fbpx

بسّام القوتلي رئيس الحزب الليبرالي السوري “أحرار” لـ نينار برس: على المعارضة استعادة أدوات قوتها عبر حمل قضايا الشارع السوري وإعادة تشكيل نفسها

0 54

القضية السورية والتطورات الأخيرة التي عصفت بها بحاجةٍ إلى إضاءة شديدة، لمعرفة اتجاه تطورها ومعوقات هذا التطور بما يفضي إلى حلٍ سياسي على قاعدة الانتقال السياسي وفق القرار الأممي 2254.

نينار برس التقت السيد بسام القوتلي رئيس الحزب الليبرالي السوري “أحرار” عبر الفضاء الإلكتروني وطرحت عليها أسئلتها التالية فكان هذا الحوار.

السؤال الأول:

يبدو أن الحكومة التركية ترغب بتطبيع علاقاتها مع نظام الأسد، دافعها في ذلك الحصول على تعديلٍ لاتفاقية أضنة عام 1998، والتي تنصّ على حق تركيا بمطاردة إرهابيي PKK بعمق 5 كم داخل الأراضي السورية، على أن تصبح المسافة الجديدة بعمق 30 كم أو أكثر داخل هذه الأراضي.

هل تعتقدون أن مثل هذا التطبيع ممكنٌ في ظلّ الرفض الأمريكي المعلن له؟ وهل سيخدم هذا التطبيع نظام الأسد أمنيّاً وسياسياً واقتصادياً؟

دوافع التطبيع التركي عديدة

يقول السيد بسّام القوتلي رئيس حزب “أحرار” في إجابته على سؤالنا الأول:

أولاً، الدوافع التركية عديدة، ومنها عدم الرغبة الأمريكية في إيجاد حلٍ للقضية السورية، فالحكومة الأمريكية وضعت هدفاً وحيداً لها وهو محاربة داعش، وهذا هدفٌ لا نهاية واضحة له، فإنهاء داعش غير ممكن في ظلّ انعدام وجود سلطة مركزية في سوريا، ووجود سلطة مركزية غير ممكن في ظلّ بقاء الأسد والمعارضة وال PYD.

ثانياً، ليس هناك رفض أمريكي حقيقي لعمليات التطبيع، فنحن نرى أن مسار التطبيع يتحرك ولو ببطء، والإدارة الأمريكية لا تتحرك لوقفه.

يضيف القوتلي:

إذاً، من المنظور التركي، فإن أيّ تحريك للوضع القائم حالياً، وخصوصاً في اتجاه منع ترسيخ كيانٍ كرديٍ في شرق سوريا، قوننة الوجود التركي في الشمال السوري، حلٌ جزئي لقضية اللاجئين، وفتح خطوط الترانزيت هو أفضل من بقاء الوضع القائم. المشكلة طبعاً هي في محاولات تجاوز الموقف الشعبي السوري الرافض لهذا التطبيع.

السؤال الثاني:

يبدو أن قوى المعارضة السورية بكل طيفها تتجه إلى أحد خيارين، الخيار الأول يتمثّل بالتوافق مع إيقاع تطبيع تركيا العلاقات مع نظام الأسد. والخيار الثاني يتمثّل برفض التوافق مع هذا الإيقاع والإصرار على استمرار المعارضة في المطالبة بتنفيذ القرار الأممي 2254.

ما تقديركم السياسي لإمكانية نجاح التطبيع بين تركيا ونظام الأسد؟ وما النتائج المباشرة وغير المباشرة التي ستنعكس على القضية السورية وقوى المعارضة؟ هل تظنون بأن رفض التوافق من قبل قوىً ثورية في المحرّر والخارج قد يأزّم العلاقة بينها وبين تركيا؟ ما المشكلات التي تتوقعون حدوثها في هذه الحالة؟

التحالف لا يعني تطابق المواقف

يجيب السيد بسّام القوتلي على سؤالنا الثاني ويقول:

من الطبيعي وحتى الصحي ألا تتطابق مواقف المعارضة السورية مع موقف حليفها التركي، علاقات التحالف لا تعني التطابق والتبعية، وهو الذي نراه اليوم.

ويضيف: على المعارضة الدخول في حوار ندّي مع الحكومة التركية، تضع فيه مخاوفها ومطالبها على الطاولة. لن تستطيع المعارضة إيقاف التطبيع كلّيةً، ولكن من الممكن إدخال مطالبها ضمن المحادثات التركية – السورية، ولكي تقوم بذلك، سيكون على المعارضة أن تعمل على استعادة أدوات قوتها عبر حمل قضايا الشارع السوري، وإعادة تشكيل نفسها لتمثّله فعلياً، ربما عن طريق انتخابات جزئية أو حوارات موسعة.

السؤال الثالث:

هناك اتجاه لتشكيل رأي عام ثوري ضاغط لتعميق وتوسيع مؤسسات الثورة. هل هذا ممكنٌ في ظلّ المعادلات السياسية القائمة إقليمياً ودولياً؟

لا شيء مستحيل

يجيب رئيس حزب أحرار على سؤالنا باقتضاب، فيقول:

لا شيء مستحيل، الأوضاع الإقليمية والدولية متغيّرة دوماً، ولا أحد يعمل مع الضعفاء، بناء عوامل القوة أساسي لتحقيق التغيير.

السؤال الرابع:

الظروف الداخلية التي يعيش في ظلّها السوريون في مناطق نظام الأسد تزداد صعوبة في كل مجالات الحياة، وتحديداً المعيشي والاقتصادي والأمني منها، سيما بعد إحجام روسيا وإيران عن تقديم الدعم الاقتصادي لنظام الأسد بعد تراكم ديونهما عليه، وبعد إعلان إيران أن هجمات إسرائيل على مواقعها في سوريا وعلى شخصياتها العاملة في الحرس الثوري تكشف تورّط قيادات أمنية وعسكرية وسياسية تابعة للنظام في تقديم معلومات لإسرائيل.

ما السيناريوهات المحتملة التي سيواجهها نظام الأسد من حليفيه الروسي والتركي؟ وهل هناك نيّة لديهما لإيجاد بديلٍ عن الأسد؟

ليس لدى إيران بديلاً عن الأسد

في إجابته على سؤالنا الرابع يقول السيد بسّام القوتلي رئيس الحزب الليبرالي السوري “أحرار”:

أظن أنك تقصد الحليفين الروسي والإيراني. هناك غضبٌ إيراني على الأسد، ولكن ليس لدى إيران البديل المناسب عن الأسد، كما أن روسيا تحمي الأسد لحماية مصالحها. أسد ضعيف سهل القيادة يخدم مشاريع الجميع في المنطقة، فهو الضامن للتواجدين الإيراني والروسي ولحرية إسرائيل في استخدام المجال الجوي السوري. حاكم محلي ضعيف يضمن استمرار ضعف سوريا وخضوعها لمطالب الدول ومصالحهم، لا أظن أن هذا سيتغيّر قريباً، وخصوصاً في ظلّ غياب معارضة سورية قوية قادرة على فرض مصالحها على الطاولة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني