتغير بحسب ظروف المرحلة الدولية وطبيعة العلاقات الدولية الواقعية.

فالحمار سيبقى حاملاً (نجمة داوود) على ظهره ويرفس خصومه.

أما الفيل فسيحاول أن يلف بخرطومه الإتحاد الأوربي ويحطم البريكس.

أما الدب الروسي فسيحاول أن يتظاهر أنه متماسك وأنه لازال قوياً رغم حربه مع الأوكران وداعميهم ورغم العقوبات الكثيرة. ومحاولة الاستفادة وتسخير البريكس لمواجهة ذلك.

وبالنسبة للأسود الإنكليزية فستعمل على الصيد في مناطقها التقليدية في الخليج وشرق آسيا. إضافة لما يمكن أن تستفيده من تحالفها مع الأمريكان.

أما التنين الصيني فسيحاول أن يستمر في نفث نيرانه التهديدية لإثبات أنه رقم صعب في المعادلة الدولية. ويطير بجناحيه في كل العالم ويبحث عن مناطق استثمارية اقتصادية جديدة.

أما الديك الفرنسي ففي هذه المرحلة لا يملك إلا (الصياح) فقط للتذكير بقوته فيما مضى وأنه لم يمت.

وفي منطقتنا فالأهم:

أن الساطور الإيراني سيصدأ وسيأتيه يوم لن يقطع حتى جبنة كيري.

وأرز لبنان إذا لم تمطر عليه التسويات فقد تحرقه نجمة إسرائيل بإشعاعاتها المدمرة.

والنسر السوري فبما تبقى من ريشه سيبقى يخاف النجمة ويستقوي على طائر الفينيق.

أما جبال قنديل فتغطيها للآن ثلوج الوهم بإقامة كيان لها مرفوض حتى في محيط منطقتها. وسيذوب هذا الثلج الوهمي متى سطعت شمس العرب والكرد الأحرار.

أما نجمة داوود فستحاول الاستفادة من قوة نيازك الحركة الصهيونية العالمية لتضرب وتقتل وتدمر أي مكان وفي أي زمان تشاء. سواء لمصالح آنية أو لاستمرارية العمل على كابوس دولة إسرائيل الكبرى.

أما البيارات الفلسطينية فيستمر حرقها وجرفها وقتل أصحابها وأمام المجرة كلها التي سيستمر أغلبها بدعم نجمة داوود وحقها بالدفاع عن نفسها.

وقليل سيكتفي بالتنديد والشجب والمطالبات الخجولة بوقف القتل والحرق. وقلة قليلة ستحاول المساعدة في سقاية البيارات.

أما نحن كسوريين (وليس تعميماً) فبعضنا سيبقى متمسكاً ببارودته كونها رأس ماله وضمان قوته في هذه المرحلة العبثية. وبعضنا الآخر سيقاتل للبقاء تحت الضوء حتى يكون له موضع قدم في حال كان هناك تغييرات مفاجئة في المنطقة.

وبعضهم سيستمر في البحث عن الرغيف ليعيش. وبعضهم سيبقى يتصارع في حلبة الخلافات البينية المتعددة سواء الشخصية أو الإيديولوجية أو المصلحية الضيقة الكيانية والخاصة.

وبعضهم تحول لمحلل سواء نفسي واجتماعي لتقييم سلوك من حوله. أو سياسي وعسكري يتابع وسائل الإعلام والمنصات ويقوم إما بلصق محتواها أو إبداء الآراء الشخصية المزاجية.

وبعضهم يحاول الاستفادة من وسائل فيسبوكية لجمع أكبر عدد من اللايكات والتعليقات سواء بمعلومات وأخبار وهمية أو مبالغ فيها او من خلال الذريعة التقليدية (ادعموني فصفحتي تتعرض لهجمات وقد يتم حظرها).

وبعضهم سيبقى يموت قهراً كل يوم.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني