fbpx

بين الرجل والمرأة

0 576

لوقت طويل آمن المربون وعلماء الاجتماع ودعاة النسوية بالمساواة بين الجنسين، لا من حيث الحقوق المدنية فحسب – وهم على حق – وإنما من حيث الفروق الفيزيولوجية والبيولوجية أيضاً.

وعزوا هذه الاختلافات بين الجنسين في جوهرها لطرائق التربية والاختلاف في المعاملة بين الرجل والمرأة سواء في الأسرة أو المجتمعات، لكن أبحاث الدماغ الحديثة تعلمنا خلاف ذلك، فهي تشير إلى أن الخلاف الأساسي كامن في تكوين كل منهما بيولوجيا.

فالكروموزومات هي التي تحدد طريقة تفكيرنا، ففي الذكور يوجد الكروموزوم “y” المسؤول عن تنشيط هرمونات الذكورة ” تستوستيرون” وهو مفقود عند المرأة، ولذلك لا توجد هرمونات الذكورة في المرأة إلا بمقادير قليلة، وهذا يقود إلى أن الاختلاف الأساسي بين الرجل والمرأة منشؤه اختلاف الهرمونات، التي تؤثر في طرق تفكيرنا وسلوكنا وعواطفنا، ثم تأتي المؤثرات الأخرى الأسرية والاجتماعية.

ففي الأنماط السلوكية على سبيل المثال، يتجمع الأولاد للعب في مجموعات كبيرة، تقوم على الاهتمامات التي يتشاركونها، بينما تفضل النساء المجموعات الصغيرة التي تتيح لهن قوة التواصل فيما بينهن، كما أن الفتيات يملن إلى تنفيذ الأوامر، بينما الصبيان يميلون إلى العناد والمشاكسة، كما تأخذ المرأة بالحسبان وجهة نظر الآخرين، وتحاول شرح وجهة نظرها من خلال الاقناع بالكلمات، أما الصبيان فيحاولون فرض سيطرتهم بالقوة أو الهيمنة.

ويلاحظ عموماً أن الفتيات لديهن قدرات في الكلام أفضل من الذكور، ويجدن القراءة والكتابة بزمن أسرع وأبكر، وهن قادرات على التركيز بشكل أفضل، بينما في الذكور يكون الخيال العقلي والتصورات النظرية أكثر تطوراً. وهذا ما يفسر تفوقهم في حلّ مسائل الرياضيات مثلاً.

وقد لاحظ العلماء أيضاً أن العلاقة بين نصفي الكرة المخية شديدة الارتباط عند الإناث، ولذلك فإن لدى المرأة قدرة عالية على الإحاطة بالأمور وتكوين نظرة كلية أكثر من الرجال، فيما يكون هذا الارتباط أقل عند الذكور، وإنما يكون النشاط أعلى لديهم في كل فص مخي على حدة، لذلك هم بارعون في التفاصيل…

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني