بيان حزب بناء سورية الديمقراطي حول العمليات العسكرية “ردع العدوان وفجر الحرية”
أصدر حزب بناء سورية الديمقراطي بياناً حول العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات غرفة عمليات “ردع العدوان” من أجل تحرير البلاد من قبضة نظام الاستبداد وميليشيات إيران؟ نينار برس وصل مكتبها نسخة من البيان وتقوم بنشره بصيغته.
في خِضمِّ التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية، ومع تحقيق الثوار تقدماً واضحاً في محافظات حلب وإدلب وحماة، يُعبّر حزب بناء سورية الديمقراطي عن موقفه من هذه الأحداث المهمة.
إنَّ العمليات التي يقوم بها الثوار هي حقٌ مشروعٌ للشعب السوري لاستعادة مُدُنهِ وبلداته وقُراه التي هُجِّر منها بفعل سياسات نظام الأسد القمعية.
لقد عانى الشعب السوري على مدار سنواتٍ طويلة من المماطلة والتسويف في تطبيق القرار الدولي 2254 الذي يشكل خارطة طريق واضحة لإنهاء الأزمة السورية.
كما أنّ نظام الأسد، الذي كان ينبغي أن يكون الضامن لسيادة سوريا واستقرارها، اختار أن يحوّل البلاد إلى وكرٍ لإيران وميليشياتها العابرة للحدود، مما جعلها مركزاً لتهديد أمن وسيادة الدولة السورية، وخطراً يهدّد استقرار دول الجوار والمنطقة العربية.
من هذا المنطلق، يرى حزب بناء سورية الديمقراطي إن العملية العسكرية التي يقودها الثوار تمثل خطوة ضرورية لإعادة التوازن إلى المشهد السوري، بعد إخفاق المجتمع الدولي.
لكن في الوقت ذاته، فإن حزبنا يؤمن بأن نهاية هذه العمليات العسكرية يجب أن تكون الجلوس على طاولة الحوار الداخلي لكل أطياف الشعب السوري، وبما يتطابق مع القرار الدولي 2254 الذي يمثّل الأمل الوحيد لتحقيق انتقال سياسي حقيقي وسلمي في سورية، ويضع حداً للمعاناة المستمرة للشعب السوري بكل أطيافه.
ورغم تأكيد حزب بناء سورية الديمقراطي على شرعية حق الشعب السوري في مقاومة الظلم واستعادة حقوقه، ورغم إن الحزب لا يتبنى أي عمل عسكري كوسيلة لحل النزاعات، بل يدعو جميع الأطراف المعنية داخل سورية وخارجها إلى التحلي بالمسؤولية والالتزام بالحلول السياسية، إلاّ أنه يُبارك العمليات العسكرية الجارية لتحرير سورية كاملةً من النظام المستبد المتعنت، الذي استغل التراخي الدولي إلى أبعد الحدود، فزاد في طغيانه بإذلال الشعب وتجويعه وقهره وتغيير ديموغرافيته لصالح قوى الظلام التي استقدمها والتي باتت احتلالاتٍ بكل المعاني، والتي لن ينفع في إجلائها إلاّ الكفاح والنضال، واستكمال مسيرة الثورة حتى تحرير كامل سورية.
إن الحزب يؤكد إنّ الحوار الصادق والبنّاء هو السبيل الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة، ولذلك يدعو جميع أبناء الشعب السوري لإعادة النظر في المصطلحات المتداولة في خطابهم، وعدم استخدام المفردات القومية والإثنية والعقائدية، لأنها توحي بوجود إشكالية في الثورة السورية، وهذا ما سعى إليه النظام لتشويه الثورة منذ انطلاقها، فنحن أبناء الوطن الواحد بكل مكوناته، نؤمن بقضيتنا المتمثلة بالانتماء الوطني.
كما يؤكد الحزب؛ إنّ هذه الثورة وما أفرزته في معركة التحرير ليست بحاجة إلى شهاداتِ حُسنِ السلوك من أحد، ولا إلى صكوك غفرانٍ من أحد فيما يتعلق بمعاملتها لمختلف المكونات المجتمعية السورية، ولا يقع على عاتق الثورة أي شعور بالذنب تجاه أي مُكوّن سوري أو بقعة سورية، لإن الثورة على الظلم والاستبداد هي ثورةٌ للانتماءِ الوطني بكلِّ أشكاله.
إنّ الحزب؛ يهيب بأبناء الشعب السوري بكل مكوناته إلى ممارسة حياتهم بشكلٍ طبيعي، حيث يتساوون في الحقوق والواجبات، وأن يتغاضوا عن أخطاء الماضي ورواسبه، والتي افتعلها نظام الاستبداد، فالمعركة الحقيقية هي معركة الوعي للارتقاء بالإنسان إلى أعلى درجات الأنسنة.
الخميس 05/12/2024
الأمين العام للحزب
د. م. غياث مارتيني