fbpx

العرب قدّموا صفقة تاريخية من 6 بنود لإنقاذ بشار الأسد: رفضها كرمى لإيران وذهب يتوسل عُمان

0 40

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن بشار الأسد رفض عرضاً عربياً مُغرياً لحل القضية السورية ورفع العقوبات عنه مقابل الابتعاد عن إيران.

وقالت الصحيفة في تقرير أمس إن الدول العربية التي نبذت بشار الأسد في يوم من الأيام تعرِض عليه صفقة من شأنها إعادة العلاقات بين دمشق وكثير من دول الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه كبح نفوذ إيران.

مبادرة من 6 بنود
ونقلت عن مسؤولين عرب وأوروبيين أنه خلال المحادثات التي قادها الأردن في البداية، اقترحت الدول العربية مساعدات بمليارات الدولارات للمساعدة في إعادة بناء سوريا وتعهّدت بالضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن حكومة أسد.

في المقابل، فإن على بشار الأسد المشاركة مع المعارضة السياسية السورية، والقبول بانتشار قوات عربية في سوريا تتولى مهمة حماية اللاجئين العائدين، وقمع تهريب المخدرات، فضلاً عن الطلب من إيران التوقّف عن توسيع وجودها في البلاد، على حدّ قول المسؤولين.

وقال مستشار لحكومة أسد ومسؤولون عرب ومسؤولون أوروبيون مطّلعون على المحادثات إن المحادثات في مرحلة مبكرة، ولم يُظهر الأسد أي اهتمام بالإصلاح السياسي أو استعداد لاستقبال القوات العربية، بالإضافة إلى ذلك، لم تُظهر القوى الغربية أي ميل لإنهاء العقوبات الصارمة على انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

زخم إنساني
لكن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وقتل 6000 شخص في سوريا، أعطى زخماً للمحادثات حيث يسعى الأسد للاستفادة من الكارثة الإنسانية لتقليل عزلته، على حدّ قول هؤلاء الأشخاص.

وقال المسؤولون إن دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى إنهاء الوضع الراهن بشأن سوريا لدواعٍ إنسانية أضافت زخماً إلى المحادثات، ولا سيما أن السعودية هي أقوى دولة عربية ومن بين أولئك الذين قاوموا التقارب مع الأسد بشدة.

يُضاف إلى ذلك أن المملكة العربية السعودية وافقت مؤخراً على استعادة العلاقات مع إيران في صفقة توسّطت فيها الصين، ما يشير إلى أن المملكة منفتحة على تغيير المسار في الاصطفاف الجيوسياسي للمنطقة، وقد يكون الانفراج حول الأسد أحد أكثر الأمثلة جرأةً على عملية إعادة الاصطفاف الواسع الجارية في الشرق الأوسط، مع تلاشي التوترات التي انبثقت عن الربيع العربي وتغير مصالح القوى الأجنبية في المنطقة.

ووفقاً لمسؤولين أوروبيين وعرب، ستكون إعادة الاندماج المحتملة لسوريا في المنطقة الأوسع وإعادة بنائها على جدول أعمال القمة العربية المقبلة في وقت لاحق من هذا العام في المملكة العربية السعودية.

ورغم أن العديد من المسؤولين العرب ما زالوا يحتقرون الأسد وأفعاله، فإنهم يقولون إن السياسات الدولية التي تعزل حكومة أسد تثبت أنها تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت، لصالح تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.

ويجادل أشخاص مطلعون على تفكير بعض الدول العربية بأن تحسين العلاقات مع الأسد من شأنه أن يساعد في تقليل نفوذ إيران في المنطقة.

بشار يطلب وساطة عُمان
في الأسابيع الأخيرة، أرسلت الأردن ومصر وزيري خارجيتهما إلى دمشق في أول زيارة دبلوماسية لهما منذ اندلاع الحرب في عام 2011.

وفي 20 شباط، طار بشار الأسد إلى عُمان للقاء السلطان هيثم بن طارق حيث قال مسؤولون أوروبيون وخليجيون إنه طلب من السلطان الضغط على الدول الغربية لرفع العقوبات مؤقتاً مقابل إبقاء المعابر إلى مناطق المعارضة مفتوحة.

وقال مسؤول أوروبي ومستشار لحكومة أسد إنه بشار طلب أيضاً من السلطان التوسط بين السعودية وإيران للتوصل إلى تفاهم توافق بموجبه طهران على أن يكون للرياض وجود اقتصادي في سوريا.

رفض غربي لتطبيع العلاقات مع أسد
لكن لن يكون إقناع الولايات المتحدة وأوروبا برفع العقوبات عن الأسد وشركائه سهلاً على الدول العربية، حتى بالنسبة لأولئك الذين هم حلفاء أقوياء للولايات المتحدة.

كما تمتد المعارضة إلى دول عربية مثل قطر والكويت والمغرب، لم ترسل مساعدات إلى مناطق يسيطر عليها أسد.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن العقوبات المفروضة على سوريا “لها تصاريح طويلة الأمد تسمح بالمساعدة الإنسانية”.

وأضاف المتحدث: “يظل تركيزنا في هذا الوقت من الأزمات على إنقاذ الأرواح ومساعدة الشعب السوري على التعافي من الزلزال، ونشجع شركاءنا الإقليميين على اتباع نفس النهج”.

فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الشهر الماضي مباشرة بعد الزلزال: “نشجّع التطبيع فقط إذا نفّذ نظام الأسد خريطة الطريق نحو انتخابات حرة”.

أما الاتحاد الأوروبي فلا يزال يشعر بالقلق إزاء سجل حقوق الإنسان للأسد وعدم رغبته في إجراء انتخابات حرة، واستبعد دعوة حكومة أسد لحضور مؤتمر للمانحين، المقبل، لإعادة بناء المناطق التي ضربتها الكارثة، حسب مسؤولين أوروبيين.
المصدر: أورينت

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني