fbpx

الذائقة الجمالية وكيفية الارتقاء بها

0 221

يعتبر مفهوم الجمال مفهوماً سيكوفيزيولجياً يقصد به النحو نحو الكمال، وتتعدى الرؤية الجمالية حدود النظر وتتجاوز المشهد البصري أو السمعي لتخترق عوالم النفس وتضفي عليها الصفاء والبهاء.

والإنسان بطبعه يتوق للوصول إلى الكمال؛ بل إنه جبل على حب الجمال رغم اختلاف مقاييسه، وتباين العوامل المؤثرة فيه وكذلك اختلاف تقديره.

تبقى القيمة الجمالية محيطة بالإنسان، تحيط به وتغمره من كل جانب، لكن المشكلة تكمن في التذوق الجمالي، فتلقي الجمال يختلف من شخص لآخر؛ وذلك باختلاف الصورة والفعل والحس؛ ويحتاج الإنسان إلى أن يعمل على تربية نفسه حسياً ووجدانياً حتى يكتسب القدرة على تقدير الجمال ومنه تنتج آلية ارتقاء الذائقة الجمالية وتفعيلها عند المتلقي.

ولكي نغرس في الجيل الجديد تذوقاً للجمال يجب علينا أن نكون أصحاب ذوق رفيع وعالي المستوى ونحرص على انتقاء المفردات والصور والألوان التي تقدم للطفل منذ نعومة أظافره ليتربى على تمييز كل جميل ويحول عاداته إلى سلوك حضاري راق.

الاهتمام بالتفاصيل اليومية مثل نظافة البيت واللباس والبدن والعناية بتنسيق الألوان والحرص على النظام والانضباط السلوكي، كذلك انتقاء الألفاظ والتهذيب واللباقة وتعزيز ثقافة الشكر والاعتذار وغرس مفهوم الرضا؛ إلى جانب تعويده على الاهتمام بزيارة المكتبات والمتاحف وتوجيهه لمكامن الجمال في الأشياء وفي الأماكن وفي الكتب؛ واللوحات والمقطوعات الموسيقية. ستجعل الفرد يعيش في جو راق جميل؛ وستتحول هذه العادات إلى سلوك عام ثابت بعمق في شخصيته.

وإهمال هذه الأمور ستؤثر حتماً في تأخر الذائقة الجمالية لدى الفرد وهناك عوامل هامة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لها بالغ الأثر على نفسية الإنسان وتذوقه للجمال وإبحاره أو عزوفه عن الإبحار في عمق الفن والجمال. وإلقائه في متاهة التوتر والقلق.

إن نمو الذائقة الجمالية في مجتمع ما لا يمكن أن ينفصل عن الحراك التاريخي وسياق إنتاج المجتمعات وهي سياقات تنتقل من صيغ بسيطة إلى صيغ أشد تعقيداً، تعتمد على مفهوم طاقة الحرية التي تكمن داخلها بوصف الحرية جزأ لا يتجزأ من بناء الذائقة الجمالية عند الإنسان وفق المعيار الحضاري والإنساني.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني