تعدّ المزوية، ذلك اللباس التقليديّ العريق، رمزاً ثقافياً هاماً في سوريا، وخصوصاً في المناطق الشرقية التي يقطنها غالبية عشائرية. ويرتديها الرجال غالباً، وتكون عبارة عن عباءة خفيفة مطرزة طويلة ولها ألوان متعددة منها البني والأبيض والأسود، يرافقها غطاء الرأس (نكاب أو جمدانة) وبريم أسود.
استغلال المزوية لأغراض سياسية:
مع انطلاق الثورة السورية، برزت ظاهرةٌ مقلقةٌ تمثّلت في استغلال المزوية من قبل بعض الجهات السياسية لأغراض دعائية وسياسية ضيقة وابتدع هذا الأمر نظام بشار الأسد لإيهام الناس أن العشائر السورية تؤيده وتقف معه وهذا باطل إنما تم شراء ذمم بعضهم الذين لا يمثلون أبناء العشائر الشجعان الحقيقيين.
بعد ذلك تم استخدام المزوية كرمز للانتماء الطائفي والعشائري؛ حيث سعى بعض قادة الفصائل المسلّحة إلى ربط ارتداء المزوية بالانتماء إلى عشيرة معيّنة، مستغلين رمزيتها الثقافية لخلق شعور بالانتماء الجماعيّ الضيّق، ونشر خطاب الكراهية والانقسام بين السوريين.
بعدها حاولت بعض التيارات المتشددة ربط ارتداء المزوية بأفكارها المتطرفة، مستخدمةً رمزيتها الدينية لجذب الشباب ونشر أفكارها المتشدّدة.
- توظيف المزوية في الدعاية السياسية: استخدمت بعض الجهات المستغلة لمنصبها المزوية كأداة دعائية لتلميع صورتها وتعزيز شعبيتها مثل ما قام به الجولاني في إدلب، مستغلاً رمزيتها الثقافية والتاريخية لجذب الشارع الثوري وكسب تأييده لكنه فشل بذلك بسبب وعي الشعب السوري لحقيقة هذا الرجل.
مخاطر استغلال المزوية:
أدى استغلال المزوية بهذا الشكل المقيت إلى فقدانها احترامها الثقافي حيث كانت محط هيبة وذات دلالات كبيرة على عراقة ومكانة لابسها أما اليوم فقد باتت تباع على بسطات الأسواق ودائماً ما نرى عليها تنزيلات.