السنوات الأخيرة في بابل: “رحلة بصرية” معرض فردي للفنان عبد العزيز طالب
ابتسام بلكتبي
من خلال مزيج من التصوير الفوتوغرافي والأفلام والفيديو، يدعو طالب المشاهدين إلى رحلة عبر متاهة الذاكرة والمشهد السريالي للانتقال.
من خلال عدسة كاميرته، يلتقط طالب لحظات عابرة من الجمال والحنين، ويضعها جنبًا إلى جنب مع الحقائق القاسية لعالم متغير. كل صورة هي جزء من الذاكرة، ولمحة عن الماضي الذي يتلاشى مع مرور الوقت.
ولكن ليست الصور الثابتة فقط هي التي تأسر الفنان؛ إن التكامل السلس بين الأفلام والفيديو هو ما يجعل رؤية طالب تنبض بالحياة. مع تغير المشاهد وتغير وجهات النظر، يجد المشاهدون أنفسهم منقولين إلى حقائق بديلة، حيث تتلاشى الحدود بين الماضي والحاضر والمستقبل في الغموض.
في قلب رواية “السنوات الأخيرة في بابل” يكمن شعور عميق بالشوق والخسارة، حيث يستكشف طالب الطبيعة الهشة للذاكرة وحتمية التغيير. ومع ذلك، وسط الفوضى والارتباك، هناك أيضًا جمال يمكن العثور عليه بمرونة هادئة ترفض أن تنطفئ.
من خلال استخدامه المتقن للصور المولدة بالكمبيوتر، يضفي طالب على عمله إحساسًا بالخروج من “المكان”، مما يستحضر جو الخيال العلمي الذي يكون آسرًا ومقلقًا في نفس الوقت. يبدو الأمر كما لو أن المشاهدين قد دخلوا في حلم، حيث تتحول المناظر الطبيعية المألوفة إلى شيء غريب وجديد تمامًا.
أثناء رحلتهم عبر ملحمة طالب البصرية، المشاهدون مدعوون للتأمل في تجاربهم الخاصة في التحول، لمواجهة أشباح الماضي واحتضان عدم اليقين بشأن المستقبل. في النهاية، “السنوات الأخيرة في بابل” ليس مجرد معرض؛ إنها شهادة على قوة الفن في إلقاء الضوء على التجربة الإنسانية بكل تعقيداتها وجمالها.