fbpx

اللذيذة ماتلدا

0 227

إنه يوم ميلادك.. وأنا لاأجيد الاحتفال..

الفرات يغرق.. لذا لا أنهار مقدسة كي أعمدك

لا حور.. لاغرب ولا صفصاف.. كي أصنع لميلادك لعبته الخشبية

إنه ميلادك الثاني..

قلبي ذابل.. وعلبة كبريتي فارغة.. غادرها أولادها (كما يقول عمك المهاجر) واحدا.. واحدا..

لذا لن أشعل شمعتك كي نحتفل..

ثم ما حاجتنا للاحتفال.. والبلاد كلها.. بأرصفتها وأقمارها

بإسفلتها ومحطاتها.. بحقائبها وحافلاتها.. كعكة مفخخة..

والسماء مليئة بالألعاب النارية القاتلة..

وهذا الأحمر الذي يملأ إسفلتنا.. دم.. دم أحمر

فلا تظني أنه توت شامي ياصغيرتي..!!!

كل ما أملكه هو نصف حكاية

نصف حكاية من فيلم.. لذا سأقصها عليك.

وعندما التقى القاتل المأجور.. بملامحه الفاهية وقلبه البارد

بالفتاة الصغيرة التي فقدت أهلها كلهم عندما ذهبت لتجلب الحليب.. نشأت بينهما علاقة.. القاتل المأجور أخذ يعلمها كيفية استعمال الأسلحة

بينما أخذت الطفلة (ماتلدا) وكان هذا اسمها في (الفيلم) تعلمه القراءة والكتابة وتعطيه دروسا في كيفية الإعتناء بالورود…

أحببت هذا الفيلم كثيرا يا (ماتي).. لذا أطلقت اسمها عليك.. دون أن أعرف معناه.. ثم عرفت بأن (ماتلدا) يعني.. المكافحة.. المناضلة

والخادمة في الحروب التي تضمد الجراح..

لذا يا فراشتي الصغيرة..

عندما تكبرين.. حلقي.. طيري..

كوني خادمة لهذا الكوكب الأزرق.. حاولي أن تضمدي جراحه

كوني خادمة.. للأنهار والعصافير..

امنحي ابتسامتك الطازجة.. للمتعبين

كوني خادمة للإنسانية

وسيدة لنفسك..

ماتلدا ياصغيرتي :

لقني هذا العالم المتوحش درسا في

كيفية الاعتناء بالياسمين !!!

ملحوظة1: عندما أغادر هذا العالم.. قومي بزيارتي.. وضعي وردة على قبري واخبريني ما الذي فعلته بك الحياة..

ملحوظة2: هذا إذا كنت محظوظاً.. واستطعت الحصول على حفرة هادئة.. بسعر مناسب!!!

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني