fbpx

الراب والربيع العربي

0 215

موسيقى الراب هي نوع من الموسيقى الافروأميريكان، وهي فصيل من “الهيب هوب” ظهرت في سبعينيات القرن الماضي وانتشرت في العالم في التسعينيات.

وقد انتشرت بين شبابنا منذ ذلك الوقت لكن سمعياً فقط وبدأت التجارب الخاصة بهم في الألفية الجديدة.

الراب كلمة تعنى (يقول) استخدمت في اللغة الإنجليزية منذ القرن الثامن عشر وهى اختصار لعبارة “Rhythmic African Poetry” أي “الشعر الأفريقي المقفّى” وهذا النوع من الفن بالغ القدم، فهو عبارة عن أغان قصصية تلقى مع الطبول متناثرة اللحن وكانت مواضيع الأغنيات عن القبائل والتفاخر بها.

وهذا النوع من الغناء لا نستطيع تسميته غناءً بحتاً فهو يقع في منطقة بين الكلام والشعر والنثر والغناء، وعلى يد الـ (DJ) الجامايكى (kool herc) المهاجر بدأ انتشار الراب في أمريكا، تحديداً في حي برونكس بنيويورك.

واحتفالية الراب كانت عبارة عن قاعات في المناطق الفقيرة المهم أن يكون بها خشبة مسرح يوضع عليها الـ (DJ) الذي يقوم بإلقاء التحية وكذلك الصرخات التي يشعل بها حماس الحضور يسمى الرابر أو (Master of Ceremonies).

تنوعت موضوعات أغاني الراب ومنها:

1-                أغان تتحدث عن موضوعات شائكة تخص المجتمع الفقير الذي نشأ فيه الراب كالعنصرية وحمل المراهقات ووحشية الشرطة.

2-                أغان تتحدث عن الحب والجنس.

3-                أغان تتحدث عن حياة العصابات والأسلحة.

4-                أغان روحية ودينية تتحدث عن الإيمان، نصوصها من الدين المسيحي وظهرت (جماعة أمة 5%) في أمريكا التي تتحدث عن الدين الإسلامي وتدعو لمنهاجه.

الراب في الوطن العربي

بدأ ظهور الراب في الوطن العربي في أواخر تسعينيات القرن الماضي وكانت المغرب هي أولى المناطق التي تغنت بالراب وهي الأفضل وفى المقدمة حتى الآن، وانتقل فن الراب إلى فلسطين مع ظهور فرقة دام الفلسطينية ثم انتشر في الخليج العربي ومصر.

وأسباب انتشار الراب بين الشباب العربي هو أنه يقوم على فكرة التعبير عن الذات والمشاكل التي تحيط بنا، فكان هذا الفن بمثابة طوق النجاة لشبابنا للتعبير عن مشكلاته مثل البطالة والفقر والقمع والاستعمار كما في فلسطين، فهم الآن يقاومون بالراب.

ومن مميزات الراب أنه ليس من الضروري أن يمتلك الرابر أو مغنى الراب صوتاً جيداً فغناء الراب يعتمد على قدرة المؤدى في تقطيع الكلمات بشكل متزن مع الإيقاع الموسيقي ما جعل الكثير من الشباب يقبل عليه.

وفى السنوات الأخيرة استطاع مغني الراب في وطننا العربي مقاومة الأنظمة القمعية عن طريق أغاني الراب وتجلى ذلك في فلسطين فقد أطلق رابر فلسطين عبارة المقاومة بالموسيقى ومن أشهر فرق الراب هناك (RFM) و(Gazista) وفرقة (Palestinian Rappers) التي تسعى إلى التوافق بين شباب فلسطين وإسرائيل.

المغرب العربي كان نقطة انطلاق الراب في الوطن العربي واستخدمه الشباب في مقاومة الفساد والقمع ما سبب الإزعاج للسلطات في بلاد المغرب العربي الأربعة خاصة قبيل وأثناء الثورة في ليبيا وتونس. وعلى سبيل المثال لا الحصر قام بن علي في تونس بالقبض على مغني الراب “حمادة عون” بسبب أغنية “رئيس البلاد” وكان ذلك مع بداية اندلاع الثورة التونسية، كما كانت أغاني “عون” من أهم محركات الثورة عند الشباب، كما أن الراب الدينى اشتهر كثيراً في بلاد المغرب العربى ومع هذا قوبل هذا النوع بغضاضة من قبل رجال الدين ممن حرموا فن الراب.

في العراق انتشر الراب بعد الدخول الأمريكي، منهم من يراه انفتاحاً على الثقافة الغربية بعد أن كان غير مسموح الجهر باتباعها ومنهم من يرى أنها وسيلة للمقاومة وأسهل الطرق للتعبير عن قضايا شباب العراق الآن.

في مصر هناك الكثير من أغنيات وفرق الراب المصرية وجميعها تشترك في أنها أخذت من الراب السبيل للتعبير عن الشباب وعن قضاياهم ومشكلاتهم، قبل الثورة لم يهتم أحد بفرق ومطربي الراب من الناحية الإنتاجية والتجارية ما تسبب في عدم انتشارها ورواجها على مستوى واسع ولم يكن هناك الكثير من الرابر معروفاً عدا أسماء قليلة منها “أحمد مكي” وأحمد الفيشاوى وأتصور أن شهرة ما قدموه يرجع لشهرتهم كممثليين.

وقبيل الثورة ظهر العديد من أغاني الراب المحرضة والمحركة للثورة مثل “أسقطوا الحكومة” للرابر المصري “دونجوان” وأغنية “مسيرة مليونية” للرابر “تاكى”، وهي أغان كانت للدعوة للنزول في 25 يناير 2011 عبر الفيسبوك واليوتيوب.

وفى ظل الثورة التى لم تأت ثمارها بعد نجد مجموعة من الأقباط قامت بعمل أغنية راب بعد أحداث “ماسبيرو” وفيها تتوعد المشير وتهدده واسمها (رسالة للمشير) من تأليف وأداء الرابر “رامي دونجوان”.

وهناك الكثير من الفرق التي تلقى حفلاتها رواجاً كبيراً بين الشباب ولكن للأسف لم تنتشر بالشكل الكافي نظراً للإهمال الإعلامي المتعمد لهؤلاء الشباب وما يقدموه من انتقاد لكل ما يحدث في مصر خاصة على المستوى السياسى قبيل ثورة 25 يناير وحتى الآن.

 

وهكذا نجد أن الفن عابر وأن الشباب العربي يستطيع تطويع الفنون ليعبر من خلالها عن نفسه ويضفي عليها ثقافته وليس العكس.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني