fbpx

الشعب السوري قال كلمته: لن نصالح عصابة الأسد

0 241

تحقيق صحفي

  • نفّذه: رياض الخطيب
  • حرّره: أسامة آغي

أثارت خطوات التطبيع بين بعض الدول العربية في الآونة الأخيرة وبين نظام أسد غضباً شعبياً سورياً واسع المدى، مما دفع جماهير الشعب السوري إلى تظاهرات غاضبة عمّت مدن الشمال السوري المحرّر وكثيراً من مدن أوربا التي لجأ السوريون إليها بعد حرب الأسد عليهم.

نينار برس طرحت السؤالين التاليين على عددٍ من الناشطين:

  1. تتظاهرون كسوريين رافضين للتطبيع العربي مع نظام أسد. كيف ترون إمكانية تحويل هذه المظاهرات إلى قوّة فعل سياسي وشعبي يوقف التطبيع؟
  2. المظاهرات السلمية كي تكون أداة تأثير على المطبّعين ينبغي وضع شعارات دقيقة لها دون استعداء دول التطبيع، بل الضغط عليها وفق قرارات مجلس الأمن. ما الخطوات التي ستنفذونها في هذا الاتجاه لوقف التطبيع؟

المطلوب محاسبة أسد لا التطبيع معه

يقول الدكتور عبد المنعم زين الدين وهو منسق عام في الثورة السورية:

“الثورة السورية اليوم عادت سيرتها الأولى كما عهدناها في بدايتها، عندما كانت تنتفض جميع المدن في يوم واحد وتحت شعار واحد، كل المدن في الشمال السوري المحرر إضافة إلى السوريين الموجودين في المدن الأوربية، الأحرار والحرائر قالوا كلمتهم، الجرح واحد والهدف واحد”.

وأضاف زين الدين: ” نرفع رأسنا بهؤلاء الأحرار، لقد راهنت دول عديدة بعد اثنتي عشرة سنة على عدم خروج هذه الأعداد في مثل هكذا تظاهرات، وتوقعوا خروج العشرات فقط، الآن نقول لهم: خبتم في مراهنتكم، هذا الشعب السوري المنتفض العظيم البطل، أثبت لكم اليوم أنه على قرار واحد وقضية واحدة وثورة مستمرة تجمعه”

زين الدين أوضح لنينار برس أنه: “رغم الجراح والآلام والتخاذل، رغم كل ما حصل، كانت المشاهد تثلج الصدور، أوجّه تحية كبرى إلى أهالي مدن الداخل السوري، تل أبيض، جرابلس، الباب، مارع، أخترين، إعزاز، عفرين، إدلب هذه للمدن التي يعيش فيها سكانها الأصليون إضافة إلى من هجّر إليها من كل المحافظات السورية، أي أن أبناء كل المحافظات السورية وليسوا فقط أبناء هذه المدن، إضافة إلى السوريين الأحرار في دول المهجر، أمستردام في هولندا، أرهوس في الدنمارك، باريس وليون في فرنسا، برلين في ألمانيا، بروكسل في بلجيكا، لندن في بريطانيا، فيينا في النمسا، كل هذه للمظاهرات خرجت في وقت واحد وتحت شعار واحد، لتوجه رسالة حقيقية لجميع الدول مفادها أن الشعب السوري قال كلمته اليوم بكل وضوح، لن يصالح عصابة الأسد، لن يقبل بأي حل يبقي على هذه العصابة، لن يقبل بديلاً عن محاسبتها، ولن يقبل أن تحاول الدول تعويم هذه العصابة الكبتاغونية الكيماوية المارقة أبداً، هذا الشعب المنتفض لا تراهنوا على كسر عزيمته”.

أنا اليوم أشعر بالفخر بثوارنا وأحرارنا، وإن كان بعضهم يقول إنه واجب، لكن حتى هذا الواجب يشكرون عليه، لأنكم أثبتم للعالم كله أن كلمتكم أقوى من تطبيعهم، وأقوى من أوهامهم، سلاح الظاهرات قوي جداً، وأتمنى ممن يقولون، ماذا تفيد هذه المظاهرات، ألا يكرروا هذا القول لأنه مردود عليهم، المظاهرات عذاء لنا، وإذا كان المسار العسكري متعثراً نتيجة وجود روسيا بسلاحها وطيرانها، وإذا كان المسار السياسي متعثراً أيضاً نتيجة تخاذل الدول وتآمرها والفيتو وغيره.. فلابد من الخروج بمظاهرات لأننا لو لم نفعل هذا نحكم على ثورتنا بالفناء وكأنها غير موجودة.

هذه المظاهرات هي شعلة الثورة التي تذكّر العالم بهذا الشعب وآلامه وقضيته، هذه المظاهرات وقود لنا ولأبنائنا ولأجيالنا قبل أي أحد آخر، بالإضافة إلى الرسالة التي وصلت للعالم كله الذي وافق على المؤامرات والمكائد والدسائس بأن هذا الشعب قال كلمته بكل وضوح، لن يقبل الشعب السوري أبداً بتطبيع الدول مع نظام الأسد ولن يقبل بأي حل يبقي على هذه العصابة”.

لكنّ زين الدين أكّد من جعة أخرى أن “هذه المظاهرات لها دور كبير، ونحن نعرف أن معركتنا طويلة، وهذه إحدى وسائلها، الي يجب أن نواجه بها أعداءنا، ويجب أن نستمر بها”. مضيفاً:

“ما يميّز مظاهرات اليوم أنها عامة في كل المدن، ولم تكن منفردة في مدينة واحدة، كل المشاركين أحسوا أن عملهم جزء من عمل أكبر وأعم، الكثير من الفضائيات الأوربية قامت بتغطية الحدث بالإضافة إلى التغطية المحلية في الداخل”.

تل أبيض تتظاهر ضد التطبيع

أحمد الشبلي ناشط إعلامي مستقل من مدينة الطبقة، قال لصحيفة نينار برس: “أنا الآن في منطقة تل أبيض، مناطق نبع السلام، اليوم خرجنا نتظاهر ضد التطبيع مع نظام أسد، مظاهرة خرج فيها لأهالي من مدينة تل أبيض وأيضاً شارك أهالي من مدينة سلوك ورأس العين، وشارك الثوار جميعاً، عنوان المظاهرة لا للتطبيع مع الأسد المجرم قاتل الأطفال”.

وخاطب الشبلي المطبعين العرب قائلاً: “لماذا تطبّعون مع من قتل أطفالنا، ودمّر مدناً بأكملها، وشرّد أكثر من 13 مليون سوري، وقتل أكثر من مليون إنسان، لماذا تطبعون معه، ولا يزال يوجد في سجونه أكثر من نصف مليون معتقل ومعتقلة”.

وأوضح الشبلي: “المظاهرة اليوم في تل أبيض خرج بها الآلاف من الأهالي، من داريا وحمص ودمشق والرقة ودرعا وريف دمشق ومن مناطق كثيرة في سوريا جاؤوا ليشاركوا في المظاهرة”.

أخترين تقول: من يطبّع فهو يقتلنا

مدينة أخترين الواقعة في الشمال من محافظة حلب خرجت في مظاهرات تحدّث عنها لصحيفة نينار برس رئيس مجلسها المحلي الأستاذ خالد الديبو والذي قال: “كعادة الثوار السوريين لا يتركون مناسبة تخصّهم إلا ويكون لهم كلمة وموقف يعبّرون من خلاله عن موقفهم، واليوم خرجوا ليقولوا كلمتهم في التطبيع”

وأضاف الديبو: “ولأن هناك محاولات للتطبيع مع نظام الأسد المجرم نقول للعالم: لم نتغيّر رغم كل ما مرّ علينا من أحداث، وإن نظام أسد وصف ونعت الأنظمة العربية بأقذر النعوت، وهي اليوم تحاول احتضانه رغم جرائمه، بدلاً من أن تدعم قضية السوريين الأحرار، ودون أن تترك الشعب السوري يواجه مصيره بمفرده”.

ويخاطب الديبو الدول العربية قائلاً: “‘إننا ننتمي جميعنا لدين واحد وعرق واحد ولغة واحدة، وقد أعمل النظام فينا قتلاً بالبراميل والصواريخ، وافتعلت ميليشياته الطائفية المحلية والعابرة للحدود أبشع المجازر بحق الشعب السوري خلال اثنتي عشرة سنة ولا تزال تفعل ذلك”.

وأوضح الديبو رأيه فيما يجري: “إن محاولة الدول فتح سفاراتها وقنصلياتها مع نظام الأسد هي شراكة حقيقية معه بجرائمه، وأن الضمير الآثم ليس بحاجة إلى إصبع اتهام”.

الشرعية هي للشعب السوري وليس للأسد

المحامي محمد سليمان دحلا قال لنينار برس: “في الواقع لا يمكن القول أن المظاهرات السلمية عموماً قد وصلت إلى مرحلة التنظيم والتوجيه السياسي من قبل معارضة منظّمة، بل المعارضة السورية نفسها لم تنتظم في إطار جبهوي يفرز مرجعية مركزية تؤثر بالحراك الشعبي وتتأثر به، وتتكامل أدوارهما”.

ويوضح دحلا: “يجد الشارع نفسه أمام استحقاق مخاطبة الدول والشعوب، وإيصال رسائله ومطالبه بشكل مباشر، من خلال المظاهرات وما تحمله من شعارات ولافتات ومقابلات مع وسائل الإعلام، برجاء أن يصل صوته على الرغم من يقينه بأنه لن تكون هناك استجابة”.

ويرى دحلا: “في الواقع الآمال ليست كبيرة بإحداث تغيير في مواقف الدول بخصوص وقف الدول للتطبيع مع نظام أسد، فالجميع يعلم بأن ذلك هو قرار سيادي مرتبط بالدولة وسياساتها ومصالحها، وأن هذه الحالة متغيرة ومرتبطة بتشابك علاقات دولية معقدة أبعد من الملف السوري بكثير”.

ويعتقد المحامي دحلا: “الرسالة الرئيسية لهذا الحراك هي تسجيل رسالة مفادها، أنه رغم كل المعاناة والمأساة وسياسات التيئييس والدفع للقبول بالأمر الواقع، لن تفلح في ثني الشعب عن ثورته وإعادته إلى فكّ الأسد، وإن على الدول إعادة النظر في سياساتها والبحث عن مقاربات يقبلها من قدموا أعظم التضحيات، ولن يسمحوا بأن تذهب سدى حتى لو كلّفهم ذلك دفع المزيد”.

أسد خرّب سورية ومكانه السجن

يقول الناشط الثوري محمد البكري: “خرجنا بمظاهرة في مدينة أخترين رافضين لتطبيع الدول العربي والدول الصديقة للثورة السورية علاقاتهم مع نظام الأسد القاتل، وكان شعارنا (لا للتطبيع مع نظام الأسد المجرم) وكنا نريد إسماع صوتنا لهذه الدول”.

ويعتقد البكري: أن هذا النظام مكانه ليس الجامعة العربية، وإنما المحكمة الدولية لجرائم الحرب، فهذا مجرم حرب وليس نظاماً، هذا نظام كبتاغون ومخدرات واعتقال وإجرام خرّب سورية وهدمها”.

ويضيف البكري: “هذه المظاهرات هي لإسماع صوتنا ورأينا، هذا الصوت صوت الشعب السوري الثائر، وهو للقول إننا لن نعود إلى سورية إذا بقيت هذه العصابة في الحكم”.

وطالب البكري الدول التي تريد مساعدة الشعب السوري أن تجبر الأسد على إطلاق سراح المعتقلين دون قيد أو شرط، مؤكداً على ثبات الشعب السوري على مبادئ ثورته السلمية العظيمة التي تهدف إلى الحريات والكرامة ودولة المواطنة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني