fbpx

العنف المنزلي على المرأة السورية خلال أزمة كورونا

0 290

ضوء على ورقة بحثية لمنظمة صحفيون من أجل حقوق الانسان JHR 

قبل البحث بهذه الورقة، التي اشتغل عليها فريق البحث في منظمة “صحفيون من أجل حقوق الانسان”، نحتاج إلى معرفة حجم العنف المطبق على المرأة السورية قبل جائحة كوفيد-19، كي يتسنى لنا معرفة زيادة أو نقصان هذا العنف في ظل الحجر الصحي، وما أنتجته الجائحة من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية على الأسرة السورية عموماً.

حول محتوى الدراسة

يقول فريق بحث منظمة صحفيون من أجل حقوق الإنسان، إن بحثهم شمل مناطق في ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي، هاتان المنطقتان توجد فيهما مراكز حماية للمرأة، وقد شمل البحث المخيمات الخاصة بالنازحين في ريف إدلب الشمالي. هذه البيئات هي بيئات ريفية أساساً وتكون نسبة العنف على المرأة فيها أكثر من نسبتها في المدن قبل الثورة. 

ويقول فريق البحث إن تحديات كثيرة واجهتهم في تنفيذ البحث ميدانياً، فهم لم يستطيعوا الحصول على إحصائيات حقيقية، وهذا أمر متوقع في بيئة اجتماعية محافظة، يعتبر نشر واقع المرأة في بيتها وعلاقتها بزوجها أو أبيها وأخيها من الأمور التي لا يمكن عموماً نقلها إلى الرأي العام، أو الجهات الرسمية، كونها أمور تلحق الأذى بسمعة العائلة كلها.

إن معوقات البحث واضحة، وهي لا تعكس الواقع الحقيقي للعنف المنزلي الذي تتلقّاه المرأة السورية في مناطق الشمال والمخيمات، ومع ذلك فالقيام بهذا البحث عملية مهمة للدلالة على واقع يجب تسليط الضوء عليه ونقده ومن ثم معالجته قانونياً واجتماعياً.

العنف الذي وقع على المرأة السورية خلال جائحة كورونا، كشف عن أمور عديدة وهامة، منها هيمنة النزعة الذكورية المفرطة في الأمر، والذكورية بطبعها عدوانية ومقتحمة ومنتهكة، وكشف أيضاً علاقة العنف بالوضع الاقتصادي وواقع العيش الموجود، فجائحة كورونا التي أثّرت على الاقتصاد العالمي ووفرة فرص العمل، انعكست في بيئات الريف السوري حصراً نفسياً تقوده ذكورة تحس بالمهانة حيال عدم قدرتها على تأمين مستلزمات الأسرة ولو بصورة بسيطة.

في هذه الحالة الحصر النفسي يتحول إلى عجز يتمّ التعبير عنه بالعدوانية تجاه الشريك (المرأة) إذا كانت زوجة، أو تجاه الابنة باعتبار الضيق الاقتصادي قد يفتح باب تمرد اجتماعي لا يحتمله العقل الذكوري.

البحث أتى على قاعدة انخفاض مستوى التوعية الاجتماعية، التي تخصّ عمليات الحجر المنزلي، فهذه التوعية مهمة في تقليل نسبة العنف وزيادة الوعي نسبياً لدى الأسرة عموماً ولدى البالغين خصوصاً، لذلك الوعي المقصود هو شدّ الانتباه لممارسة أمور مفيدة في فترة الحجر وضغط الجائحة الصحي على الناس.

الورقة البحثية لم تغفل عن طبيعة فيروس كوفيد-19 المستجد، واستندت إلى مصادر طبية وعلمية، ما يضفي على الورقة البحثية جدية البحث وقيمته العلمية.

إن استعراض فيروس كوفيد-19، يحتاج إلى بسط خارطة وباء دولية خاصة به، وهو أمر يزيد من حرص الناس وتوعيتهم لتجنب مخاطر الإصابة بالفيروس المعني. هذه الشمولية دفعت الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على استراتيجيات الدول في محاولة احتواء الوباء والتخفيف من آثاره. فلقد عرضت الورقة البحثية ما قامت به الدول من قيود على السفر والتنقل وإغلاق الحدود وتقييد حركة الطيران والتنقل داخل الدولة الواحدة.

الورقة البحثية تحتاج إلى تعميق على مستوى الإحصاءات وطرح المقترحات، وهذا ينبغي الشغل عليه أعمق وأوسع مما أتى بهذه الورقة المشغولة وفق القدرات المتاحة بصورة جيدة.

بقي أن نقول إن منظمة صحفيون من أجل حقوق الانسان هي منظمة رائدة في مجال البحث بأمور كورونا من بين منظمات المجتمع المدني الأخرى. 

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني