fbpx

الشطرنج

0 96

بعد يوم يغلب التعب على معظم ساعاته، وضعت علبة الشطرنج أمامي دون أن أفتحها، إلا أن توجساً ما منعني من فتحها، أسئلة عديدة راودت مخيلتي دون أن أجد جواباً مقنعاً لأي منها.

– هل أفتحها لتبدأ المعركة بين الجنود والملك؟

– كيف لي أن أوقع بالملك دون أن أضحي بجنودي وجنوده؟ وكيف لي أن أحصن القلعة دون أن أضحي بالفيل والحصان؟

– هل أدع جنودي وجنود خصمي يتناوبون المربعات دون رادع أو أخلاق وكلٍ منهما يقتل الأخر للوصول للملك وأفوز باللعبة؟

– هل أطلق العنان للحصان فيرفس الملك رفسة واحدة فيموت وأفوز باللعبة؟

– أم أحاول إقناع الفيل بخطورة الملك على ذريته فيدوسه بقدمه وأفوز باللعبة؟

– هل أهمس بلطف في أذن الوزير المقرب له محاولة إقناعه بأن الملك فاسد وبأنه يمكن أن يضحي به بأي لحظة، فيغتاله وأفوز باللعبة؟

ماذا لو تآمر الوزيران عليّ واغتالوني لمنعي من الفوز؟

– أم أردد أمام الجنود أغاني ثورية أزيد من حماستهم فينقضوا عليه ويرموه أرضاً فأفوز باللعبة.

– أم أحاول اقناع الملك نفسه بأن يسقط، وتكون له حرية اختيار مكان السقوط على مربع أسود أو أبيض أو حتى على خطوط التماس بينهما وأفوز باللعبة.

– ماذا لو هدمت القلاع وبات الجنود مكشوفين؟ ماذا لو كان الجنود إلى جانب الملك وتآمروا عليّ؟ ماذا لو لم يسمع كل من الفيل والحصان توسلاتي ودافعوا عن الملك؟ ماذا لو كان وزيره أصم وربما أخرس ولم يسمع همسي ونعومة صوتي وأرسل الجنود واحتلوا القلاع وربما يهدموها هل سأفوز باللعبة؟

– ماذا لو مات الجميع وبقي الملك متشبثاً بمربعه الأبيض عندها سأخسر اللعبة والذهبية.

أم أبقي العلبة مغلقة حتى يموت الجميع بما فيهم الملك؟ وهل هنا سأفوز باللعبة؟

حدثت نفسي بصوت مرتفع بأن لا لا، هذا جبنٌ مني، علي أن أفوز بذكائي بلعبة الشطرنج وأحافظ على مليكي الأبيض فأنا بحاجة للذهبية أبيعها وأشتري بثمنها باقات ورد أنثرها على جثامين الشهداء. أدوية وأغذية وملابس لمن يفترشون المدارس أرضاً. ألعاب أطفال وورق وعلب تلوين لأطفال فقدت كل شيء إلا ذكرياتها.

صححت من جلستي وفتحت علبة الشطرنج واخترت أحد الجنود وبدأت اللعب.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني